-
مع الحبيب (صلى الله عليه وسلم)
روى ابن سعد أن أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت: لما ولدته خرج مني نور أضاءت له قصور الشام، وقد روى أن إرهاصات وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس وانهدمت الكنائس حول بحيرة سادة بعد أن غاصت.
* مع الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) هذا الحبيب الذي تفرح كثير من الأرواح لرؤيته صلى الله عليه وآله وسلم مع رؤية تزورهم في منام، رؤية صادقة لا يمكن أن يتمثل فيها الشيطان.... مع الحبيب نكون عندها نشاهد المسجد النبوي بالمدينة المنورة في نقل صلاة المغرب التي تنقل عبر الفضائيات ونشاهد مكان قبره صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما جميعاً.
* تشتاق الروح لتكون هناك لتقف وتلقي التحية والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، تشتاق أرواحنا لصلاة في مسجده وبالطبع نتذكر ما كان في هذا المسجد لتلك الأيام، نشتاق إليها لأيام عاشها صلى الله عليه وآله وسلم.. هذا الإنسان الرحيم الحنون... في المدينة الطيبة بين المهاجرين والأنصار، نتذكر مواقفه ونتذكر الدعوة، وحواراته، ونتذكر حروبه ومواقف كان فيها وما تحمله من شدائد صعاب في سبيل الدعوة وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، نتذكر الوفود التي تقدم إليه صلى الله عليه وآله وسلم، نتذكر مواقفه وقصصه مع زوجاته رضوان الله عليهن ونتذكر وصيته وآخر كلامه في الوصية بالنساء، نتذكر تعامله مع الحسن والحسين رضوان الله عليهما، نتذكر تعامله مع من يعمل عنده وممن يقوم بشؤونه صلى الله عليه وآله وسلم، نتذكر تعامله الراقي مع الأعرابي الذي دخل المسجد وبال في ركن منه والأعرابي الغاضب ومشيه مع الجارية وتعامله وإنصاته للشاب الذي أتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طالبا اذنه له بالزنا ونتذكر بكاءه وحزنه على استشهاد وطريقة موت عمه حمزة بن عبد المطلب ونتذكر صحبته مع صاحبيه ابي بكر وعمر
* نتذكر ونحن نشاهد المسجد النبوي اكبر مصاب لهذه الأمة موته صلى الله عليه وآله وسلم... بداية من مرضه في اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11هـ وكان يوم الاثنين، شهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جنازة في البقيع فلما رجع وهو في الطريق اخذه صداع في رأسه واتقدت الحرارة حتى أنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه
* مع احتضاره صلوات ربي وسلامه عليه تقول عائشة ان من نعم الله عليّ ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وان الله جمع بين ريقي وريقه عند موته... وتكمل.. وبعد ان فرغ من السواك الذي أخذته من عبد الرحمن ابن ابي بكر الصديق... حتى رفع يده أو إصبعه وشخص ببصره نحو السقف وتحركت شفتاه واصغت عائشة. وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون.
* تسرب النبأ الفادح وأظلمت على المدينة ارجاؤها وآفاقها، قال أنس ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا اضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما رأيت يوما كان أقبح ولا اظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. «الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» يقول مؤلف الكتاب «مايكل هارت» أمريكي الجنسية «لقد أخذت محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أول هذه القائمة ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار... ولكنه محمد عليه الصلاة والسلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي».
* آخر جرة قلم:
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم محلى بصفات الكمال منقطعة النظير وأدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنيا عليه «وانك لعلى خلق عظيم».. كان صلى الله عليه وآله وسلم خلقه القرآن الكريم... بكى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شوقا إلينا.... كان حنونا... عندما اختار الشفاعة لنا يوم القيامة.... نشتاق لرفقته... نشتاق لصحبته... نشتاق لرؤيته... نشتاق لشربة هنيئة من كفه الشريفة لا نظمأ بعدها أبدا..... نشتاق لان نراه صلى الله عليه وآله وسلم..... نشتاق... ولا نملك مع هذا الشوق الكبير إلا أن نعيش مع سيرته وهديه وسنته... وقراءة مواقفه وسيرته والعيش مع مواقفه مواقف الرحمة والإنسانية العظيمة... والتعلم من ذلك كله.... وندع الله لنا جميعا... بان نكون يوم القيامة في جنة الفردوس وبرفقته وممن ينتظر قدومهم إليه؟؟ إلينا... صلى الله عليه وآله وسلم اللهم آمين.
صحيفة الوطن السعودية