فيصل المالكي / أحمد عزام
كبرت كلمة تخرج من أفواههم.. لجنة للدفاع عن نبي الأمة و(الرسالة) تفتح الملف:
الافتراءات المسعورة ضد سيد المرسلين ... كيف نتصدى لها؟
تحقيق : فيصل المالكي / أحمد عزام :
تزايدت حدة الاتهامات التي تنال من الدين الإسلامي في الغرب خصوصا بعد أحداث 11
سبتمبر على نحو أشد ضراوة مما كان قبلها، ولعل هذه الحملة وما سبقها من حملات بغيضة
-غرضها تشويه صورة الإسلام في المقام الأول - تفتح باب التساؤل عن الدور الذي يجب
أن نقوم به نحو المسلمون ووسائل الإعلام خاصة لدرء هذه المزاعم المشئومة، (الرسالة)
استضافت واستكتبت العديد من الكتاب والإعلاميين للتعليق على هذا الجانب:
` د.نصيف: هذه الحملة نتاج طبيعي لتقصيرنا في مجال الدعوة
` البطحي: ما يؤلمني أن المسلمين صمتوا وكأن الأمر لا يعنيهم
`الكنبوري: المقصود من هذه الاتهامات الرخيصة إذلالنا وإهانتنا
`الخليفة الحسني: ما تقوم به اللجنة عين الجهاد في سبيل الله
`د.العزامي: أولئك كفروا بدينهم قبل الكفر بالمصطفى
تقصير
بداية تحدث د.عبد الله نصيف (النائب السابق لرئيس مجلس الشورى) مؤكدا على أنه من
أسباب استعار الحملة تقصير المسلمين في الدعوة إلى الله، فقال : تشتد في الآونة
الأخيرة الحملة ضد الإسلام والمسلمين، ونلحظ ذلك بعناية بعد أحداث سبتمبر، التي
كانت بمثابة حجة لإخراج الأفكار المدسوسة ضد الإسلام والمسلمين خاصة، وما يعنينا أن
الكثير من الغربيين ولتقصير دعوي شديد منا ليسوا على علم أو بمصطلح أدق، لم تصلهم
معلومات صحيحة عن الإسلام، بعضهم وصلته معلومات مشوهة أو ناقصة، وبعضهم صار يقول
انه دين كاذب - ومنهم مستشار للرئيس الأمريكي -، لذا من الواجب على المسلمين أن
ينهضوا بواجب الدعوة، ويشرحوا حقائق الإسلام للناس مع بيان عظمة نبينا الكريم وأنه
مبعوث رحمة للعالمين، وأن جميع الأمم مدعوة لاتباعه ومن يتخاذل سيندم حين لا ينفع
الندم ، وأنهى مشاركته بتأييده لكافة الأشكال التي توضح سماحة الإسلام وعظمة
رسوله حيث في ذلك إحقاق للحق وإزهاق للباطل ورد على خصوم الإسلام والمسلمين.
تحليل
وفي موقع الإسلام اليوم كتب إدريس الكنبوري مقالا بعنوان ( معاداة النبي والصهيونية
المسيحية) ذكر فيه (الخطير في الأمر أن هذه الحملة الكيدية ضد شخص النبي صلى الله
عليه وسلم يشرف عليها ويقودها - وهم وقودها- رجال دين مسيحيون وراءهم أتباع وأنصار،
مثل القس جيري فلويل وبات روبرتسون وفرانكلين جراهام وكورت كرين، كما أن هؤلاء لا
يقتصرون على صفتهم الدينية ومواقعهم الكنسية كقساوسة فقط، بل لهم نشاطات سياسية
ويتمتعون بنفوذ سياسي قوي، مثل القس روبرتسون الذي ترشح عام 1988 للرئاسة في
الولايات المتحدة الأمريكية، ويقود (التحالف النصراني) في الحزب الجمهوري الحاكم،
وكان الرجل قد لعب دورا بارزا في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان الذي شهد
عهده نموا واسعا لليمين الديني المسيحي في أمريكا، ويمول عددا من المنابر الإعلامية
والقنوات التي يروج من خلالها لأفكاره المتطرفة الشاذة , زد على ذلك أن هذه الحملة
لا تقتصر على بلد أوروبي بعينه، بل بدأت تنتشر في كثير من البلدان الغربية، ووصلت
إلى إسرائيل حيث ألف يهود أغاني تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل محله.
مما يعني أن الحملة وراءها تحالف صهيوني مسيحي نافذ يريد أن يشعل فتيل المواجهة مع
الإسلام، وأن يوظف السياسة الأمريكية ما بعد 11 سبتمبر الموجهة ضد ما تسميه هذه
السياسة بـ(الإرهاب) لتصفية الحساب مع الإسلام والمسلمين، ومع الفلسطينيين في
فلسطين، إذ ليس يخفى ذلك التناغم بين الحملة والعدوان الصهيوني في هذا الظرف
العالمي الدقيق) . ...ويقرأ الكنبوري التاريخ قائلا : وبنظرة للتاريخ، نجد أن
صورة النبي صلى الله عليه وسلم في أذهان القساوسة المسيحيين ورجال الدين منذ عدة
قرون، هي صورة الرجل المعادي للمسيحية، وكانت تلك الصورة جزءاً من الصورة العامة
المشوهة للإسلام في الغرب، والاعتقاد الراسخ دائما لدى المنظرين والكتاب المسيحيين
هو أن تشويه صورة نبي الإسلام يؤدي إلى انهيار الإسلام في نفوس أبنائه، وقد بين
دانييل نورمان في كتابه (الإسلام والغرب) هذه الخطة الإيديولوجية المسيحية من خلال
عبارة وردت في باب النبوة المزيفة جاء فيها:لقد بدا لأولئك الأكثر اهتماما أن
الهجوم المسيحي يجب أن يوجه بمجمله إلى تعرية الرسول، فإذا أمكن إظهاره على حقيقته،
أي تجريده من صفات النبوة، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار صرح الإسلام كله. وقد كان
الحقد على الرسول صلى الله عليه وسلم هو الطاغي على الفكر المسيحي قبل وبعد موجة
الحروب الصليبية، وبلغ هذا الحقد مبلغه على يد بطرس المبجل الذي قال قبل سبعة قرون:
إن أوضح منهج لصدق النبوة، هو المنهج الذي يتضمن رفض دعوة محمد، ورسخت المسيحية
في أذهان أتباعها أن الإسلام ليس سوى مروق من المسيحية، وأنه دين وثني يحتل فيه
النبي محمد صلى الله عليه وسلم موقع المعبود، بل أشاعت الكنيسة أن المسلمين يعبدون
ثالوثا هو: ما هو ميت (أي محمد) ...ولم تكن هذه الصورة المنحرفة عن الإسلام والنبوة
قاصرة على الأدبيات الدينية، بل لقد لعب الأدب الغربي والأساطير الشعبية المتأثرة
بتلك الصورة النمطية التي كرستها المسيحية دورا بارزا في ترويج تلك الصورة المعوجة
وتكريسها في الوعي الغربي الحديث والمعاصر، وقد لا يتسع المجال للإحاطة بكل ما كتب
في هذا النطاق وهو كثير، ولكن يمكن الاقتصار هنا على ما جاء عند الكاتب المسرحي
الإيطالي دانتي في كتابه المعروف الكوميديا الإلهية، حيث إنه جعل النبي
محمد صلى الله عليه وسلم (موميتو في النص) ضمن نزلاء الجحيم رفقة علي بن أبي طالب
رضي الله عنه مع مثيري الفتن والانشقاقات الدينية والسياسية، وهذا أخطر تعبير عن
الجهل والتعصب المسيحي ضد الإسلام في عصر ما يسمى بالنهضة الأوروبية الحديثة...
ويصل الكنبوري إلى أن...هذه الصور النمطية عن الإسلام في الثقافة المسيحية قد
ساعدت في بلورة موقف سياسي محدد من الإسلام والمسلمين في العصر الحديث، وعمل اليهود
في فترات معينة من التاريخ على استثمار هذه الثقافة لصالح مشروعهم الاستيطاني في
فلسطين، وتهويد الأماكن المقدسة بها، إذ وجدت الحركة الصهيونية في الغرب المسيحي
بيئة ثقافية ودينية ملائمة مكنتها من جلب الدعم المالي والسياسي، وقدمت الأصولية
المسيحية المسوغ الديني لهذا الدعم في الغرب، ولا تزال هذه الأصولية تشكل أهم مصادر
التأييد الدائم لإسرائيل في الولايات المتحدة.
ومن أبرز وجوه تيار الأصولية المسيحية البروتستانتية في الولايات المتحدة اليوم بات
روبرتسون الذي أسس مشروع (القناة العائلية) التي يشاهدها أكثر من 16مليون عائلة أي
أكثر من 19% من المواطنين الأمريكيين، وقد برز بات روبرتسون بقوة في الحياة
السياسية الأمريكية أثناء عهد رونالد ريغن في ثمانينيات القرن الماضي برفقة القس
جيري فلويل مؤسس تنظيم (الأغلبية الأخلاقية)، حيث رافقا حملته الانتخابية، وأقاما
دعايتهما السياسية على المؤامرة الكونية المزعومة ضد أمريكا والمسيحية في العالم،
وإضافة إلى هذين الاسمين، هناك أسماء أخرى مثل جيمي سواجارت الذي يدير حملة الترويج
لإسرائيل من قناته التلفزيونية، وجيمي بيكر الذي يملك ثالث أشهر محطة تلفزيونية
تبشيرية في أمريكا، وأورال روبرتس، وكينيث كوبلاند، وريتشارد ديهان الذي يقدم
برنامج يوم الكشف، وريكس همبرد، والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعا هو الدعاية
لإسرائيل والدعوة إلى حمايتها باعتبارها تجسيدا للنبوءات المسيحية في فلسطين....
لجنة
من جهة أخرى نذكر بأن بعض الغيورين على دينهم ونبيهم قد أسسوا - مؤخرا - لجنة
أسموها بـ اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء وكان أحد أبرز أنشطتها الحملة
التي أطلقتها تحت عنوان حملة مناصرة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام....
وقد عقدت مؤتمرها الأول في لندن بمشاركة العديد من الشخصيات الإسلامية البارزة.
ويجدر بنا في هذا المقام أن نسلط الضوء على هذا المشروع الجبار بكل ما تعنيه الكلمة
ونستضيف سعادة مشرف اللجنة الأستاذ سليمان بن حمد البطحي الذي قال عن هذه الحملة
.. حملة المناصرة لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كانت ردة فعل غير رسمية للهجمة
الظالمة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قام بها مجموعة من الذين آلمهم تكرار
هذا الأمر دون أي ردة فعل إيجابية من المسلمين وكأنما الأمر لا يعنيهم والله
المستعان ويضيف قائلا : ..بعد أن تبلورت الفكرة لدينا، قررنا إنشاء لجنة
مستقلة تعمل ضمن أسس وقوانين دولية متعارف عليها أسميناها اللجنة العالمية لنصرة
خاتم الأنبياء هدفها تعريف العالم بهذا النبي الذي بعثه الله رحمة للعالمين،
والرد على كل الافتراءات بأسلوب هادئ، وسيكون مقرها في الوقت الحالي واشنطن ,
وعن التجاوب الإعلامي مع هذه الحملة قال : .. كل ما أستطيع قوله إن كل ما يقدم
يبقى في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلاً، وللأسف الحملة لم تأخذ بعد
أبعادها المرجوة ولم يصل التجاوب الإعلامي إلى مستوى الحدث وعن مدى التعاون الذي
قوبلت به اللجنة قال البطحي : .. ولله الحمد وجدنا تجاوباً من عدد من المؤسسات
والجمعيات الموجودة في الدول الغربية، ونرجو أن نجد تجاوباً مماثلاً من المنظمات
والمؤسسات والجمعيات والهيئات في الدول العربية والإسلامية، وعلى أية حال نحن
مازلنا في البداية وسنعقد- بمشيئة الله- مؤتمراً عالمياً للتنسيق والتعاون فيما
بيننا ..
ويحدثنا عن المؤتمر الأول الذي انعقد قبل مدة قائلا : الجهة التي قامت على
المؤتمر هي اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء وذلك بالتنسيق مع المنتدى الإسلامي
وجمعية إحياء منهاج السنة بلندن , أما عن اختيار المكان، فهناك عدة أسباب أهمها أن
المؤتمر سيكون له صدى وتجاوب أكبر، إضافة إلى سهولة عقد مثل هذه المؤتمرات هناك،
وهو الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتصاريح ... إلخ وقد فكرنا بإقامته
في دولة مسلمة , وكان الحضور- ولله الحمد- كبيراً فلقد امتلأت القاعة الرئيسية
للرجال وكذلك للنساء رغم التأخر في الإعلان عن المؤتمر وأسماء المشاركين فيه. ولقد
أثنى الكثيرون وطلبوا منا إعادة عقد مثل هذا المؤتمر. .. . أما عن ابرز المشاركين
في المؤتمر يقول : لقد كان لضيق الوقت وعدم تمكننا من الوصول إلى كثير من
الشخصيات الإسلامية عائق في أن نوجه طلبات المشاركة لأكبر عدد ممكن، حيث كنا نتمنى
أن يتجاوز عدد المشاركات المائة مشاركة من جميع أنحاء العالم؛ نظراً لأهمية
الموضوع. على كل حال فلقد استجاب للدعوة عدد من العلماء وطلبة العلم إما عن طريق
الحضور أو الاتصال أو إرسال المشاركات مكتوبة، ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد
الله بن محمد آل الشيخ، الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، الشيخ الدكتور يوسف
القرضاوي، الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي، الشيخ سلمان بن فهد العودة،
الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، الشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري، الشيخ
الدكتور فالح الصغير، الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس، الشيخ البروفيسور محمد مهير
علي، الشيخ البروفيسور ساجد مير، الشيخ الدكتور باسم بن فيصل الجوابرة، الدكتور
يوسف السعيد، الأستاذ ممدوح الشيخ، الشيخ صفي الرحمن مباركفوري، الأستاذ ممدوح
الشيخ، الأستاذ علي التميمي وغيرهم .
أما التوصيات التي خرج بها المؤتمر فمنها : مناشدة العلماء وأئمة المساجد في
العالم, نحثهم على المشاركة ولو بمقال واحد في الموضوع إما في الصحف المحلية أو
العالمية, مناشدة وزارات التعليم في العالم الإسلامي والقائمين على التعليم
الإسلامي في الغرب بأن يعنوا بهذا الأمر في صفوف تلاميذ المدارس، كأن تقوم كل مدرسة
بمشاركة في الموضوع, بكلمة في إذاعة الصباح وموضوع إنشاء في درس التعبير, وعرض
للكتب التي تحدثت بشكل إيجابي عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم, وأن يكتب مديرو
المدارس والأساتذة مقالات حول هذا الموضوع , ومع الاعتراف بأن مناهجنا الدراسية
تحوي الكثير عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أننا نود حث المديرين للطلبة
والأساتذة على المنافحة عن نبي هذه الأمة والذي أرسل للناس كافة, مناشدة أصحاب
المؤسسات الإعلامية والتسجيلات أن تقوم بإعداد برامج عن الرسول صلى الله عليه وسلم
مع ربطها بهذه الحملة الظالمة, ويحسن أن تختص كل واحدة منها بفترة معينة من حياته
مما تتصف به حياة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم... فهذا عن طفولته وهذا في
شبابه وذاك عن فترة نزول الوحي عليه، وآخر عن فترة بدء الدعوة، وخامس عن تعامله مع
أصحابه وأعدائه وسادس عن غزوة من غزواته، وسابع عن حجته وعمرته، وثامن عن سيرته
الزوجية وتعامله مع زوجاته، وتاسع عن محمد كواحد من البشر, وعاشر عن تعامله مع
الأطفال وحادي عشر عن تعامله مع الحيوان والجماد، وهكذا .. مع التركيز على الدروس
التربوية المستفادة. ثم ترجمة هذا كله إلى لغات شتى حتى يعم نفعها للمسلمين الذين
لا يتحدثون العربية وغيرهم ممن تأثر أطروحات المغرضين, حث المراكز الإسلامية
الموجودة في الغرب على القيام بدورها في الرد على هذه الحملة الظالمة واستنكارها
بعقد اللقاءات، وإلقاء الكلمات في الجامعات والمنتديات والملتقيات العامة, حث
الأفراد على إرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة الاحتجاج والرد والاستنكار إلى كل
المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب, مناشدة وزارات الإعلام في العالم
الإسلامي والقنوات الفضائية لإعداد برامج إذاعية وتلفزيونية يستضاف فيها ذوو القدرة
والرسوخ، والدراية بمخاطبة العقلية الغربية - وهم بحمد الله كثيرون, حث الكتاب
والمفكرين على تأليف الكتب وكتابة المقالات الرصينة في هذا الموضوع وترجمتها إلى
لغات متنوعة ,إنتاج شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي يعرض بشكل
مشوق وبطريقة فنية ملخصاً تاريخياً للسيرة، وعرضاً للشمائل والأخلاق النبوية،
ومناقشة لأهم الشبه المثارة حول سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, إقامة مؤتمرات في
أمريكا وأوروبا تعالج هذه القضية وتعرض للعالم نصاعة السيرة المشرفة وعظمة الرسول
صلى الله عليه وسلم يدعى لها غير المسلمين ولا سيما المفكرين والمهتمين بالأديان,
إقامة مؤتمرات تشارك فيها مختلف المؤسسات والجمعيات والمنظمات الإسلامية في أنحاء
العالم للتشاور وتبادل الأفكار في هذه القضية.
أصداء
وفي ظل انبلاج هذه اللجنة من ناحية واستمرار الحملة من ناحية، جاءت مشاركات نخبة من
المتابعين متوازية بين تأييد للجنة واقتراحات لها وبين أفكار لمواجهة الحملة
النكراء، فيقول الشيخ إبراهيم الخليفة الحسني : إن أعداء الإسلام لا يألون جهداً
في إظهار عدائهم للإسلام إذ هم سبب تمزيق وحدة المسلمين والإطاحة بوحدتهم وجماعتهم
وعملهم الخبيث لا يتوانى وفتنتهم لا تخمد فكم فرقوا وكم مزقوا وكم لبسوا وشككوا
وبثوا خبثهم في جميع المجالات. وإن أعظم ما تتطلع إليه نفوسهم في بث كيدهم ضد
الإسلام هو النيل والمساس بشخصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر إلى
أحواله بعين النقص وترويج هذا على أصحاب القلوب المريضة وبثها في مجتمعات المسلمين
بالقنوات الفضائية وغيرها من آلات البث الحديثة، وحملتهم الشرسة هذه ضد رسول الله
صلى الله عليه وسلم تنبئ عن شيء أنذرهم بالخطر والدمار وزوال طغيانهم وهو دخول
الناس في هذا الدين العظيم واقتناع العقول البشرية بهذه الرسالة الخالدة فلم يجدوا
إلا أن ينالوا من نبيها ورسولها، فقيام الدعاة ضدهم هو عين الجهاد في سبيل الله،
وقيام هذه اللجنة المباركة بهذه المهمة لهو من أفضل الأعمال المقربة إلى الله
تعالى، وجدير أن يقف معها كل عالم وداعية إلى الله، بل كل مسلم يجب أن يقف مدافعاً
عن دينه ونبيه فهي الغيرة لدين الله، فالعالم في مجاله من توضيح الشبه التي تثار
على الإسلام وخصوصاً في حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى الداعية وأهل
الحسبة نشر مجهوداتهم الدعوية والإرشادية مع التحلي بفقه الواقع والإلمام بما يقيم
الدعوة وينشط بها وعلى سائر المؤمنين بذل الغالي والنفيس في خدمة دينه سبحانه
وتعالى، والعاقبة للمتقين . واختتم بقولي: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيأ
لهذه اللجنة العلماء الصالحين والدعاة الملهمين، وأن يفتح بصيرتهم ويجعل التوفيق
حليفهم، وأن يحفظهم من كل سوء يراد بهم ومن كل شر يوجه إليهم. وفي سياقه يتحدث د.
خليل العزامي (أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الملك عبد العزيز) : إن الهجوم على شخص
النبي الكريم قديم قدم الإسلام، وتشعبت طرق الطعن في شخصه النبيل، وفي رأيي يكون
الرد من شقين: الأول: بيان مكانة هذا النبي الكريم وإظهار منزلته عند الله وبين
الأنبياء، الثاني : دحض الافتراءات وكشف عوار الاتهامات . ويوضح طريقة النقاش :
إن كان الطاعن يهوديا أو نصرانيا فإن طعنه لرسولنا المصطفى يجعله كافرا بدينه
قبل كفره بالمصطفى، أما إن كان ملحدا لا يؤمن بشريعة فنناقشه بالعقل والمنطق ، ثم
أتت مداخلة الشيخ إبراهيم شعيب المالكي مثنية على اللجنة القائمة: تعد هذه
اللجنة من أجدر اللجان التي كان ينبغي أن تتواجد على الساحة الإسلامية طولا وعرضا
لتعمل على تعبئة الأمة وشحن قلوب أفرادها جميعا بالمحبة والإكبار والتوقير لسيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم، إنه ينبغي على سبيل الوجوب أن يكون ذلك حتى يحصل لمن تسول
له نفسه التطاول على ذلك الجناب الرفيع علم تام بأنه مس بكل أفراد الأمة، ومعلوم أن
مثل هذه الحال لا يمكن أن تتجسد في الواقع إلا بتخطيط سليم وتوجيه محكم ، ودار في
ذات الفلك الشيخ أبو بكر مشهور (رئيس جمعية علماء عدن) : أجدني متعاطفا مع هذا
العمل الهام، وأرجو التوفيق من الله للقائمين عليه خاصة وأن أسماءهم تشير إلى نجاح
الموضوع إن شاء الله، ولم يختلف عنهم د/ محمد أنور البكري (أستاذ السنة النبوية
بجامعة الملك عبد العزيز/المدينة) إذ كتب مؤيدا للجنة:لا بد من الثناء على هذا
العمل المخلص لهذه الثلة المباركة من العلماء والمفكرين الغيورين على شخص نبينا
الكريم، وأناشد جميع محبيه بدعم هذه اللجنة ومؤازرتها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة
للدفاع عن هذا النبي الذي جاء متمما لمكارم الأخلاق، ويوحي بالرفق بالإنسان وجميع
المخلوقات.
رؤى
أما الداعية المعروف د/عبد الإله العرفج فنقف عند اقتراحاته البناءة التي أجملها في
الآتي: 1/ البعد عن كل ما يوحي بالمواجهة بين المسلمين وغير المسلمين وعلى إثره أرى
تغيير اسم اللجنة إلى (اللجنة العالمية لتعريف العالم بالرحمة المهداة للعالمين) .
2/ على اللجنة أن لا تتوقف عند حدود ردة الفعل بل تأخذ على عاتقها زمام مبادرة
التعريف بالمصطفى .3/ ينبغي عدم التعامل مع المنظمات والهيئات المتشنجة ضد الغرب
.4/تنويع وسائل التعريف بالإسلام والرسول الكريم ودراسة كتابات المستشرقين عنه. 6/
الاستعانة بالسفارات والملاحق الثقافية
http://www.almadinaonline.com/pages/resala_24_01_2003/qadaia/rep/rep01.htm
فلنتلطف معهم
السيد عبدالله بن محمد بن حسن فدعق
وبداية أقول إنه ما أردنا تفعيل هذه اللجنة فانه ينبغي أن نجعل نيتنا في ذلك
ليست الرد على المحرومين من محبة سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه وانما هي
الرغبة في المساهمة بنشر محاسنه وشمائله. فالمغرضون كانوا في عهده صلى الله عليه
وسلم وعالج أمرهم بالدعاء لهم ومن ذلك قوله علية الصلاة والسلام (اللهم اهد قومي
فانهم لا يعلمون) .
واليقين عظيم في ان المولى سبحانه وتعالى سيمكن للقائمين على اللجنة
والمشاركين فيها بلوغ الأماني لأن مطاياهم نواياهم المباركة الحسنة. وان جميع
العلماء وطلاب العلم جاهزون معهم للمشاركة خدمة وحملا لهذا الهم الذي نحن في أشد
الحاجة للشعور به دوما وابدا، بل يجب أن نعتبره منة من الله علينا . ان مسألة دعوة
الناس لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم مسألة التزام مع خالقه جل وعلا، ونحن عندما
ندعو غيرنا لذلك فانه ينبغي أن ندعوهم بغرض أن يتبعوا ربنا وليس ليكونوا تبعا لنا.
والقلب الصافي مع العقل الوقاد كفيلان بهذا الامر الشريف الذي نحن بصدده.
وتضيف على ذلك بذكر أن الادراك لما لهذا النبي العظيم علينا من حقوق سييسر
كل الصعاب التي قد تعترض المتصدرين لهذا الأمر اذ ان المساهمة في هذا الأمل ستظل
متعسرة دون معرفة هذا الواجب الذي تعتبره قضية ابرازه حتمية بواسطتنا أو بمن سيأتي
بعدنا ، لأن المولى سبحانه خاطبنا وبشرنا على لسان خطابه لمصطفاه عليه السلام قائلا
له (ورفعنا لك ذكرك) أخي الكريم :
نحن مطالبون بأن نتلطف مع مبغضي نبينا صلوات الله عليه ولو تنكروا له، ونعتقد
تمام الاعتقاد أن عظمته من عظمة من ارسله الينا سبحانه وتعالى، وأننا لن نتمكن من
تحقيق معاني حبه صلى الله عليه وسلم في الناس جميعا اذا لم نحبه ونحقق أخلاقه في
أنفسنا وبيننا البين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إنجازات اللجنة
- إنشاء موقعين على شبكة الإنترنت يستقبل من خلالهما المشاركات والمقالات
والمؤلفات الخاصة والردود على بعض الشبهات المثارة كما يتم من خلالهما توزيع نشرة
إلكترونية تُعدها اللجنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تم عقد المؤتمر الأول في لندن خلال الفترة 27- 28/08/1423هـ والخروج
بتوصيات عملية لإتاحة الفرصة للأفراد والجماعات الإسلامية للمساهمة في نصرة النبي
صلى الله عليه وسلم من خلال هذه المجالات المتعددة - كل حسب استطاعته- دون التقيد
بأعمال ونشاطات اللجنة (يتضمن هذا التقرير صورة من التوصيات). وقد شارك في هذا
المؤتمر نخبة من العلماء والدعاة من أماكن مختلفة من العالم، وعلى الرغم من اختلاف
مشاربهم وتوجهاتهم فقد جمعهم هدف واحد هو نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تم الاتفاق مع البروفيسور محمد موهار علي, على تأليف كتاب أكاديمي عن سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم باللغة الإنجليزية ستقوم اللجنة بمشيئة الله بتوزيعه
على المفكرين والجامعات والمراكز الأكاديمية ومراكز الاستشراق حول العالم.
- تم إصدار نشرة شهرية مطبوعة تُعرف بالرسول صلى الله عليه وسلم وترد على
بعض الافتراءات باللغة الإنجليزية بعنوان الرسالة الخاتمة
- تم إعادة صف وتحرير
كتاب السيرة للشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم
رحمة للعالمين باللغة الإنجليزية.
- جار حاليا الترتيب لعقد المؤتمر الثاني في مدينة كندا تحت عنــوان على هدي
النبي صلى الله عليه وسلم
هكذا ندافع
بقلم : د. أحمد يوسف
في إطار مواجهة الحملة التي تعرضت من خلالها شخصية الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم لبذاءات بعض رجالات الدين النصراني وأقلام صحفية معروفة بعدائها للإسلام , فإن
المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية مثل الجمعية الإسلامية الأمريكية والاتحاد
الإسلامي لشمال أمريكا والحلقة الإسلامية وإتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا
والمجلس الإسلامي الأمريكي ومؤسسات عديدة أخرى هبت كل على قدر همته وإمكانياته
للدفاع عن شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, وقد كانت ردود الفعل قوية على هذه
الاتهامات لنبي الإسلام بحيث حفزت طاقات الجالية الإسلامية للتفاعل والقيام بالكثير
من الأنشطة والفعاليات والندوات إضافة إلى عقد الملتقيات في الجامعات ومن خلال لجنة
حوار الأديان, وقد دفعت هذه الحملة القوية الرئيس الأمريكي جورج بوش وأخرين من
أعضاء إدارته إلى الاعتذار للمسلمين مما بدر من إساءات من شخصيات دينية محسوبة على
الحزب الجمهوري الحاكم. ويجدر بالذكر أن بعض المؤسسات الإسلامية ومراكز الدراسات قد
قامت بإصدار كتيبات تعريفية بالإسلام وجوانب من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم الوضاءة ,إضافة إلى مئات المقالات التي شقت طريقها إلى شبكة الإنترنت وقد شملت
تناولات مضيئة حول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجوهر الرسالة الإسلامية.
وقد أصدرت المؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث في واشنطن كتيبا تعريفيا حول الإسلام
والمسلمين في أمريكا ردت فيه على هذه الاتهامات والتحريض الذي تقف وراءه جهات
نصرانية يمينية وصهيونية بهدف تعبئة الرأي العام الأمريكي ضد العرب والمسلمين
وتأجيج المشاعر وكسب التأييد للحرب ضد العراق. والجدير بالذكر أن هناك الكثير مما
هو مطلوب عمله في إطار الدفاع عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على الساحة
الأمريكية, ويمكننا هنا الإشارة إلى بعض ما يمكن عمله:
- إقامة ندوات فكرية حول شخصية الرسول الكريم في المؤسسات التعليمية
كالجامعات والمعاهد الأمريكية المنتشرة على طول البلاد وعرضها.
- ترتيب زيارات لإعلاميين أمريكيين لبعض البلاد الإسلامية بهدف توعيتهم
بحقيقة إلإسلام والمسلمين.
- إصدار كتيبات بإسلوب قصصي شيق تتناول سيرة الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم.
- إنتاج أفلام فيديو لشرح الإسلام للشعب الأمريكي بطريقة سلسة وجذابة,
ودعم بعض المشاريع في مجال الإنتاج التلفزيوني التي تشرح طبيعة الرسالة
الإسلامية.
- شراء صفحات من الصحف والمجلات الأمريكية الشهيرة لكتابة المقالات
الإسلامية فيها التي تبين جوانب الرحمة والحب والسلام في الإسلام.
- إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باللغة الإنكليزية يخصص لسيرة الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم واستعراض الكتب والمقالات التي تناولت حياته, والرد على
الاتهامات الموجهة ضده.
- إصدار مطويات متميزة وجذابة تبين أهمية العبادة وإحترام أهل الذمة في
الإسلام.
- المشاركة والحضور في ملتقيات حوار الأديان لتفعيل آليات التفاهم
المشترك حول الكثير من القضايا والمسائل الدينية.
- إصدار كتيبات مشتركة مع بعض المؤسسات الأمريكية حول نظرة الإسلام
للنصرانية والنبي عيسى عليه السلام ومريم العذراء.
- دعم المؤسسات التي لديها إهتمامات في مجال التعريف بالدين الإسلامي في
الغرب, وهي مؤسسات كثيرة لكنها تفتقر إلى المال الكافي لتغطية كلفة الطباعة
والنشر.
- القيام بحملة إصدارات وكتابات في الصحف الأمريكية, وتشجيع نشر مقابلات
مع بعض الشخصيات الإسلامية في الصحف الغربية.
- التعاون مع مراكز التفاهم الإسلامي- المسيحي في إصدار بعض الكتب
والدراسات الأكاديمية للجامعات و التي تصلح كمساقات علمية حول الإسلام والسيرة
النبوية. *رئيس المؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث/ واشنطن
مبدأ البلاغ في القرآن
جميل أن نقوم بتنظيم مجهوداتنا في هذا المضمار في اطار لجنة عالمية أو مؤتمر، ولكن يجب أن ننتبه الى أننا لا نحتاج الى البدء من الصغر، فهناك مجهودات قيمة قد بذلت بالفعل وتستحق الدعم بل ان دعم هذا التجارب الناجحة هو الخطوة الذكية والأسرع. فعلى سبيل المثال الفليم الوثائقي عن شخصية سيدنا محمد صلى الله علية وسلم والذي انتهى انتاجه قبل شهر تقريباً وعرض في عشرات القنوات الأمريكية كان جيداً للغاية، ومثل هذه البرامج تحتاج الى الدعم الكامل منا فهي لنا مخاطبة الغرب بما يناسب عقولهم. ولا بد كذلك ان نستفيد من بعض المفكرين الغربيين غير المسلمين الذين يقفون مواقف مشرفة وعادلة في نظرتهم للأسلام ونبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فنظرتهم فيها كثير من الموضوعية والعدالة والاستعانة بمثل هذه الكتابات انما هو تطبيق للمبدئ القرآني في البلاغ (بلسان قومه)، وللأسف هناك كثير من المجهودات غير المفيدة لأنها تنطلق من تقوقعنا على انفسنا فلا نخاطب بها الا أنفسنا. ويجب أن نخرج عن الاسلوب النمطي التقليدي وندخل معترك المحافل الدولية. ويبدو لي أن اعطاء اخواننا المسلمين الغربيين القيادة أو المواقع الاستثمارية في مجهوداتنا في اظهار عظم شخصية سيدنا محمد صلى الله علية وسلم للغرب هو النهج السليم، فهم أدرى بالنفسية الغربية وليسو أقل منا غيرة عليه صلى الله علية وسلم.
شاهد من أهلها
إنبرى باحث مسيحي هو الدكتور نبيل لوقا بباوي للدفاع عن الاسلام في كتاب عنوانه
«انتشار الاسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء» وبمنهج علمي سليم يفند فيه
الدعاوى والافتراءات التي تحاك ضد الاسلام، ويفضح مراميها وأبعادها المستترة. وصدر
الكتاب عن دار البباوي للنشر في القاهرة وقد وافق عليه الأزهر وأوصى بترجمته الى كل
لغات العالم نظراً لأهميته الشديدة. وقال المؤلف في تقديمه الكتاب: رغم أنني مسيحي
أرثوذكسي وأعتز بمسيحيتي، إلا ان الواجب العلمي والقومي فرض علي التعرض لهذه الحملة
الشرسة التي يتعرض لها الاسلام. وقد ذكرت الحقيقة بلا أي تعصب او مجاملة كما وجدتها
في الكتب الاسلامية والمسيحية.