أكاديميون : قرار إنهاء مقاطعة شركة (آرلا) الدنماركية جاء في وقته

اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
اعتبر الدكتور عبدالله الصبيح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالرياض أن بيان مؤتمر البحرين إنهاء مقاطعة شركة (آرلا) الدنماركية هو " قرار سليم "، وأنه من باب العدل الذي يأمرنا به ديننا. وأضاف الدكتور الصبيح قائلا " إذا كنا قد أشدنا قبل أيام بما أنجزه المؤتمر العالمي لنصرة النبي عليه الصلاة والسلام في البحرين، واعتبرناه خطوة في الطريق الصحيح فلا بد لنا إذن أن نثني على ما يتخذه القائمون على المؤتمر من قرارات، خاصة وأننا نثق تماماً في القيادات الشعبية التي دعت للمؤتمر، وأشرفت عليه وأعلنت من خلاله إنهاء مقاطعة شركة (آرلا)".

وقد أكد الدكتور الصبيح أن المقاطعة في حدّ ذاتها ليست هدفاً، إنما هي تستخدم بما تقتضيه المصلحة، وبأن القيادات الشعبية التي أوصت بإنهاء مقاطعة شركة (آرلا) إنما تعمل على توجيه هذه المقاطعة حتى لا تأخذ منحاً يضرّ بالعملية بأسرها. مشدداً على أن المقاطعة بشكل عام عمل مشروع وناضج، وردّ فعل طبيعي على الإساءة التي وجهت لنبينا عليه الصلاة والسلام، معتبراً أن هذه المقاطعة الشعبية حررت إرادة الأمة نحو العمل الإيجابي، وللأمة أن تتخذ قرارها اتجاه ماذا تشتري وماذا تبيع.

من جهته قال الدكتور مسفر القحطاني رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد بالدمام وأحد الحاضرين في مؤتمر البحرين أن المقاطعة كسلاح تتخذه الشعوب للدفاع عن حق لها أو دفع مظلمة هو خيار قانوني وحضاري، لكن ينبغي أن يكون له أمد، وأن يكون مؤداه مؤدى فعل حضاري وليس رد فعل حضاري. لذا فإن وضع ضوابط واعتبارات منطقية تراعي الأهداف العامة لأي مقاطعة شعبية أمر مطلوب ، ومن ذلك أن يكون قرار المقاطعة مبنيا على مراعاة مصالح عليا، وأن لا يترتب عليه مفاسد آنية أو مستقبلية، فلا يكون العاملون في الشركة المقاطعة غالبية مسلمة ، أو أنها لا تحمل عداء خاصا وواضحاً اتجاه المسلمين، بل ويكفينا أن تبقى الشركة صامتة اتجاه الأزمة فلا نبادرها بالعداء.

أيضا أن يكون قرار المقاطعة مدروساً دراسة صحيحة، فلا تختلط الأوراق، بمعنى أن تتضمن المقاطعة شركات لا تستحق المقاطعة كما حدث مع شركة ( كي دي دي )، وكما استغل بعض تجار المواد الغذائية بالترويج لقوائم مقاطعة تتضمن منتجات ليست دنماركية ، وذلك كترويج غير مباشر لمنتجاتهم.

وأضاف الدكتور القحطاني أنه علينا أن نحذر من تسييس هذه المقاطعة ، بحيث تتحكم بها مصالح الدول واعتبارتها وحساباتها، وأن نعي تماما أن المقاطعة ليست سلاحاً دائماً، إنما هي لإثبات موقف استنكاري ، فالأصوات التي تروج لمقاطعة دائمة غير منضبطة بأهداف ووقت معين ستنتهي كما كان مصير غيرها حين فتر الناس ، ناهيك عن عدم عدالة العقوبة الجماعية ، وهذه الأصوات عادة ما يصاحبها بث أفكار ورؤى متطرفة كاعتبارها الشعوب الغربية شعوبا معادية تكره وتعادي الإسلام والمسلمين، بينما هي شعوب لا دينية .

كما سئل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالسلام الهراس (أستاذ في جامعة القرويين بمدينة فاس المغربية) حول حكم رفع المقاطعة عن شركة (آرلا) الدنماركية فأجاب " الله -سبحانه وتعالى- يقول:"ولا تزر وازرة وزر أخرى". هؤلاء تبرؤوا وأعلنوا أنهم في صف المسلمين فيما يصف استنكار ما صدر من تلك الشرذمة السفيهة في قومها، فيجب أن نشجعها ونشجع الشركات الأخرى؛ لتقتدي بها، فشرعاً يجب رفع المقاطعة ولكل حال فتوى، والحال الجديدة هؤلاء كما سمعتم الشعب المسلم يتكلم عنهم، ولكن ينبغي -في رأيي- أن يكون الموقف الجديد موثقاً ليس من خلال الإعلان والكلام مع الوفد وموقّعاً ومسئولاً؛ حتى لا تقع في تزوير في شيء يقال وشيء يعمل، فيجب أن يكون الموقف مسجلاً وموثقاً ومقطوعاً به، وليس محل شك أو تردد أو تراجع. لذا أرى رفع المقاطعة مبدئياً، بشرط أن يكون الموقف يؤيد مقام المسلمين من الدنمركيين موقفاً مسؤولاً معتمداً. كما نعلن للملأ أننا لسنا أعداء لهؤلاء؛ لأنهم لم يظاهروا العداء، ولم يرتكبوا شيئاً ولم يسكتوا لأن السكوت علامة الرضى. هذا رأي والله أعلم ".

1
4107
تعليقات (0)