اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أما بعد: فإنه لا يخفى على مسلم أن أعظمَ أسباب نجاة أُمتنا من كل بلاء، هو تحقيقُ
أعظمِ أسبابِ وجودها وإخراجِها للناس، ألا وهو تَعْبيدُ الناس لرب العالمين وحده لا
شريك له.
ولكن يبدو أن شراسة هَجْمةِ أعداء الإسلام في هذه الأيام، وتعدُّدَ جبهاتها،
وتتابعَ مواجهاتها = قد حيّرت وألهت كثيراً من الغيورين والمصلحين عن تلك الحقيقة
التي لا يختلف فيها مسلمان.
وإلاّ.. فهل كان أحدٌ يتوقّع أن تَبْلُغَ حماقةُ هؤلاء إلى درجةِ التطاوُلِ على
سيد ولد أدم، وإمام الأنبياء، وخاتم المرسلين: نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
وإلى ذلك الحد من الوقاحة، وهو حَدٌّ لم يَسبق له مثيلٌ (في حَجْمه وفيمن
يُمثِّلُهُ)، وتُذاعُ تلك البذاءاتُ والدناءاتُ في وسائل الإعلام العالميّة = ثم ـ
مع ذلك كلّه ـ لا تنتفض الأمَةُ كُلُّها لذلك؟!!! ولانسمع إلا أصواتاً ضاعت أصداؤها
بين أصواتٍ أخرى تدافع عن الإسلام أيضاً، ولكنها ـ في كثير من الأحيان ـ غفلت عن
ترتيب أولويّاتها، بسبب حيرتها.
ألا فإن حقّ النبي صلى الله عليه وسلم على أُمّته بالمنزله التي لاتخفى على
مسلم، ومن ذلك تقديم محبّته صلى الله عليه وسلم على الوالد والولد، بل على النفس
والناس أجمعين، ولا يكاد يُوجَدُ مسلم يَقْدِرُ أن يتصوَّرَ شناعة التخلِّي عن نصرة
النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أن يتحمّلَ عِظَمَ جُرْم التولِّي عن الذبِّ عن عرضه
صلى الله عليه وسلم.
وقياماً بشيءٍ من ذلك الواجب، الذي هو تعبيدُ الناس لرب العالمين وتوحيدُهُ
تعالى بالعباده، ودفاعاً عن جناب رسولنا المبعوث رحمةً للعالمين وهدايةً للناس
أجمعين = فقد بادرت اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم إلى
كتابة خطابٍ موجَّهٍ إلى الثقلين، فيه ذبٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال
عرضٍ صحيح موجز لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتضمّن تعريفاً بالدين الذي جاء
به من الخالق سبحانه.
إنه خطابُ كُلِّ مسلم .. وواجبُ كُلِّ مسلم؛ فماذا سيقدم له كل مسلم من التأييد
والدعم والنشر والتوزيع؟!!!
ألا إن واجبَ تبليغ دعوة الله، وحقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذبِّ
عنه والدفاع عن عرضه، لينادي أفئدةَ المسلمين جميعاً، في كل بقاع الأرض .. فبماذا
هم مجيبون؟!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم