بدر المطوع
يناير كانون اثانى 2003: بدر المطوع
شهدت مدينة تورنتو الكندية اخيراً عقد المؤتمر الثاني لـ «اللجنة العالمية لنصرة
خاتم الأنبياء»، التي اسست في ميرلاند ومقرها واشنطن. وتستهدف اعمالها الرد على
الحملات الاعلامية في الغرب التي تطال الرسول صلى الله عليه وسلم واثارت انزعاج
المسلمين في العالم. وقال سليمان بن حمد البطحي منسق اللجنة، ان «ما اثير اخيرا من
سخرية على مقام الرسول الكريم يعد جرحا غائراً لمشاعر المسلمين، وحتى المعتدلون من
الديانات الاخرى لا يرضيهم التطاول على خاتم الانبياء».
ولوح البطحي بملاحقة قضائية قريبة لطائفة مسيحية تعمل على نشر مزاعم واتهامات كاذبة
وبشراسة عن سيرة النبي محمد على نطاق وسائل الاعلام الغربية مصحوبة بصور
كاريكاتورية جارحة، تجرح في روح الرسالة المحمدية. واعتبر في حديث خاص مع «الشرق
الأوسط» ان الملاحقة القضائية «لن تفرض علينا توقيتها. نحن الآن بصدد نصرة خاتم
الانبياء عبر نشر الصورة الحقيقية عن شخصيته المجسدة لمكارم الاخلاق، وهو الانطباع
الذي شهد به كتبة التاريخ».
واشار البطحي الى ان المؤتمر الثاني في تورنتو، والاول في لندن استقطبا مشاركة
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية، والدكتور الشريف حاتم بن
عارف العوني، والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ الدكتور جعفر شيخ ادريس
والدكتور احمد سيف الدين، والدكتور طارق السويدان، والدكتور ذاكر عبد الكريم،
والدكتور جفري لانغ، والداعية حمزة يوسف، والداعية سراج وهاج، والداعية يوسف استيس،
والداعية زيد شاكر، واخرين.
وشدد على ان اللجنة وجهت وستوجه دعوة الحضور الى مؤتمراتها لكل الرموز الاسلامية
دون استثناء، وقال «الدعوة ايضا تشمل رموز الديانات الاخرى المنصفة، والتي تعلم
حقيقة ما بشر به خاتم الانبياء والمرسلين، وما كان عليه من خلق عظيم». كما شدد على
ان اللجنة ليست جمعية خيرية ولا علاقة لها باعمال الاغاثة. فقط سننشر عبر وسائل
الاتصال المختلفة «الصورة الحقيقية لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، بدلا
من كاريكاتورات متشنجة بغباء لا حد له حين يحاولون ترويج سيرتهم الملفقة عن رسولنا
في مجلات الاطفال».
وأكد ان اجتماع تورنتو، الذي حضره اكثر من 3 آلاف شخص، قرر اصدار خطاب موجه الى
«البشرية جمعاء» فيه ذب عن النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال عرض صحيح موجز لسيرة
وشمائل وفضائل النبي، ويتضمن تعريفا بالدين الذي جاء به من الخالق سبحانه. فيما تمت
ترجمة الوثيقة الى عدة لغات ستبدأ اللجنة بتوزيعها الى جميع انحاء العالم.
كما أكد البطحي ان من ابرز قيم «اللجنة العالمية لنصرة خاتم الانبياء»، ما تكشف بعد
البدء باجراءات تسجيلها قانونيا في ميرلاند الاميركية، حيث جرى اجماع من قبل جميع
طوائف المسلمين ورموزهم. وقال «الحمد لله تحقق اجماع يثلج الصدر عند كل من علم
بخطوتنا رغم حداثتها التي لم تتجاوز الشهرين بعد، الامر الذي يطمئننا على توسع
دائرة الاجماع بين المسلمين دون النظر الى أي مرجعية مذهبية». لكن رغم هذه
المكتسبات المشجعة، الا ان البطحي اعرب عن دهشته من حالة السكون التي خيمت على كثير
من فعاليات المسلمين، في الوقت الذي اشاد فيه بمضمون تصريحات رموز مسيحية غربية
ومشرقية نحو الهجمة المفتعلة على سنة وتعاليم وروح ما دعا له محمد بن عبد الله خاتم
الانبياء والمرسلين.
وشدد المشرف العام على ان اللجنة لن تنتهي مهمتها بمحاصرة الهجمة الاخيرة، بل
«لمسنا مناشدات كثيرة تدعو الى توسعنا مستقبلا لنشر المفاهيم الصحيحة عن السيرة
النبوية لدى اوساط الغرب والشرق غير المسلم. كما سنجذر اعمال اللجنة بالاتفاق مع
المؤسسات الاسلامية المعنية بنفس الهدف داخل بلداننا العربية والاسلامية، وحتى في
اوساط المسلمين داخل 120 مجتمعا بشريا حول العالم».
وحذر البطحي من اشاعة جو يغذي نظرية تصادم الحضارات، وقال: «نحذر في اللجنة من
الانزلاق وراء الهجمة والاتهامات الوقحة التي طالت نبينا محمد عليه افضل الصلاة
والتسليم، وهي التي تطال ايضا الاسلام والمسلمين، وهو ما ترمي اليه بعض الدوائر
الغربية ومن ورائها الصهيونية العالمية التي اطلقت قبل عقد من الزمان نظريات «صراع
الحضارات» لصموئيل هنتنغتون التي تستعدي صانعي القرار في الغرب ضد الحضارة
الاسلامية». كما استشهد بـ «نهاية التاريخ» لفوكوياما.
ووفقا للبطحي فإن «اللجنة العالمية لمناصرة خاتم الانبياء» ستكثف من تنظيم سلسلة
مؤتمراتها داخل القارتين الاميركية والاوروبية، وذلك في المرحلة الاولى للدفاع عن
الهجمة الملفقة والمثيرة لمشاعر المسلمين، في حين سيتبعها في المراحل الاخرى جهد
لنشر ثقافة التسامح والابداع والعمل التي اطلقها رسول الامة الاسلامية في دولنا.
ولم ينف المشرف العام أن احداث 11 سبتمبر التي اطلقت يد الحاقدين على السنة النبوية
والحضارة الاسلامية هي ما دفع به والمتضامنين معه، في اميركا وكندا لتأسيس اللجنة.
واضاف خلال حديثه الخاص مع «الشرق الأوسط» ان اللجنة ستتصدى لمهمة «ربما كانت
حاجتها غائبة بسبب عدم قبول المجتمعات الغربية للتطاول دون وجه حق على مقام شخصية
عظيمة. بيد ان احداث 11 سبتمبر اطلقت يد الحاقدين وبات علينا التصدي لافتراءاتهم».
وشدد البطحي على ان اللجنة تعمل بجهود فردية اهلية، ودعم علماء الاسلام.
تأسيس لجنة عالمية لمناصرة السنة النبوية
في مطلع نوفمر (تشرين الثاني) الماضي، حملت اتصالات هاتفية جرت ما بين العاصمة
الاميركية واشنطن، والعاصمة السعودية الرياض، وتورنتو الكندية قرارا بضرورة تأسيس
لجنة عالمية لمناصرة السنة النبوية.
كان على خط الهاتف من تورنتو الكندي علي جمعة، ومن واشنطن المحامي الاميركي عاصم
غفور ومعهم في الطرف الثالث سليمان البطحي من الرياض. اتفق الثلاثة على ان من
المحزن ان يتصدى للرسومات الساخرة على النبي صلى الله عليه وسلم، كل من جاك سترو
وزير الخارجية البريطاني ومسؤولون اخرون من الغرب، ورموز مسيحية في المشرق العربي
وايضا بعضهم في الغرب «ونحن المعنيين بالامر مباشرة لم يتحرك احدنا، فقررنا تأسيس
اللجنة واطلاقها قدر امكاناتنا وطلب التعاون مع المؤسسات الاسلامية في جميع انحاء
العالم. وهو ما حصل بالفعل، وسيتطور مستقبلا». وشهد تأسيس اللجنة مباركة كبار
العلماء المسلمين في العالم، واستقطبت دعما مشجعا من خلال تسجيل كلمات، او مشاركات
هؤلاء ونقلها عبر وسائط مرئية لحضور مؤتمري اللجنة مترجمة الى اللغة الانجليزية.
وقال البطحي ان المؤسسين رتبوا للخطوات الاولى، في حين سيترك المجال في المرحلة
اللاحقة لتأسيس مجلس ادارة ومجلس امناء يضم كبار المعنيين والمهتمين.
وكشف البطحي عن أنه من ضمن الخطوات التي انجزت خلال الفترة القصيرة الماضية تأسيس
موقعي انترنت لنشر ثقافة مكارم الاخلاق التي اطلقها وتمثلها سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم خاتم الانبياء، وفيها ايضا ملامح كاملة عن نشاط اللجنة يستطيع الجميع
الاطلاع عليها باللغتين العربية والانجليزية على العنوان:
www.whymuhammad.org
& www.whymuhammad.org