التســامح وضع الأقليات المسلمة المعاصرة في المجتمعات غير الإسلامية أميركا اللاتينية متعطشة للإسلام

يحيى خوان سوكيليو
ما أطيب الكلام نستهله بذكر الله رب العالمين، سبحانه وحده لا شريك له، لا نعبد إلا إياه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد،،،

يتخبط عالمنا الإسلامي اليوم أيمّا تخبط في ظل ما يشهده العالم من أعمال رسخّت في ذهون الغربيين صورة غير صحيحة عن الإسلام يرسمها واقع الحال. وتأتي الأحداث التي وقعت في مدريد (إسبانيا) في الحادي عشر من شهر آذار المنصرم مجسدة ما أراد الغربيون أن يرسموه عن الإسلام في ذهونهم من خلال إعلامهم المسيّر. وكأنّ أحداث مدريد تعود لتزكي نار الفتن مع ما يعتمر في الصدور من تشككات واحتقانات تخلع عن المسلمين صورة المصداقية لتترك باب الريح مفتوحاً على مصراعيه للضغينة التي تكنّها النفوس للمسلمين ولدينهم القويم. ومن جديد يصبح الإسلام ديناً في مهب الريح، رمزاً-تالله- للعنف والبغضاء، دين الإرهاب، وهي صفة ما انفك الغربيون يحاولون إلصاقها به. عدائيات وعصبيات تحوك المؤامرات لديننا لتوقعه في مصيدة الإرهاب. وأين نحن فعلاً من الإرهاب وأين هو العالم المتحضر الذي يلزم الصمت لا بلا يوازر مقتل شيخ داعية مقعد وهو الشيخ أحمد ياسين رمز من رموز الكفاح الإسلامي.

ما لها الحكومات الإسلامية في العالم لا تصحو من كبوتها فلا تكتفي بالإستنكار بل تترجم الأقوال أفعالأ، لترد كل هذا الكلام المغلوط وتصد هذه الهجمة العدائية التي تجتاح العالم ضد الإسلام والمسلمين. وكأن المجازر والإقتتالات باتت قدر عالمنا اليوم. إن الأمن والسلام مهددان بالفشل في ظل ما يجري من أحداث. هي أعمال عدائية همجية لم تختطها أي تعهدات أو مواثيق دولية ، تتعارض مع روح الإنسانية والأخلاق وتضرب عرض الحائط بمبادىء الحوار بين الاديان والشعوب والتعايش السمح بين مختلف الحضارات والأمم، فلا تزرع سوى البلبلة ولا تحصد سوى التوتر والقلق. إن الإنسانية اليوم متعطشة لأن يسود هذا العالم المتخبط السلام وأن تعم المحبة فيه ونحن على ابواب إرساء نظام عالمي جديد.

هل علينا أن نكرر في كل محفل نجتمع فيه بأن الأسلام يستنكر أشد الإستنكار كافة اشكال العنف والإرهاب والصراعات والعدائيات والظلم والإجحاف، وأنه يدعو إلى احترام القوانين العالمية وإلى سيادة الشرعية في كل مضامينها ومستوياتها. إن الإسلام يا إخوتي وأخواتي يناهض العصبيات والكراهيات في ظل ما يطلقون عليه اليوم " تصادم الحضارات"، في اختلاق صورة كاذبة مشوهة عن المسلمين وكأنّ الأعراق لا تعرف أن تتجانس في عيش مشترك.

نحن اليوم أمام منعطف خطر في تاريخنا ومنـزلق يحاول البعض جرّنا إليه. هل يتوجب علينا أن نتسلح بصورة الماضي حيث كان الإسلام منارة الشعوب ودين التسامح والإزدهار والتفاهم ما بين المسلمين وغير المسلمين أيام العصر الذهبي في الأندلس وأيام ما كان الإسلام في أطواره الأولى في المدينة ومكة . هل تكفي هذه الصورة من الماضي القديم لترفع من شأن الإسلام وكأن أمراً ما كان!

شتان ما بين الأمس واليوم... فصورة الإسلام اليوم ترتسم في إطار مغاير تماماً. لذا نعتبر أنه آن الأوان لأن ننتفض في قراراتنا في أن نرسي النظام الصحيح الذي حمله إلينا كتابنا، خاتمة الأديان. فأنّى لنا ذلك ونحن لا نسعى لأن نقوّم إعوجاجات أنفسنا ولا نسلط الضوء على القيم الإسلامية الحقيقية في ميادين العلوم، والتربية والتقدم العلمي والتضامن وتوثيق العلاقات بين مجتمعاتنا الإسلامية من خلال تبادل التعاون ومدّ جسور التآخي.

نرى فيه واجباً أن يحاول أعضاء المؤتمر الإسلامي أن يتعاضدوا فيخرجون بخطة تعاون استراتيجية كبرى هدفها ترسيخ النظام الإسلاميكنظام حياة. والمهمة مشتركة ما بين الأعضاء الكرام والمجموعات الإسلامية المنتشرة في العالم التي تواجه تحديات جسام وبشكل خاص في أميركا اللاتينية التي تسعى لأن تحتشد الجهود فيها حياءً للدين الحنيف.

الإسلام هو نظام الحياة الأمثل، نظام ركائزه السلام والتناغم والإنسجام، ويده سمحاء وقلبه عادل في تساوي البشر في الكرامات والحريات وفي مد جسور التعاون والتضامن بين بني البشر في دعوته وتعاليمه للوصول إلى الخالق الباري.

تشهد بدايات هذا القرن نحولاً جذرياً في مساراته الإجتماعية، من عالم ثنائي القطب في سياسته إلى عولمة تهز العالم وتؤثر في الإنتماءات الفكرية وتتقاذفه تيارات دينية وتقافية من كال حدب وصوب وشكل ولون، تكتب صفحات التاريخ الحديث. والواقع أن أكثر المجتمعات تحفظاً في العالم باتت تميل في اتجاه إلى تيارات أكثر تحفظاً من شأنها أن تبلع في يمّها أي تيارات فكرية تخالف اتجاهاتها الإيديولوجية، مع أنها لا تحمل بصيص أي أمل جديد نحو مستقبل عالمي أفضل، بل هي تيارات متقوقعة تسعى إلى التمسك بأفكار متشددة زرعت الحقد في الماضي وأوجدت العدائيات.

ومن هذا المنطلق لا يمكن للسلام العالمي القائم على أيدلوجيات بشرية بسيطة أن يتوطد ويرسخ التعايش بين الثقافات و بين الديانات في جو من السلام والأمن.

عبد الله
الأخ يحيى خوان سوكيليو
مدير المركز الإسلامي
كيتو- الإكوادور (أميركا الجنوبية)

أ-الإسلام النظام الأمثل للبشرية جمعاء

يتميز الإسلام بأنه دين محوره التسامح بين مختلف الديانات والثفاقات، كما ينبع ذلك من تعاليمه الدينية التي تخاطب البشر أينما وجدوا دون اعتبار لرابط اللغة التي قد يتحدث فيها هؤلاء البشر أو الإختلافات العرقية أو التواجد الجغرافي أو الجنسي. يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:" و مآ أرسلناك الاّكآفّة لّلنّاس بشيرا و نذيرا و لكنّ أكثرا النّاس لا يعلمون (سورة 34/28)

لقد أتىلإسلام برسالة الحق والعدل إلى بني البشر: و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و ان كان مثقال حبّة مّن خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين (21/47). وهو بالتالي النظام المثالي في الحياة كما أوحى به البارىء، ركائزه السلام، التناغم و فيه الحل الانجع لكل مشكلة و معضلة، كما ورد في الكتاب العزيز: اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم ألاسلام دينا (5/3).

ب) تاريخ التسامح البشري في الإسلام في ارتكازه على مبادىء كونية

لقد كان الإسلام طوال القرون الأربعة عشر الماضية دين التسامح الأول في التاريخ البشري. لقد عاش في ظل الإسلام من كانوا من غير المسلمين بحيث أجاز لهم أوائل المشرعّين أن يعيشوا في سلام وأمن في فيء الإسلام وأن يتمتعوا بكامل الحرية الدينية في ممارسة دياناتهم فكان التساوي في المعاملة مع أخوانهم من المسلمين في ظل القانون الذي حماهم بأشخاصهم هم وممتلكاتهم.

الإسلام يبشّر بالتسامح والإحترام، ليس على صعيد الحريات الشخصية فحسب ولكن الإسلام يسهم بشكل ملحوظ في السلام العالمي من خلال مستويات إجتماعية و سياسية شتّى ترتكز إلى المبادىء الكونية. وخير الأمثلة على كلامنا ما عرف بــِ " صحيفة المدينة" التي سنّ الرسول (صلى الله عليه سلّم) فيها أسس المحافظة على السلام والتعاون وحماية الأرواح والممتلكات والعمل على صدّ الإعتداءات الظلم بالرغم من الإنتماءات القبلية وضمان الحريات الدينية والتيارات.

لا تقيم صحيفة المدينة القائمة على القيم القرآنية الكونية أي تمييز أو فرق بين الحياة الدينية والدنيوية. لقد عامل النظام الإسلامي كافة الشعوب بشكل متساوً فلم يجعل قوانين أياً منهم تطغى وتسود بل ترك السيادة للقانون المرتكز على العدالة والخير لصون كرامات الجميع.

واليوم، ونحن أمام فورة التقدم العلمي والتقني، حَرِيّ علينا أن ننشر الصورة الحق عن الإسلام من خلال منتجي الأفلام اللامعين من المسلمين على غرار تلك الضجة الإعلامية التي يثيرها حالياً فيلم " ميل جيبسون" عن آلام عيس عليه السلام مستغلين توفر المادة الدعائية من خلال مثلاً الأسطوانات الضاغطة (السي دي) التي تباع في الشوارع. لماذا لا نصور سينمائياً التسامح الإسلامي عبر التاريخ فننفض الغبار عن معاهدات لا يشهدها حتى عصرنا الراهن كصحائف المدينة ونجران ومكة، ونصور شخصيات إسلامية فذة كشخصية صلاح الدين الأيوبي في موقفه من خصومه الصلبيين ، وسوف يكون لهذا التحرك إن شاء الله الوقع الأكبر على الناس.

(ج الإسلام والعلاقات الدولية

ما من شك أن العلاقات الدولية تجاه الأسلام تأثرت سلباً عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أميركا والحادي عشر من شهر مارس المنصرم . بيد أن محاولة تسوية العلاقات الدولية المتأئرة بالأحداث لا تعني لا تعني أن يساوم العرب والمسلمون على المبادىء الإسلامية وقيمها في المحافل الدولية . كما أن التسوية لا تفرض مطلقاً أن يكون للمنظمات العربية والدول الإسلامية مواقف ضعيفة فيها " معتذرة" إذا صح القول . علينا أن نواجه هذه المسألة بفكر مدرك واعِ ، فلا نُعصَر أو نكسر . واجبنا أن نواجه الهجمة الدولية على الإسلام بصرامة من واقع مسؤولياتنا تجاه ديننا الحنيف وأن ندحض الإتهامات الباطلة في ديننا بفعل الأحداث العنيفة المؤلمة التي تهدد السلام العالميي.

د) أوضاع المسلمين في البلدان غير الإسلامية

(I النظرة المستقبلية لبلدان أميركا اللاتينية.

رُمنا من هذا الفصل أن نصوّر واقع العديد من المجتمعات الإسلامية التي تعيش كمجموعة أقليات في قارة أميركا اللاتينية من دون أن يعني ذلك أننا سوف نتطرق إلى كافة المواضيع دفعة واحدة أو أننا نشمل في كلامنا كل شعوب أميركا اللاتينية. لا بد أن الوقت آتٍ ليكتشف الإخوة والأخوات في العالم وجود الإسلام في أميركا اللاتينية، روابطه ومستقبله الواعد كدين مكرّم للبشرية.

نأسف كثيراً في ان نقول بأن مبادرات إطلاق الدراسات الوافية عن الحاجة الماسة لإطلاق الدعوة الإسلامية في أميركا اللاتينية هي وللأسف غير كافية. وقد يكون السبب الرئيسي في أن أميركا اللاتينية هي الحدود الأخيرة التي ينبغي على الدول الإسلامية ومؤسساتها إكتشافه. وقد يكون السبب الآخر أن المؤسسات الإسلامية في أميركا اللاتينية هي في أطوار بداياتها التنظيمية للإنطلاق في نشاطات الدعوة، بشكل تثبت فيه صورتها الواعدة وتعكس حقيقة وضعها في خارج حدودها.

تضم قارة أميركا اللاتينية والتي يعرفها سكانها بأميركا الجنوبية حوالي ثلاثين دولة مختلفة ناطقة باللغة الإسبانية بالإضافة إلى البرازيل الناطقة باللغة البرتغالية ما بين 3,8 إلى 4 ملايين مسلم.

تعتبر المجتمعات الإسلامية المنتشرة في أميركا اللاتينية اقلية لا يستهان بها في كل بلد من بلدانها، وهي المكسيك، وغواتيمالا والهوندوراس والسلفادور ونيكاراغوا وكوستا ريكا في أميركا الوسطى وفنزويلا وكولومبيا والإكوادور التي سميت بحسب خط الإستواء المار فيها، وأيضاُ البيرو، التشيلي، الأوراغوي، البراغوي، البرازيل وأخيراً الأرجنتين في الجنوب.

تشكل المراكز الإسلامية (وهي المساجد) نواة المجتمع الإسلامي حيث يمارس الأفراد عباداتهم اليومية ويؤدون صلام يوم الجمعة جماعة. كما يتلقن المسلمون في هذه المراكز دروساً خاصة في اللغة العربية ويتنورون بتعلم أصول الدين الحنيف، رجالاًُ ونساء وأفراداً ينتظمون في صفوف منفصلة. كما تتم في هذه المراكز مراسيم الزواج والدفن والإحتفال بالعيدين.

لا تتلقى المراكز الإسلامية المنتشرة في أميركا اللاتينية اي دعم مادي من الخارج، ويكتفي معظمها بموارده الذاتية الداخلية. والواقع أن لكل تجمع وموقع إسلامي استراتيجيات الدعوة الخاصة به من كتيبات و منشورات وأقرص مدمجة ( سي دي)، واشرطة فيديو وغيرها من الوسائل التي تساهم في نشر الرسالة النبيلة وتعاليم الدين الحنيف، خاتمة الأديان.

- أميركا اللاتينية أكثر القارات تسامحاً بعد أحداث 11/9 و 11/3

على نقيض المشاعر التي لفت معظم دول العالم عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أتى الأفراد في أميركا اللاتينية إلى مراكز الدعوة المحلية ليس فقط لإستيقاء المعلومات عن الإسلام ولكن بعضهم دخل فيه. ومن بين هؤلاء طلاب جامعات من رجال ونساء من مختلف الشرائح وفئات الأعمار.

( II الوقوع في فخ المغالطة بين اميركا اللاتينية والشمالية وهي المغالطة التي يقع فيها الكثيرون في اعتبار أميركا اللاتينية جزءاً من اميركا الشمالية. صحيح أنه من الناحية الجغرافية الأميركيتان مترابطتان، إلا أن شعوبهما مختلفان تماماً في ما يخص القيم الدينية والثقافة والحوافز برمّتها. وبوجيز العبارة، إن لأميركا اللاتينية أهدافها، وطموحاتها وتطلعاتها الخاصة.

وأما المغالطة الأخرى فهي المقارنة الخطأ في أنه بما أن نسبة المتحولين من النصارى إلى الإسلام ضعيفة في البلدان الإسلامية، فإن ذلك من شأنه أن ينسحب على أميركا اللاتينية التي تتوق في الواقع إلى اعتبارات روحانية لا تجدها على أرضها، مع ملحوظة أن الكاثولكية تسير إلى الإنحدار فيها.

(III أميركا الللاتينية في بحث عن هويتها

  • التغييرات التاريخية عرفت أميركا اللاتينية منذ بداية إنتشار النصرانية فيها في العام 1492م وحتى اليوم مجازر كثيرة إرتكبت وترتكب بإسم الله. والتاريخ خير مرجع على هذا الكلام مع قدوم أوائل القادة الإسبان الذين أتوا "يغزون" العالم الجديد ومنهم هرناندو كورتيس" في المكسيك، " سباستيان دي بنالكسار" و" فرانسيسكو بيزارو" في غزوهم ما يشكل اليوم الإكوادور، بيرو وبوليفيا في أواخر عهد مملكة الإنكا. ومن الأمثلة الشهيرة في تاريخ أميركا اللاتينية القائد الهندي " أتاولابا" الذي قتل لنكرانه النصرانية وقيمها (بطرحه الإنجيل أرضاً) وندمه على إتباع النصرانية، فكان مقتله بداية هيمنة وسيطرة الرهبان المتشددين في أميركا اللاتينية.

الحاجة إلى التغيير الجذري مع بداية الألفية الثالثة، لم تجد بعد الثقافة الأميركية اللاتينية مصيرها التاريخي. فبهدف إحداث تغيير جذري لنفض غبار الفساد عن المؤسسات في كل مستوياتها، ، وحتى العلمية منها، تغيير يطال الأحزاب السياسية والايديولوجيات، والإدارات اإجتماعية والإقتصادية الفسدة الماتخفية وراء قناع الديمقراطية الفاسد، وما حملته من تآكل تدريجي للأخلاقيات وفقر وفساد وظلم على كل المستويات.

فمن أجل التحرر من قيود عبادة الأصنام ومن الإدمان على الكحول والمخدرات ومن حالة الظلم في المجتمعات الإنسانية، ينبغي على شعوب أميركا اللاتينية أن يشقوا دربهم ويعودوا إلى جذورهم لينطلقوا منها باتجاه الخالق الواحد الصمد.

إن الإيمان في وحدانية الخالق يساهم حقاً في حفز الشعور بأن كل فرد من المسلمين هو مستخلف في الأرض .

والأفضل من عادة تنظيم المؤسسات هو أولوية حفز الشعور في الفرد لحمله على إحداث تغييرات حقيقية لمستقبل الأجيال القادمة. إن الأغلبية الساحقة من الأفراد في أميركا اللاتينية يؤمنون بالله ولكنهم لا يؤمنو بما تبشّر به كنائسهم و أو الأسواق الدينية بدعاياتها التي لا تحمل حلولاً إلى الطبقة الإقتصادية الفقيرة.

فعندما يتزعزع الإيمان بطبقية الرهبان ، عندها يمكن أن تمحى من الأذهان فكرة اختلاف الطبقات والفروقات الإجتماعية بين الناس.

إنه دين التوحيد الداعي إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، و توحيد السلام البشري والتآخي في مصير مشرّف ودعوة يطلقها الإسلام إلى العالم بغية ترفع البشر لبلوغ سدرة المنتهى في توحيد المعبود.

( IV من أواخر ظواهر التعددية الدينية في أميركا اللاتينية

لم تعرف أميركا اللاتينية ظاهرة العلمنة في تاريخها في فصل الدين عن الدولة إلا منذ حوالي مئة عام . ومن أهم الوجوه السياسية الرئيس الإكوادوري السابق "الوي ألفارو" الذي حرق حياً في العام 1912 وكان عمد إلى طرد الأباء اليسوعيين وفصل الدين عن الدولة.

وأما المهاجرون المسلون الذين قدموا إلى أميركا االاتينية عقب الحربين العالمييتن فوجدوا صعوبة كبرى في الإنخراط في المجتمع اللاتيني ما لم يتحولوا إلى المسيحية. لقد كانت البيئة التي انخرطوا فيها بيئة قاسية غير متسامحة ضيقت عليهم الخناق فزعزعت إيمانهم بجذورهم الإسلامية وجرفتهم في تيارها، فرفضوا أصولهم الإسلامية.

واليوم تلعب ظاهرة اللاعلمنة المتولدة من العولمة دوراً هاماً منذ العقد الماضي. وتستقطب التيارات المتعددة الديانات كالإنجليين، والسبتيين والمعمدانيين والمورمون وغيرها من ظواهر الكنائس أتباعاً لها دون أن ننسى الفلسفات القادمة من الشرق الأقصى والهند لتشكل مع الطواهر السابقة فسيفساء دينية متنوعة. ولكن في نظرة بعدية، يتضح تماماً بأن الكاثوليكية والتي كانت الطاغية في الديانة المسيحية في اميركا اللاتينية فقدت الملايين من اتباعها في فترة زمنية قصيرة، لتضحى مع مرور الزمن إرثاً قادماً من القرون الوسطى في أوروبا.

لقد أخذت ظاهرة اللاعمنة تتثبت في أميركا الشمالية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ولقد قاد صقور واشنطن، " بات روبرتسون وفرانكلين غراهام من الإئتلاف البروتستانتي المسيحي مسيرة تطبيق اللاعلمنة السياسية في أميركا الشمالية. فخطابتهم تحمل في طياتها تهجمات كلامية تتخذ طابعاً سياسياً تدعو إلى اغتصاب أراضي المسلمين، وشرفهم وحقوقهم.

( V التأثيرات غير المتسامحة الأجنبية الدخيلة في أميرك اللاتينية

جملة اسئلة تطرح نفسها وهي:
ما هي حدود التسامح الديني؟
- هل يمكن للدول الغنية أن تسمح أو تحاول غزو الدول الأقل غنىً؟
- هل يمكن للمجتمعات الفردانية التي وطدت عالميا فكرة الإنتاج بحسب مدخول الفرد أن تفرض أذواقها الخاصة على المجتمعات الجماعية المتمحورة على مفهوم العائلة والقيم الروحية وليس فقط القيم المادية؟
ومن الأمثلة على ما سبق، غياب التسامح في أميركا الشمالية وتدخلاتها في شؤون أميركا اللاتينية.

(أ تدخل غير مسموح به على الصعيد الإقتصادي

يعتبر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مثالين نموذجيين للتدخلات والفروضات الإقتصادية المؤثرة في أميركا اللاتينية ، والمتولدة من العولمة. ولقد واجهت هاتان المؤسستان تياراً تضامنياً صلباً في معارضة دمج المدفوعات المترتبة من أنظمة ديمقراطية في أميركا اللاتينية. ويتجلى ذلك في موقف الرئيس البرازيلي لولا والرئيس الأرجنتيني كيرشنر اللذين قررا توحيد جهودهما من أجل وقف دفعات الديون بفوائدها.

كما أن للحملات الإجتماعية والإضرابات في أرجاء أميركا اللاتينية المثيرة للإضرابات الإجتماعية والسياسية وجوداً أطغى في رفضها تحالفت حكوماتها مع الإدارة الأميركية.

(ب التدخل غير المسموح على الصعيد السياسي

تعمل التمثيلات الديبلوماسية من أكثر المجتمعات ليبراليةً جاهدة للتأثير على حكومات أميركا اللاتينية من خلال التدخل في سيادة هذه الدول من أجل حملها على قبول " معاهدات التجارة الحرة" والتي لا تشكل في الواقع سوى ضغوط إقتصادية وسياسية وحتى عسكرية لا يمكن السماح بها في أميركا اللاتينية، كما الحال اليوم في كولومبيا.

وأما التحرشات السياسية في حكومات أميركا اللاتينية فتتمثل في صد محاولات إنفتاح هذه الحكومات في توجهها نحو إقامة علاقات ديبلوماسية مع أي من الدول الإسلامية . والواقع أن الرئيس الفنزولي "تشاتفيز" هو الرئيس الوحيد الذي ندّد مؤخراً بشكل علني بمحاولات الهيمنة الأميركية وتدخلاتها غير المسموح بها في دول أميركا اللاتينية.

إن هذه التدخلات العسكرية هي في الواقع تدخلات واضحة من قبل الإدارة الأميركية في محاولات للتدخل والتحكم في مصير شعوب أميركا اللاتينية المسالمين.

ومن دلائل هذا التدخل الزيارات الأربع المتكررة التي قام بها الجنرال جيمس هيل (وهو قائد بأربع نجوم في القاعدة الأميركية التي مهمتها الأولى هي التدخل العسكري والسياسي المباشر في الشؤون العسكرية والسياسية في أميركا اللاتينية) في سنة واحدة بغية تعزيز التدخل العسكري في أميركا اللاتينية في ما تسميه الإدارة الأميركية "الخطة الكولومبية" وبحجة" القضاء على المخدرات": على حد زعمهم.

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: من هما المجتمعان الأكثر استهلاكاً للمخدرات في العالم؟" والإجابة على هذا السؤال بسيطة جداً: قطاعات مختلفة في المجتمعات الأميركية والأوروبية. والمعادلة واضحة : ما من منتج من دون مستهلك.

ولا ننسى أن ما من دولة واحدة من بين دول أميركا اللاتينية أبدت شجاعة في إظهار موقف معاد للتدخلات العسكرية في أفغانستان في العام 2002 وغزو الشعب العراقي في 2003، بالإضافة إلى قضية العصر والظلم تجاه القضية الفلسطينية. وفي نهاية المطاف وفي إيجاز للكلام ، تبقي الإشارة إلى أن كل هذه التدخلات الأجنبية غير المسموح بها في أميركا اللاتينية إنما تعمل على توسيع الهوة الإجتماعية (ذات التوجه العائلي) والثقافي (ذات التوجه الجماعي) في أميركا اللاتينية والثقافة الأنغلوساكسونية في شمالي أميركا (ذات التوجه الفرداني والمادي).

) VI قوة الأقليات المسلمة في أميركا الجنوبية بالإرتكاز إلى العدد واللغة

تختلف قوة وتأثير المجموعات الإسلامية في أميركا الجنوبية باختلاف بلدانها فبلدان البرازيل والأرجنتين وبنما وفنزويلا وسورينام وترينيداد وتوباغو وباربادوس تضم العدد الأكبر من المسلمين في أميركا الجنوبية.

وأما على الصعيد السياسي من حيث التأثير، فإن هذه البلدان هي في موقع أفضل نسبياً لمناقشة أمورها والحصول على امتيازات لمجموعاتها الإسلامية وتجاوز تيار عدم التسامح تجاه المسلمين عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

ومن الوقائع التي نرغب في التوقف عندها هو ارتفاع نسبة الزواج الحاصلة بين الأخوة العرب الذين يعيشون في أميركا الشمالية والجنوبية بنساء لاتينيات.

ومن الطروحات الرؤيوية طرح سامويل هانتنغتون للولايات المتحدة الذي أعلن بأن المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية والذين هم من اصول أميركية لاتينية سيكونون المسؤولين وحدهم عن إنهيار الثقافة الأنغلو-ساكسونية بسبب الهجرة الطاغية لهذه الشعوب مقارنةً بباقي المجموعات الإتنية. وحجته أن عدد أولاد اللاتينيين يفوق بكثير عدد الأميركين وهم عادة لا يندمجون بسهولة مع باقي المجتمعات بل على العكس ينحصرون في مجموعاته الناطقة بالإسبانية وأن معظمهم من الذين يعيشون في أميركا الشمالية لا يتحدثون الإنكليزية.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد اللاتينين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية إلى 6.3 مليون نسمة بحلول العام 2030 ولى 88 مليون نسمة بحلول العام 2050. وبالتالي سوف يشكل اللاتينيون ربع سكان الولايات المتحدة.

(أ – وجوه التشابه بين شعوب المسلمين وشعوب أميركا اللاتينية

  • عائلات كبيرة في عدد أفرادها ذات توجه جماعي ومجتمعاتي في أميركا اللاتينية تماماً كما المجتمعات الإسلامية.
  • تشابه من حيث التكونات الجينية ( لون البشرة عموماً ولون العينينن ) كما المسلمين أيام الأندلس.
  • تشابه لغوي: تحمل اللغة الإسبانية والبرتغالية الكثير من التعابير ذات الجذور العربية.
  • الهندسة العربية المعمارية التي نجدها مثلاً في مدن كوسط مدينة كيتو (عاصمة الإكوادور) وليما (عاصمة البيرو)، وأيضاُ وجهة الكنائس المبنية التي تتجه نحو القبلة ، كلها إشارات إلى فن الهندسة المعمارية المسلمة المنتشرة في معظم مدن بلدان أميركا اللاتينية.

( VII تسامح المجموعات الإسلامية التي تعيش كأقليات في بلدان أميركا الجنوبية

أ‌- القيادة

إن تعدد وتنوع الأشخاص الذين يعيشون كشعب واحد ينبغي أن تدفع القيادات إلى أن تكون متسامحة تجاه هؤلاء الأشخاص القادمين من أصول مختلفة . بيد أن للتسامح حدوداً بحسب القرآن الكريم والسنة النبيوية الشريفة والشريعة الإسلامية عامةً.

  • يترتب على القيادات أن تعمل بحكمة من أجل العمل على توحيد المجتمعات على اختلاف قطاعاتها وشرائحها بهدف حفز العمل الجماعي.
  • من واجب القيادات الإسلامية أن تشدد على الحوار التسامحي بين مختلف الأديان وعلى تشجيع علاقات التعاون بين السلطات الحكومية في العديد من المجالات من خلال احترام القوانين وعكس صورة القيم الإسلامية وبشكل خاص الإرث الثقافي الأميركي اللاتيني في اميركا. وهي رابطة متميزة بالنسبة لباقي الأقليات الإسلامية المنتشرة في العالم. ينبغي أن تبادر القيادات الإسلامية إلى التركيز العلمي على الدراسات اللغوية والهندسية والجنية من أجل جذب إنتباه شعوب أميركا اللاتينية إلى أجدادهم المسلمين.
  • ينبغي على القيادات الإسلامية المتعاونة مع بلدان ذات ديمقراطيات غير ثابتة أن تحاول التقرب من الأشخاص الذين يتولون المراتب الثانية في المؤسسات الحكومية والوزارات من أجل توطيد علاقات مستديمة معهم.
  • على عاتق القيادات إيجاد مسؤولين قياديين للمنظمات وكتّاب مبدعين يؤثرون على المجتمعات ويحفزون القادة والرؤساء المحليين.
  • من الواجب العمل إذا سمحت الظروف على توطيد علاقات التعاون مع البعثات الديبلوماسية المتواجدة في عواصم البلدان الإسلامية .

ب‌- تسامح الأقليات الإسلامية التي تعيش في أميركا الجنوبية والداعمة للقيم الإسلامية في لمحة تاريخية

يسهل في الواقع شرح وتفصيل مهمة التسامح عبر التاريخ.

تشير آخر الإحصائيات إلى ان نسبة الأقليات الإسلامية في أميركا اللاتينية هي 50% بين السكان الأصليين الذين قرروا الدخول في الإسلام، بينما يمكن ان تكون نسبة الـ 50% الباقية من السكان المسلمين هم إخوة من أصول مختلفة.

لقد أضحت المجتمعات الإسلامية قوة تعكس صورة داعمة لكيفية تمسك المسلم بقيمه ومبادئه.

إن الأقليات المسلمة هي في الواقع جسراً وهمزة وصل مع العالم الإسلامي. وهي متنوعة من حيث قوتها وحوافزها والكثيرمن افرادها مكتفون إقتصادياً. ولا يعني الكلام أن لهذه الأقليات كل ما هي بحاجة إليه، إنما هي أقليات تتطلع إلى الإستقلالية.

(VIII تطلعات شعوب أميركا اللاتينية تجاه العالم الإٍسلامي

  • ينبغي على العالم الإسلامي أن ينهض ويعمل من خلال المؤسسات الدينية المؤسسة والموجودة.
  • ينبغي أن يبحث العالم الإسلامي عن الوحدة الحقيقية ويوطد التعاون فيما بين شعوبه
  • ينبغي ان يصقل العالم الإسلامي صورته

خواتم الكلام

  • يمكن للقيم الإسلامية القوية
  1. أن تحدد مصير اميركا اللاتينية
  2. أن توقف الغزو الثقافي إلى أميركا اللاتينية من خلال تيار العولمة
  3. أن تعي أهمية التربة اللاتينية الخصبة من حيث الإنعتاق الروحاني والعمل على حفز القيم الإسلامية حيث التغيير الحقيقي نحو الإسلام أمر مطلوب.
  4. تعمل الأقليات الإسلامية في ميركا اللاتينية على توثيق علاقاتها مع إخوتها في العالم الإسلامي.
  5. يتوجب على العالم الإسلامي أن يستغل تيار اللاعولمة في الإتجاه إلى التدين كما هو حاصل اليوم في أميركا اللاتينية.
  6. أن ينتشر الوعي في ترسخ جذور قيم أميركا اللاتينية في قلب الحضارة الإسلامية في الأندلس الإسلامية قديماً.

توصيات

  • إنطلاقاً من أن أسبانيا هي اللغة الثانية في العالم وأن عدد الأميركييين اللاتينيين سوف يشكل ربع عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية، ينبغي الحث وبذل الجهد من أجل أن تصبح اللغة الإسلامية أداة هامة في نشر الدعوة.
  • أهمية أن يجيد الدعاة هذه اللغة في المستقبل لحفز الإسلام وتقدمه.
  • ينبغي على الدعاة المتدربين المختصين لأميركا اللاتينية أن يتمرسوا جيداً في الدراسات الدينية المقارنة.
  • التخطيط لإطلاق خطة دعوة إسلامية ثلاثية السنوات بين المنظمات الإسلامية في أميركا اللاتينية المرخص لها من قبل حكوماتها المحلية للوصول إلى مستوى المؤسسات الإسلامية العالمية، ونعني رابطة العالم الإسلامي ، المنظمة العالمية العلمية والتربوية (ايسسكو) المجلس العالمي للدعوة والإغاثة، رابطة الجامعات الإسلامية، التجمع العالمي للشباب المسلم وغيرها من المنظمات الهامة لحفز وتشجيع الدعم من خلال تشكيل لجان خاصة.
  • يتوجب على مسلمي أميركا اللاتينية أن يشكلوا مصدراً محورياً للتعاون والتعاضد مع المجتمعات الإسلامية الأخرى في أميركا الشمالية.
  • ينبغي أن تبذل المجلات والمنشورات الإسلامية العالمية جهدها لأن تقدم نسخات منها مترجمة إلى اللغة الإسبانية.
  • إطلاق مجلة إسلامية رسمية ناطقة بالغة الإسبانية لتكون مصدر معلومات للمجوعات الإسلامية في أميركا اللاتينية، على أن تتضمن قسماً خاصاً بأمور الزواج.
  • وضع خطة إجتماعية تهدف إلى استفادة المسلمين وغير المسلمين المتعطشين للإسلام في عواصم بلدان أميركا اللاتينية، على أن تشمل المدارس والجامعات وقنوات التلفزة، ومحطات الإذاعة ودور النشر لنشر الإسلام كصراط للحياة.
  • على قنوات التلفزة كقناة الجزيرة وغيرها أن تسعى إلى بث البرامج الدينية في برامجها اليومية من العالم الإسلامي باللغة الإسبانية.
  • بناء صرح تربوي ضخم في أحد بلدان أميركا الجنوبية للمنفعة العامة.

مراجع البحث

  • القرآن الكريم : د. محمد تقي الدين الهلالي د. محمد م. خان
  • لؤي م. الصافي، القادة المتنازعون ، آفاق، 18
  •  سامويل هانتنغتون : هوة الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي (نيو يورك، سيمون & تشوستر، 1996)، 217
  • فكتور اوستروفسكي: By the way of deception (نيو يورك: سانت مارتن برس، 1990)، 230
  • هشام الطالب: الدليل التدريبي للعمال الإسلاميين ( هرندون، 1991)، 37، 61، 109
  • إسلام منجي: الصليبيون قبلاً وبعداً (نيو يورك: نيو دايالوغ برس، 2001)، الفصل 27.

------------------------------------

قدّم هذا البحث عن التسامح الإسلامي وحاجة إطلاق الدعوة الإسلامية في أميركا الجنوبية " يحيى خوان سوكيليو ، إمام المركز الإسلامي في الإكوادور، وهو الإكوادوري الأول الذي دخل في الإسلام في الولايات المتحدة الأميركية خلال دراسته منذ عقدين من الزمان.
درس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
أسس مع زوجته السيدة أم سليم دسّوم المركز الإسلامي الأول في العاصمة كيتو
يرأس حالياً المركز الإسلامي، وهو المشارك في تأسيس المنظمة الإسلامية الأميركية اللاتينية لنشر الإسلام.
يمكن التواصل معه من خلال: ص.ب 499-01-17، كيتو ، الإكوادور، فاكس: 416-2284-2-00593
البريد الإلكتروني: jsuquill@uio.satnet.net أو islamecuador2005@yahoo.com
موقع الويب: www.centroislamico.org.ec

برعاية
جمهورية مصر العربية -- وزارة الأوقاف الإسلامية -- المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية -- القاهرة
التاريخ: من 28 إبريل -1 مايو

مقدّم البحث
يحيى خوان سوكيليو -- المركز الأسلامي في الإكوادور
البريد الإلكتروني: islamecuador2005@yahoo.com
الفاكس: 416 2284 2 593
ص.ب 499-01-17
كيتو- الإكوادور
أميركا الجنوبية

1
2584
تعليقات (0)