الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني
المعايير المزدوجة الغربية لحرية التعبير ، ومكيالاه الجائران اللذان يكيل بهما هذا الحق ، تظهر من خلال :
١- نماذج تطبيقية متعددة : كمن يقلل من أعداد مذبحة اليهود النازية ، فضلا عمن يورد سؤالا عن حقيقتها ! فهذا يحاسب ويجرم ، رغم كونه عبر عن قناعته ، وربما عن مجرد تساؤله فقط !
٢- يقولون : الحرية تقف عند اعتدائك على حرية الآخرين ، وأي اعتداء أشد من أن تسيء إلى مليار ونصف المليار من المسلمين ؟! ولو سألت أي مسلم على وجه الأرض : أأن تُصفع على وجهك أهون عليك أو أن يُنال من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة ؟ لما تردد أي مسلم أن يقول : عرضي وجلدي ونفسي وكرامتي فداءٌ لرسول الله !!
ألأن الغرب لا يعترف بالمقدس الديني ، لا يراعي مقدسات خمس أهل الأرض من المسلمين ؟!
٣- هم يفرقون بين حرية القناعة ، وحرية التعبير عنها في نطاق ضيق ، من جهة ، وبين أن تعلنها في وسائل الإعلام ، من جهة أخرى ، لتستفز بها مشاعر المخالفين لك . وهذا كمن لا يحب صورة الإنسان الصيني أو الغربي أو الإفريقي أو العربي ، هل يحق له أن يخرج في قناة فضائية ، ليعبر عن استثقاله لدم أحد هذه الأجناس ، وأنه يشمئز من صورته ؟! هو حر في مزاجه ، حر في ذكر مزاجه لمن يهمه معرفة مزاجه ، لكنه ليس حرا في أن يسمع الناس ما يشمئزون هم من سماعه .
وهذا أيضا يعمل به الغرب في قضايا ، ويتغافل عنه في قضايا .