الحملة الشرسة على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم

اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء

1. المقدمة.
من الغريب أن يذعن العالم لابتزاز أقليةٍ دينيةٍ نصرانيه متصهينة تُريد أن تقود العالم إلى دمارٍ شامل من أجل التهيئة لعودة المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) إلى الأرض عبر المعركة المصيرية التدميرية للإنسانيه من (سهل مجدُّو) تسميها (هرمجدون). هذه الأقلية التي قد تكون حركةً سياسية تلبس العباءة الكهنوتية لإضفاء القدسية على معتقداتها، رغم شذوذ معتقداتها عن المعتقدات التقليدية التي تعتنقها الكنائس التقليدية، مثل الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة الأرثدوكسية، والكنيسة الإنجيلية، ورغم وجود أصوات نصارى عقلانية تدرك أبعاد هذة المعتقدات الخطيرة، إلا أن هذه الأصوات لازالت خافتة وبعيدة عن التأثير القوي والمباشر على دوائر صناعة القرار في العالم الغربي و من يدور في فلكه.

السؤال الذي يمكن طرحه هو: هذة الحملة الشرسة على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وحملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، التي تزداد قوة وشراسة يوماً بعد يوم، ويقف وراءها بعض الرموز الدينية والفكرية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويدعمها اللوبي الصهيوني الأمريكي- حسب إستراتيجية العمل التي تنفذها هذة الأقلية الدينية المتصهينة- هل يمكن اعتبارها إرهاصات وتهيئة للمجتمعات الغربية النصرانيه في شتى بقاع العالم من أجل جرها إلى صراعات شاملة ستدفع بالعالم ـ لا محالة ـ إلى معركة (هرمجدون )؟!.

هذا التقرير سيتطرق و بإيجاز إلى التعريف بهذة الفرقة، وأخطر معتقداتها، وبعض رموزها الدينية، و عرض لبعض أقوالها وخططها، كما سيتم التعريج على مجمل ما ورد في الصحافة و الإعلام. و يختم بإبراز جانب من أهداف الحملة الشرسة على سيد الخلق؛ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

2. النصارى الصهاينة .
‌أ. نشــأتهم .

  • في عام 1607م نٌشر كتابٌ في بريطانيا يُسمى (أبوكالبسيس) لرجل دين يهودي اسمه (توماس برايتمان). أظهر فيه البذرة الأولى لمعتقد هؤولاء النصارى الصهاينة، حيث قال: أن الله يريد عودة اليهود إلى صهيون "أرض فلسطين" لعبادته من هناك لأنه يحب أن يعبد من هناك. هذا في وقت كان اليهود يتعرضون إلى اضطهاد في روسيا القيصرية وفي بعض دول أوروبا الشرقية وكانوا يلجؤون إلى أوروبا الغربية.

  • في عام 1649م وجه رجلا دين بريطانيان كانا يعيشان في هولندا رسالة إلى الحكومة البريطانية يطلبان فيها أن يكون لبريطانيا شرف نقل اليهود على البواخر البريطانية إلى فلسطين تحقيقاً للإرادة الإلهية بوجوب عودتهم إلى هناك.

  • في عام 1903م ظهر شرح إنجيلي عُرف بإنجيل (سكوفيلد) لمؤلفه (سايلس سكوفيلد). وهو يمثل الكتاب المقدس لهذة الفرقة الصهيونية، ويضع المنهج التنفيذي لمعتقدات أتباعها.

ب. يوجد معتقد تقليدي أساسي لدى عامة النصارى وضعه قديس عندهم يدعى أوغستين. يتضمن هذا المُعتقد ثلاثة مبادئ هي:

  • أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح.

  • أن الله طرد اليهود من فلسطين عقاباً لهم على صلب المسيح.

  • أن النبوءات التي تتحدث عن عودة اليهود قد تحققت بعودتهم من بابل على يد الإمبراطور الفارسي (قورش) وأن هذه الأمور انتهت.

‌ج. معتقداتها .
لقد أطلق هؤولاء على أنفسهم مسمى (النصارى الصهاينة، وعدد أتباعها يربو على الأربعين مليوناً)، فقد وُضِّحت معتقداتهم في إنجيل سكوفيلد حيث وضع نظرية تقول بأن لله مملكتان، مملكة في الأرض هي إسرائيل ومملكة في السماء هي الكنيسة، وبالتالي فإن على كل نصراني أن يعمل على تحقيق الإرادة الإلهية بإقامة مملكته على الأرض. كان هذا أساس انطلاق الحركة السياسية لأتباع هذه الفرقة. و لكي تتم العودة الثانية للمسيح عليه السلام فلا بُد من أن تتحقق عدد من الشروط:

  • لن يعود المسيح إلا إلى مجتمع يهودي .

  • ولن يظهر المسيح إلا في صهيون (أرض فلسطين) .

‌د. تحقيقاً للإرادة الإلهية بتسهيل وتعجيل العودة الثانية للمسيح عليه السلام فلا بُد من :

  • أن يجتمع اليهود .

  • إقامة صهيون حتى يظهر بينهم .

هـ. لذا فإن من معتقدات النصارى الصهاينة هو إشعال الحروب وتأجيج الحروب الموجودة في أنحاء متفرقة من العالم لا سيما في المنطقة العربية. هذا من أجل التعجيل بعودة المسيح عليه السلام.

و‌. هذه المعتقدات هي التي تقف خلف تهجير اليهود إلى أرض فلسطين . لذلك فإن لدى هذه الفرقة ثلاثة مؤشرات لتحقيق الإرادة الإلهية للعودة الثانية للمسيح هي :

  • قيام إسرائيل عام 1948 م .

  • احتلال القدس عام 1967 م .

  • تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل، لذلك فإن الذي قام بحرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى عام 1969 م كان من أتباع النصارى الصهاينة، كذلك المحاولات العديدة لتدمير المسجد الأقصى .

3. الرموز الدينية .

‌أ. جيري فالويل Jerry Falwell .
هو قسيس إنجيلي معروف، ويقيم في مدينة (لينشبرج Lynchburg) في منطقة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وله برنامج أسبوعي إذاعي وتلفزيوني يصل إلى أكثر من 10 مليون منزل أسبوعيا، وله جامعة خاصة أصولية تسمى جامعة الحرية (Liberty University) يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى ، إضافة إلى موقعه الخاص على الإنترنت (www.falwell.com)، يضع في صفحته الأولى تأريخاً زائفاً عن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم، كما أنه يروج من خلال موقعه كتاب "السير إلى معركة هرمجدون" "March to Armageddon" وهي معركة نهاية التاريخ حسب معتقدات النصارى الإنجيليين، وقد أثارت تصريحات فالويل موجة غضب واسعة النطاق في الأوساط المسلمة والعربية - داخل وخارج أمريكا- قادت إلى خروج مظاهرات جماهيرية في بلدان عديدة ، وإلى صدور انتقادات سياسية رسمية إسلامية وعربية عديدة . و مما قاله:

  • في برنامج " ستون دقيقة " الأمريكي و أذيع في 6 أكتوبر 2002م وصف فالويل- الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه، بأنه "إرهابي" ، وقال " أنا أعتقد أن محمداً كان إرهابياً. لقد قرأت ...كتابات لمسلمين ولغير مسلمين، - لكي أقرر- أنه كان رجلاً عنيفاً، و رجل حرب"، وكما ذكر إن " في اعتقادي ... المسيح وضع مثالاً للحب، كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمداً وضع مثالاً عكسياً ".

  • وقال أيضاً " أنا اعتقد أن محمداً كان إرهابياً وأنه كان رجل عنف ورجل حروب إنه كان لصاً وقاطع طريق " .

‌ب. بات روبرتسون Pat Robertson.
هو قسيس إنجيلي معروف باهتماماته السياسية وتأييده المطلق لإسرائيل ويمتلك عدداً من المؤسسات الإعلامية من بينها ( نادي الـ700 (700 Club وهو برنامج تلفزيوني يصل إلى عشرات الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى محطة "البث النصراني" (Christian Broadcasting) الفضائية تصل إلى (90) دولة في العالم بأكثر من (50) لغة مختلفة، ومنها إذاعة الشرق الأوسط المتخصصة في التنصير في منطقة العالم العربي. كما سعى بات روبرتسون إلى الترشح لمنصب الرئيس الأمريكي في عام 1988. ويقف خلف إنشاء أقوى تحالف سياسي ديني في الحزب الجمهوري وهو "التحالف النصراني" (Christian Coalition)، وموقعه الإليكتروني هو(www.patrobertson.com)، و يملك أيضاً جامعة أصولية وهي جامعة ريجنت (University Regent) . و مما قاله :

  • في حديث لشبكة(CNN) في شهر ديسمبر 2002م قال بات روبرتسون: "إن الإسلام دين يشجع على الحروب وعلى قتل اليهود وما وُصِفَ بالشيطان الأكبر أميركا". وأضاف " إن النبي محمد دعى إلى قتل الكفار وقال : "إن اليهود هم أحفاد القردة والخنازير" .

  • وقبل ذلك بأسبوعين, أثار روبرتسون جدلاً كبيراً عبر تصريحه في 11 نوفمبر 2002م، بأن المسلمين يريدون إبادة اليهود وأنهم أسوأ من النازيين.

  • ووَصَفَ الإسلام بأنه "خدعة هائلة"، وأن القرآن "...هو سرقة دقيقة من الشريعة اليهودية.. ".

  • ووجه إساءات بالغة للإسلام والمسلمين في برنامج تلفزيوني أذاعته قناة فوكس الأمريكية في 18 سبتمبر 2002 م من خلال برنامج (هانتي وكولمز Colmes Hannity&) الذي تبثه قناة (فوكس نيوز Fox News)، حيث قال بات روبرتسون عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
    (أ‌) بأنه " كان مجرد متطرف ذو عيون متوحشة ـ تتحرك عبثا من الجنون ـ ". وتقول تصريحاته : أن هؤلاء الإرهابيين يحرفون الإسلام !! إنهم يطبقون ما في الإسلام ".
    (ب‌) " ... كل ما عليك هو فقط أن تقرأ ما كتبه محمد في القرآن ، إنه كان يدعو قومه إلى قتل المشركين .. إنه رجل متعصب إلى أقصى درجة ... " .
    (ت‌) " لقد كان سارق وقاطع طريق " .
    (ث‌) " ... إن ما يدعو إليه هذا الرجل [محمد] في رأيي الشخصي ليس إلا خديعة وحيلة ضخمة ... " .
    (ج‌) " ... أن (80 % ) من القرآن نقل من النصوص النصرانية واليهودية. ولقد ذكر موسى أكثر من (500 ) مرة في القرآن . أنا أقول أن هذا القرآن ما هو إلا سرقة من المعتقدات اليهودية.. ثم استدار محمد بعد ذلك ليقتل اليهود والنصارى في المدينة. أنا أقصد .. أن هذا الرجل [محمد] كان قاتلاً [ سفاكاً للدماء] ... " .

‌ج. فرانكلين جراهام Franklin Graham .
هو ابن القسيس الأمريكي المعروف بيلي جراهام، ويعيش في أحد القرى حول مدينة شارلوت في ولاية نورث كارولينا، وقد عمل والده مستشاراً خاصاً لبعض الرؤساء الأمريكيين منذ عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، وحتى عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. ويتولى ابنه فرانكلين جراهام الآن بعض المهام التي كان يقوم بها والده. قام بالمراسم الدينية لتنصيب الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن، إضافة إلى توليه كافة مسئوليات المؤسسة الدينيه التي أنشأها أباه، والتي تعد من أكبر المؤسسات الدينيه الأمريكية أتباعاً وتأثيراً، حيث قامت خلال السنوات الماضية بأكثر من (450) حملة تنصير في مختلف بقاع العالم. ويقوم فرانكلين جراهام حالياً بنفس الدور من خلال هذه الكنيسة التي تصل بحملاتها إلى الملايين من البشر في كل عام. وموقعه على الإنترنت هو (www.samaritan.org)، وهو الموقع الخاص بمؤسسة الإغاثة التابعة له، إضافة إلى موقع أبيه المعروف وهو (www.billygraham.org)، والموقع يشمل معلومات بست لغات، علاوة على موقع خاص للشباب و مجلة أسبوعية. و مما قاله في معرض هجومه على الإسلام :

  • أدلى بتصريحات إعلامية ذكر فيها أن الإرهاب جزء من "التيار العام للإسلام، وأن القرآن يحض على العنف ".

  • وكرر من خلال برنامج (هانتي وكولمز Colmes Hannity&) الذي تبثه قناة (فوكس نيوز Fox News) في 5 أغسطس 2002م رفضه لإدانة تصريحات أدلى بها بعد أحــداث 11 سبتمبر 2001م وصف فيها الإسلام بأنه دين "شرير".

  • في كتاب جديد له يسمى "الأسم The Name"، يحتوي على نصوص مسيئة بوضوح للديانة الإسلامية، منها ما يلي:
    (أ‌) في الصفحة رقم (71) يذكر الكتاب "...الإسلام .. أسس بواسطة مجرد فرد بشري، مقاتل يسمى محمد، في تعاليمه ترى تكتيك نشر الإسلام من خلال التوسع العسكري، ومن خلال العنف إذا كان ذلك ضرورياً، من الواضح أن هدف الإسلام النهائي هو السيطرة علـــى العالم ..." .
    (ب‌) في الصفحة رقم (72) يذكر الكتاب " ... يحتوي القرآن على قصص أُخذت وحُرفت عن العهدين القديم والجديد .. لم يكن للقرآن التأثير الواسع على الثقافتين الغربية والمتحضرة الذي كان للإنجيل " .
    (ت‌) "..الاختلاف رقم واحد بين الإسلام والمسيحية أن آله الإسلام ليس إله الديانة المسيحية ...".

‌د. جيري فاينز Jerry Vines .
هو راعي كنيسة في (جاكسونفيل فلوريدا)، يصل عدد أتباعها إلى 25 ألف شخص، وهو من أبرز المتحدثين الأمريكيين في المؤتمر السنوي للكنائس المعمدانية الجنوبية، الذي يُعتبر أكبر مؤتمر ديني يعقد في كل عام. وقام الرئيس الحالي جورج بوش الابن والرئيس السابق بل كلينتون بمدح هذا القسيس واعتباره من المتحدثين بصدق عن دينهم. وموقعه على الشبكة هو (www.fbcjax.com).

لقد تهجم جيري فاينز على سيد الخلق عليه أفضل الصلاة و التسليم، و تلفظ بأقذع العبارات. حيث أصدر هذا الرجل تصريحات مليئة بالكراهية والعداء للإسلام خلال الاجتماع السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية، والذي عقد في مدينة سانت لويس في ولاية «ميسوري الأميركية» حيث تحدث بافتراءات آثمة في حق النبي صلى اللّه عليه وسلم :

  • اتهمه بأنه " شاذ يميل للأطفال ويتملكه الشيطان".

  • وأنه " تزوج من (12) زوجه أخرهم طفلة عمرها تسع سنوات".

  • وأضاف فاينز أن "الله الذي يؤمن به المسلمون ليس الرب الذي يؤمن بهالمسيحيون".
    وقد رفض قادة الكنيسة المعمدانية الجنوبية إدانة تصريحات فاينز، مما يدل على تبنيهم لها وإثارتهم روح التعصب والكراهية حتى بين أبناء الشعب الأميركي نفسه الذي يشكل المسلمون فيه أكثر من سبعة ملايين مواطن.

هـ. جيمي سوجارت .
القس الأمريكي الذي عُرف من خلال مناظرته الشهيرة مع الداعية المسلم أحمد ديدات. لقد أدلى هذا القس بتصريحات في شهر نوفمبر 2002 م افترى فيها على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفـه بأنه " شاذ جنسيا " ، وأنه " ضال " ، انحرف عن طريق الصواب . كما طالب سوجارت بطرد جميع طــلاب الجامعات المســلمين الأجـانب في الولايات المتــحدة ، وطالب أيضا بالتميـيـز ضد المسافرين المسلمين في المطارات وتعقبهم، ووصفهم بأنهم يرتدون "حافظة أطفال على رؤوسهم".

4. علاقة الرموز الدينية بالإدارة الأمريكية .
تمثل الرموز الدينية السابقة المرجعية الدينية الحالية للتيار الأصولي اليميني المتطرف والحزب الجمهوري الذي يمثله الرئيس الأميركي الحالي، وللدلالة على ذلك نذكر ما يلي :

  1. فرانكلين جراهام : هو الذي قرأ الأدعية الافتتاحية لمباركة الفترة الرئاسية للرئيس الأميركي الحالي.

  2. حضور الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن عن طريق الأقمار الصناعية المؤتمر السنوي للكنيسة المعمدانية الجنوبية.

  3. قيام الحزب الجمهوري بتكريم كل من بات روبرتسون وجيري فالويل لمساهمتهما في دعم الحزب الجمهوري والتيار اليميني المعارض.

  4. مدح الرئيسين الأميركيين السابق والحالي لجيري فاينز باعتباره من المتحدثين بصدق عن دينهم.

  5. قيام روبرتسون عام 1989م، بتأسيس منظمة سياسية تسمى (التحالف المسيحي)، تهدف إلى توحيد أصوات المتدينين من التيار اليميني في السياسة والانتخابات الأميركية، وقد لعب هذا التحالف دوراً كبيراً في فوز الرئيس الحالي للولايات المتحدة.

  6. قيام البيت الأبيض بالإعلان عن منحة قدرها نصف مليون دولار إلى بات روبرتسون. كما كان يحضر في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي.

  7. إن علاقة هؤلاء بالرؤساء الأميركيين السابقين والحاليين علاقة قوية ومعروفة لكل الأوساط السياسية والدينية والإعلامية الأميركية .

5. سيطرة هذه الرموز على صناعة القرار .
كيف نجحت هذة الفرقة في السيطرة على مراكز صناعة القرار والمراكز الرئيسة في الإدارة الأميركية؟ كيف نجحت الآن في عهد الرئيس الحالي جورج بوش الابن تحديداً ، حيث لم يتركوا موقعاً دون أن يتواجد فيه صهيوني أو يهودي أو صهيوني نصراني؟ لا بد أن نعرف بأن (40%) من الأصوات التي حصل عليها الرئيس بوش في الانتخابات الأخيرة كانت أصوات تلك الفرقة، هذه الأصوات التي حصل عليها كان يستحيل وصوله من دونها، إضافة إلى كونه من تكساس الواقعة في الجنوب الأمريكي حيث تنتشر هذه الحركة بقوة وتتجذر بشكل أكبر.

6. علاقة هذة الرموز الدينية بإسرائيل .
‌أ. إن هذه الرموز الدينية لا تخفي دعمها المطلق لإسرائيل . بل إنهم يعترضون على أي خطوة ولو شكلية تقوم بها الإدارة الأميركية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني . وهي لا تزال تحث الإدارة الأميركية على الدعم غير المشروط لإسرائيل تحت دعاوى تحقيق التنبؤات الدينية للتيارات اليمينية المرتبطة بالحزب الجمهوري.

‌ب. أما جيري فالويل، فقد شدّد في المقابلة نفسها التي هاجم فيها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على دعم المسيحيين المحافظين لإسرائيل، وقال: إن لدينا (70) مليون شخص، ولا شيء يمكن أن يصب غضب الجمهور المسيحي على رأس هذه الحكومة ـ يعني الحكومة الأميركية ـ أكثر من التخلي عن إسرائيل أو معارضتها في مسألة حيوية.

‌ج. يقول موقع (CBS)، إن فالويل بعث برسالة احتجاج شخصية إلى الرئيس الأميركي في وقت سابق من هذا العام، عندما طالب بوش إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي الفلسطينية. ويعتقد المسيحيون الأصوليون من أمثال فالويل أن انتصار إسرائيل على أعداءها يمثل إرادة الرب، وأن عودة اليهود إلى موطنهم القديم شرط مسبق قبل العودة الثانية للمسيح.
‌د. لا تختلف بقية الرموز السابقة عن جيري فالويل في دعم إسرائيل ومساندة المشروع الصهيوني.

7. الصحافة و الإعلام .
يتبع الكنيسة التدبيرية العديد من المحطات التلفزيونية و الإذاعات و الجامعات، مما يعني أنهم يجمعون بين الخدمة الثقافية التعليمية والخدمة الاجتماعية، ولديهم ما يُعرف بالكنيسة الإلكترونيـــــــة (Electronic Church). فالآلة الإعلامية التي يملكونها هي أحد مصادر القوة لديهم و أداة التأثير على صانعي القرار، وبذلك يمكن تقدير قوة الحملة الشرسة على نبي الإسلام وحملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، والتي كثرت مؤخراً وبصورة وقحة في الصحافة ووسائل الإعلام ، ومن ذلك:

‌أ. دوج مارلت رسام كاريكاتوري أمريكي معروف توزع رسوماته على مئات الجرائد في أمريكا والعالم، وقد سبق له النشر في عدد من أكبر الجرائد الأمريكية مثل جريدة واشنطن بوست وجريدة نيويورك تايمز، كما تم تكريمه أكثر من مرة من قبل مؤسسات أدبية أمريكية معروفة بسبب رسوماته الكاريكاتورية السياسية، وقد انضم لجريدة ( تلاهاسي الديموقراطية)، وفي (23ديسمبر2002م) نشرسم كاريكاتوري يسئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم

ر رسم كاريكاتوري يسئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
يصور الكاريكاتير الساخر المستفز والمسيء، رجلاً يرتدي ثيابا عربية أسمه محمد، يقود شاحنة نقل محملة بصواريخ نوويه نقل، من نوع الشاحنة التي استخدمها توماس ماكفاي مفجر مبنى التجارة الفيدرالي بمدينة أوكلاهوما سيتي في عام 1995م، وقد حملت الشاحنة بصواريخ نووية، وقد كتب رسام الكاريكاتور على رسمته عنوان [ماذا يقود محمد؟].

نشرت إحدى الصحف الفرنسية (كاريكاتير)‌ب. نشرت إحدى الصحف الفرنسية (كاريكاتير) ساخر يمثل النبي الكريم محمد صلى الله عليه و على آله وسلم هو ونسائه الطاهرات بطريقه حقيرة وقبيحة والعياذ بالله. حيث وردت كلمة [بار محمد] في الكتابة التي أعلى لوحة الرسم الكاريكاتوري، كما ورد في التعليق اسفل لوحة الرسم يقول :[ انتخاب ملكة جمال البطاطس عند محمد]!

‌ج. مجلة رسم (كاريكاتوري) موجهة للأطفال وعامة الناس تصدر في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، بعنـوان " المحمديه صدقها وإلا!" ويوجد بداخلها سخريه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونبوته، وإستهزاء ببعض الأحاديث والتعاليم النبوية، بطريقة كاريكاتوريه ساخره، تغرس في أذهان الأطفال وعامة الناس صورة العربي البدائي الإرهابي.مجلة رسم (كاريكاتوري)

[الغلاف يصور نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمة التسليم وهو يركب جمل هزيل شاهراً سيفه!].

8. أهداف الحملة الشرسة على سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
قد كان الكثير من الغربيين في السابق يتبعون الطريقة الإنجليزية التي تلخصها عبارة (بطيء لكنه أكيد)، لكنهم في الفترة الأخيرة تبنّوا السياسة النصرانية المتعصبة التي يتبعها اليمين الأميركي المتطرف القائمة على حرق المراحل والتعجيل بالمواجهة وصولاً إلى معركتهم الموعودة (هرمجدون). و قد يتبين للمتتبع للأحداث أن هذه الحملة تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف منها:

‌أ. إرهاب المسلمين وتخويفهم من البطش الغربي ليقبلوا بأي إجراءات وتنازلات تُفرض عليهم ومن ذلك: التفريط في بعض الثوابت الدينية كشعيرة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق الحدود الشرعية، وتشكيك ضعاف المسلمين في دينهم وزرع الشبهات في نفوسهم.

‌ب. تنفير الغربيين من الإسلام وخاصة إثر ازدياد عدد الذين اعتنقوا الإسلام بعد أحداث سبتمبر، وقد ذكر أن أكثر من (30) ألف أميركي اعتنقوا الإسلام بعد هذه الأحداث، فكان لا بد من مواجهة هذه الظاهرة عن طريق الطعن في الإسلام ونبي الإسلام.

‌ج. التغطية على الجرائم البشعة التي ترتكب باسم مواجهة الإرهاب ومن أبرزها ما يلاقيه الشعب المسلم في فلسطين من مجازر على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني .

‌د. تعبّر هذه الحملة كذلك عن قلق بعض الفئات المتشددة من تنامي الوجود والتأثير الإسلامي في أميركا، لذلك فإن تلك الفئات دأبت على ربط المسلمين بالإرهاب والتحذير من خطرهم على المجتمع المدني الأميركي، وذلك بعد أن نجح المسلمون في بناء العديد من الصداقات والعلاقات الإعلامية والسياسية داخل هذا المجتمع، ومن المفارقات أن القناص المجهول الذي قتل بدم بارد عشر ضحايا في الولايات المتحدة لم يتحدث عنه الإعلام كإرهابي لأنه لم توجد مؤشرات على كونه عربياً أو مسلماً، ولو حصل ذلك لتغيرت طريقة تغطية الأحداث تماماً ، وهذا ما بدأ يحدث بعد توجيه الاتهام إلى أحد الأميركيين المسلمين، كما أن تيموثي ماكفاي الذي قام بتفجير اوكلاهوما سيتي الشهير كان ينتمي إلى إحدى الميليشيات المتأثرة بأفكار اليمين المسيحي المتطرف ومع ذلك تمت معاقبة الفاعل وحده دون تضخيم القضية واستعداء الشعب والحكومة ضد اليمين المتطرف .

هـ. ربما أراد بعض من يديرون هذه الحملة حرباً شاملة ضد الإسلام والمسلمين ومعظم هؤلاء من القساوسة المتعصبين الذين ينطلقون من معتقدات دينية متطرفة، ويهمهم إذكاء مشاعر العداء للإسلام والمسلمين لدى الغربيين واستفزاز المسلمين للقيام بأعمال تُسرع بالمواجهة بين الطرفين، وتاريخ الحروب الصليبية في الأندلس وفي المنطقة العربية، وأثناء مرحلة الاستعمار الأوربي لكثير من البلاد الإسلامية يبين بجلاء الدور الذي يلعبه القساوسة والقيادات الدينية النصرانية في حرب الإسلام والمسلمين، و حملات الإبادة الجماعية و المجازر البشرية ـ و ما سربنتشا في البوسنة عنا ببعيد.

اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
في 1 القعدة 1423 هجرية

للحفظ: MS Word(816 kb) Zip(445 kb)
1
199
تعليقات (0)