لقاء مع منسق لجنة نصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم

-

هناك العديد من التصورات الخاطئة في الغرب عن الإسلام والمسلمين تدعمها جهات تسعى إلى ترسيخ تلك التصورات، وقد وجدت تلك الجهات بأحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) مسوغاً في شن حملة ظالمة في هذا السياق، حين دأبت على نشر الحملة تلو الأخرى، بوصف الإسلام بالدين المنتج للإرهاب تارة وبوصف المسلمين بالإرهابيين تارة أخرى.
وفي تصعيد لهذا الخطاب الهجومي شنت مجموعة من الرموز الكنسية والسياسية حملة على النبي – صلى الله عليه وسلم- من بعض تلك الجهات، دفعت بعض الغيورين إلى تأسيس لجنة عرفت باسم " حملة مناصرة خاتم الأنبياء -عليه الصلاة والسلام-"، بهدف الرد على تلك الحملة الظالمة، وقد عقدت مؤتمرها الأول في لندن ما بين الأول حتى الثاني من نوفمبر الجاري. وللاطلاع على خلفية الحملة والمؤتمر والوقوف على أهم نشاطات الحملة، كان لنا لقاء مع مشرف اللجنة الأستاذ سليمان بن حمد البطحي الذي أفاض لنا مشكوراً في الحديث عن بدايات الحملة وتوصيات المؤتمر والتصورات المستقبلية وهذا نص الحوار :

- المؤتمر الأخير الذي عقدتموه جاء ضمن إطار حملة أشمل بعنوان حملة المناصرة لخاتم الأنبياء – عليه الصلاة والسلام-....ماذا عن بدايات هذه الحملة ؟
حملة المناصرة لخاتم الأنبياء- صلى الله عليه وسلم - كانت ردة فعل غير رسمية للهجمة الظالمة على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- قام بها مجموعة من الذين آلمهم تكرار هذا الأمر بدون أي ردة فعل إيجابية من المسلمين وكأنما الأمر لا يعنيهم والله المستعان.

- حبذا لو عرفتمونا باللجنة التي تقف خلف الحملة؟ بداياتها، أهدافها، مقرها.
بعد أن تبلورت الفكرة لدينا، قررنا إنشاء لجنة مستقلة تعمل ضمن أسس وقوانين دولية متعارف عليها أسميناها "اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء" هدفها تعريف العالم بهذا النبي الذي بعثه الله رحمة للعالمين، والرد على كل الافتراءات بأسلوب هادئ، وسيكون مقرها في الوقت الحالي واشنطن.

- أطلقتم من خلال أكثر من وسيلة إعلامية الدعوة إلى الحملة... كيف وجدت تجاوب الشارع الإعلامي؟ وهل تعتقدون أن الحملة أخذت أبعادها المرجوة؟
كل ما أستطيع قوله إن كل ما يقدم يبقى في حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قليلاً، وللآسف الحملة لم تأخذ بعد أبعادها المرجوة ولم يصل التجاوب الإعلامي إلى مستوى الحدث .

- وبالمقابل هل وجدتم تعاوناً من المؤسسات والجمعيات الإسلامية ؟
ولله الحمد وجدنا تجاوباً من عدد من المؤسسات والجمعيات الموجودة في الدول الغربية، ونرجو أن نجد تجاوباً مماثلاً من المنظمات والمؤسسات والجمعيات والهيئات في الدول العربية والإسلامية، وعلى أية حال نحن مازلنا في البداية وسنعقد- بمشيئة الله- مؤتمراً عالمياً للتنسيق والتعاون فيما بيننا.

- ما الجهة التي تبنت المؤتمر؟ وأين مكان انعقاده؟ ولماذا هذا المكان؟
الجهة التي قامت على المؤتمر هي اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء وذلك بالتنسيق مع المنتدى الإسلامي وجمعية إحياء منهاج السنة بلندن، فهم من كانوا - جزاهم الله خيرا - خلف تسهيل عملية انعقاد المؤتمر الأول في لندن، أما عن اختيار المكان، فهناك عدة أسباب أهمها أن المؤتمر سيكون له صدى وتجاوب أكبر، إضافة إلى سهولة عقد مثل هذه المؤتمرات هناك، وهو الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتصاريح ... إلخ لو فكرنا بإقامته في دولة مسلمة.

- ماذا كانت أهم أهداف المؤتمر؟
لقد بدأ كثير منا ينسى هذا الموضوع، والبعض الآخر اعتبره أمراً عادياً ولا بأس من تجاوزه ، لذا رأينا أن نقوم بعقد هذا المؤتمر لإبقاء هذا الموضوع حياً وتحديد الموقف الشرعي، بالإضافة إلى توضيح بعض الحقائق التاريخية عن هذه الشخصية الفذة التي اجتباها بارئها ليرسلها للناس كافة صلى الله عليه وسلم.

- من المعروف أن حملة بهذا المستوى وبهذه الأهمية يتوجب أن تضم عدداً كبيراً من الشخصيات...من هم أهم الشخصيات التي دعيت وشاركت في المؤتمر ؟
لقد كان لضيق الوقت وعدم تمكننا من الوصول إلى كثير من الشخصيات الإسلامية أن نوجه طلبات المشاركة لأكبر عدد ممكن، حيث كنا نتمنى أن يتجاوز عدد المشاركات المائة مشاركة من جميع أنحاء العالم؛ نظراً لأهمية الموضوع. على كل حال فلقد استجاب للدعوة عدد من العلماء وطلبة العلم إما عن طريق الحضور أو الاتصال أو إرسال المشاركات مكتوبة، ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ، الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني ،الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي ، الشيخ سلمان بن فهد العودة ، الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، الشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري، الشيخ الدكتور فالح الصغير، الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس ، الشيخ البروفيسور محمد مهير علي ، الشيخ البروفيسور ساجد مير ، الشيخ الدكتور باسم بن فيصل الجوابرة ، الدكتور يوسف السعيد، الأستاذ ممدوح الشيخ، الشيخ صفي الرحمن مباركفوري، الأستاذ ممدوح الشيخ، الأستاذ علي التميمي وغيرهم.

- وبالنسبة للحضور...أو يمكنكم أن تحدثونا عن الحضور وحجمه وكيفية تفاعله؟
كان الحضور- ولله الحمد- كبيراً فلقد امتلأت القاعة الرئيسه للرجال وكذلك للنساء رغم التأخر في الإعلان عن المؤتمر وأسماء المشاركين فيه. ولقد أثنى الكثيرون وطلبوا منا إعادة عقد مثل هذا المؤتمر.

- ما هي أبرز توصيات المؤتمر؟
توصيات المؤتمر :
مناشدة العلماء وأئمة المساجد في العالم, تحثهم على المشاركة و لو بمقال واحد في الموضوع إما في الصحف المحلية أو العالمية، والتحدث مع الجماعات الخاصة والعامة عن هذا الموضوع وأهميته.
مناشدة وزارات التعليم في العالم الإسلامي والقائمين على التعليم الإسلامي في الغرب بأن يعنوا بهذا الأمر في صفوف تلاميذ المدارس، كأن تقوم كل مدرسة بمشاركة في الموضوع, بكلمة في إذاعة الصباح و موضوع إنشاء في درس التعبير, وعرض للكتب التي تحدثت بشكل إيجابي عن شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم-, وأن يكتب مدير والمدارس والأساتذة مقالات حول هذا الموضوع , ومع الاعتراف بأن مناهجنا الدراسية تحوي الكثير عن شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم- إلا أننا نود حث المدراء للطلبة و الأساتذة على المنافحة عن نبي هذه الأمة و الذي أرسل للناس كافة.
مناشدة أصحاب المؤسسات الإعلامية والتسجيلات أن تقوم بإعداد برامج عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع ربطها بهذه الحملة الظالمة, ويحسن أن تختص كل واحدة منها بفترة معينة من حياته مما تتصف به حياة هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -... فهذا عن طفولته و هذا في شبابه وذاك عن فترة نزول الوحي عليه، و آخر عن فترة بدء الدعوة، وخامس عن تعامله مع أصحابه وأعدائه وسادس عن غزوة من غزواته، وسابع عن حجة و عمرته، وثامن عن سيرته الزوجية و تعامله مع زوجاته، وتاسع عن محمد كواحد من البشر, وعاشر عن تعامله مع الأطفال و حادي عشر عن تعامله مع الحيوان والجماد ، وهكذا .. مع التركيز على الدروس التربوية المستفادة . ثم ترجمة هذا كله إلى لغات شتى حتى يعم نفعها للمسلمين الذين لا يتحدثون العربية و غيرهم ممن تأثر باطروحات المغرضين.
حث المراكز الإسلامية الموجودة في الغرب على القيام بدورها في الرد على هذه الحملة الظالمة واستنكارها بعقد اللقاءات، وإلقاء الكلمات في الجامعات والمنتديات والملتقيات العامة.
حث الأفراد على إرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة الاحتجاج والرد والاستنكار إلى كل المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب .
مناشدة وزارات الإعلام في العالم الإسلامي والقنوات الفضائية لإعداد برامج إذاعية وتلفزيونية يستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ، والدراية بمخاطبة العقلية الغربية - وهم بحمد الله كثيرون.
حث الكتاب والمفكرين على تأليف الكتب وكتابة المقالات الرصينة في هذا الموضوع وترجمتها إلى لغات متنوعة .
إنتاج شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي يعرض بشكل مشوق وبطريقة فنية ملخصاً تاريخياً للسيرة، وعرضاً للشمائل والأخلاق النبوية، ومناقشة لأهم الشبه المثارة حول سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم-.
إقامة مؤتمرات في أمريكا وأوروبا تعالج هذه القضية وتعرض للعالم نصاعة السيرة المشرفة وعظمة الرسول - صلى الله عليه وسلم- يدعى لها غير المسلمين و لا سيما المفكرين والمهتمين بالأديان.
إقامة مؤتمرات تشارك فيها مختلف المؤسسات والجمعيات والمنظمات الإسلامية في أنحاء العالم للتشاور و تبادل الأفكار في هذه القضية.

- توصيات المؤتمر يغلب عليها طابع العمومية، ألا ترون هناك حاجة لوضع خطوات إجرائية لتحويلها إلى واقع ملموس؟
لقد غلب طابع العمومية على التوصيات وذلك لإتاحة الفرصة للأفراد والجماعات الإسلامية للمساهمة في نصرة النبي- صلى الله عليه وسلم- من خلال هذه المجالات المتعددة - كل حسب استطاعته- دون التقيد بأعمال ونشاطات اللجنة.
أما نحن في اللجنة فقد قمنا من خلال هذه التوصيات بخطوات عمليه أكثر تفصيلا، منها : قامت اللجنة بحمد الله بإنشاء موقع على الإنترنت باللغة الإنجليزية بعنوان www.whymuhammad.net  بالإضافة إلى منتدى باللغة العربية بعنوان www.whymuhammad.org  نقوم حالياً فيهما بعملية رصد ومتابعة لكل ما يكتب عن هذا الموضوع والردود عليها.
تم الاتفاق مع أحد المراكز الإسلامية في بريطانيا على إصدار نشرة دورية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- سوف تصدر من لندن، سنقوم بمشيئة الله بتوزيعها حول العالم عبر البريد العادي والإلكتروني.
تم الاتفاق مع الأستاذ الدكتور( محمد مهير علي) الحائز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام للقيام بتأليف كتاب أكاديمي في السيرة النبوية، حيث لا يوجد في الساحة – على حد علمنا- أي كتاب أكاديمي في السيرة النبوية باللغة الإنجليزية.
وهناك برامج عملية أخرى سنعلن عنها فور توافر الإمكانيات.

- يردد البعض أن هذا المؤتمر ليس إلا ردة فعل وحماس مؤقت سرعان ما يتلاشى؟! فهل هناك استراتيجية محددة وطويلة المدى تعقب هذا المؤتمر؟
مع الأسف حتى ردود الأفعال والحماس لم تكن لائقة برسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، إذا ما قورنت بردود أفعال وحماس الأفراد أو الجماعات أو الحكومات في حالة الهجوم عليهم!!
نحن الآن في طور إعداد مجموعة من الخطط الاستراتيجية قصيرة وطويلة الأمد سنعلن عنها فور الانتهاء منها بإذن الله، والتي نهدف من خلالها الاستمرارية بحيث لا تكون أعمالنا مجرد ردود أفعال مؤقتة.

في الختام أود أن أوجه سؤالاً لكل مسلم على وجه الأرض ينعم بهداية الإسلام، ماذا فعلت عندما سمعت عن هذه الهجمة؟ ماذا قدمت؟ ماذا قلت؟ ماذا كتبت؟ أين الترجمة العملية لحب الرسول؟ عندما نجيب عن هذه الأسئلة سنعرف حجم المأساة التي يعيشها المسلمون اليوم!!
وبدون شك يقع على عاتق العلماء وطلبة العلم مسؤولية تربية الأمة على تحديد أولويتها، ومعرفة حق الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليهم والتي نكاد نجزم بأن معظم عامة الأمة يجهلها؟

نسأل الله أن يصلح أحوالنا ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.
 

1
81
تعليقات (0)