ملحق الرسالة
يرى الأستاذ سليمان البطحي المتحدث باسم "اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم" أن قضية الإساءة الجديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرسام السويدي السفيه وغيره متوقعة، لأن الذهنية المهيمنة في الغرب وموقفها من الإسلام ومن القران الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، يتوقع منها مثل هذه الإساءات وأكثر.
وأضاف الأستاذ البطحي أن "اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم" تنبهت إلى هذه الإساءات لمقدساتنا الإسلامية منذ زمن، وسجلت رسميا في الولايات المتحدة عام 2002م، للقيام بواجب النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذب عن عرضه الشريف، وتعقب المسيئين إليه ولمقدسات المسلمين قضائياً، وما زالت اللجنة -ولله الحمد- تقوم بدورها التعريفي برسول الله صلى الله عليه وسلم، في الدول الغربية بالوسائل الدعوية والإعلامية، وأيضا تقوم بالعمل على تعقب المسيئين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قضائيا، حسب الإمكانات المتاحة، وهنا لا بد من التنويه بأن الملاحقات القضائية لمن يسئ لمعتقداتنا الإسلامية، هي الوسيلة الرادعة لهؤلاء السفهاء المسيئين.
وعن الإساءة السويدية وإعادة نفس الكرة التي حدثت في الدنمرك قال الأستاذ سليمان البطحي : الأمر سوف يتكرر، إذا كان هناك عدم تعاون وتنسيق عمل جماعي وفق خطط وجهود مدروسة ومنظمة، سواء كانت من حكومات العالم الإسلامي، أو من المنظمات والجمعيات و المراكز الإسلامية، أو من المسلمين الذين يعيشون في الغرب، فالصمت على الإساءة وعدم العمل على تعقب المسيئين قانونيا واستصدار قوانين تجرمهم، هو الذي يدفع إلى تكرارها، وهذا ما حدث في السويد وقد يحدث غدا في غيره من الدول الأوروبية، والأمر ليس بالنسبة لنا في اللجنة ليس جديد فيوميا تقع إساءات لمقدساتنا الإسلامية، وتطاول على كتاب الله ورسولنا صلى الله عليه وسلم وعباداتنا من سفهاء أمريكا وأوروبا وحتى في بلادنا العربية والإسلامية، ولا احد يرد، وهناك مثلاً مجلات كرتونية تصدر شهرياً في الولايات المتحدة تسخر من النبي عليه أفضل السلام وأتم التسليم وزوجاته وأصحابه وأحاديثه توزع على الصغار ليضحكوا عليها، كما يصدر شهرياً على الأقل كتاب أو كتابين فيه إساءة وعشرات المقالات في جريدة أو مجلة أو برنامج تليفزيوني فيه إساءات فجة لمعتقداتنا، وهذا أمر معلن ومعروف، لأن الإساءات تنشر وتبث أو تصدر في مطبوعات وتتداول، وهي إساءات مثبته، يمكن مطاردة الذين ارتكبوا هذا الأفعال الإجرامية ضد رسولنا وقرآننا الكريم ومعتقداتنا قضائياً متى توفرت الإمكانات المالية اللازمة.
وحول دور اللجنة في الملاحقة القضائية للمسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم قال الأستاذ سليمان البطحي : قبل ثلاث أعوام عندما أصدر أحد الكتاب النكرة كتاب في الولايات المتحدة بعنوان "نبي الشؤم" درسنا إمكانية رفع دعاوى في أمريكا ضد المؤلف ودار النشر ولكننا للأسف لم نجد من يمول القضية! وفي قضية الإساءة الدانمركية لرسولنا صلى الله عليه وسلم قمنا برفع دعوى قضائية ضد الجريدة التي نشرت الرسوم نيابة عن بعض الجمعيات الإسلامية هناك فأسقطها القضاء الدنمركي، فرفعنا أخرى على الرسامين فأسقطها أيضاً، فهممنا بالاستئناف فرض الأخوة هناك الاستمرار خوفاً من يؤثر ذلك عليهم سلباً فقد تخلى عنهم المسلمون بعد أن انتهت فورة الأزمة، كذلك كلفنا مجموعة من المحامين برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة الدنمركية في الأمم المتحدة وننتظر قريباً النظر فيها، وندرس إمكانية رفع قضية في الإتحاد الأوربي، وكما ترى فنحن مستمرون في عملية المطاردة القضائية للمسيئين ونقف بمفردنا في الساحة، ولم نجد أحد يتعاون معنا، أو يدعم موقف اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في هذا الميدان الهام والشاق والطويل، ولعل ذلك يرجع لعدم إدراك البعض لأهمية الملاحقات القانونية القضائية والحاجة إلى الصبر والنفس الطويل لتحقيق سوابق قضائية تمثل مرجعية للقضاة لتجريم مثل هذه الأفعال وبالتالي سن القوانين التي تجرمها، ولننظر ماذا فعل اليهود ، لقد لاحقوا من أساءوا إليهم قانونيا وقضائيا واستمروا في الملاحقات ما يقارب أربعة عقود، واستطاعوا أن يحققوا ما يريدون ، وأصدروا القوانين التي تجرّم من يشكّك في الهولوكوست أو يحاول التهوين من المحرقة اليهودية.
وللجنة مساعٍ عديدةٌ مستمرّة إلى الآن، لن تبخل في إفادة من يرد الاستفادة من خبرتها، أو أن تتعاون معها للوصول إلى غايتنا الكبرى .
عن دور اللجان والهيئات والمنظمات النصرة التي خرجت مؤخراً ، وهل هناك تنسيق فيما بينها؟
تساءل الأستاذ البطحي قائلا : هل المطلوب هو نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمخاطبة المسلمين، وتوضيح الموقف بالنسبة للمسلمين، أم أنه لابد وأن توجه جل جهدها ومالها نحو الشعوب الأخرى التي لا تعرف شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبوته، وخصاله، وسيرته العطرة، ومنهجه، إننا بحاجة إلى أن نصل لهذه الشعوب ونوضح لها الحقائق والمسلمات الدينية بالدرجة الأولى، لا أن نخاطب أنفسنا!.
وعن التنسيق بين الجهات والهيئات العاملة في ساحة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الأستاذ سليمان البطحي أن التعاون والتنسيق ضعيف ودون المستوى المأمول، وقال : كلٌ يعمل بطريقته وبأسلوبه، فنحن مع الأسف لا نتقن العمل التكاملي بل على العكس، قد نقوم بأعمال نتعارض ونتقاطع فيها، نحن بحاجة إلى أن نبتكر الوسائل والطرق لا أن نقلد بعضنا بعضاً فنكرر أنفسنا بدلاً من أن نطورها لما هو أفضل ولن يتأتى ذلك إلا بالاستفادة من خبرة غيرنا وان لا نبدأ من حيث بدأ غيرنا، والتنسيق والتجرد في العمل الذي نقوم به لخدمة الأهداف الجماعية لا الفردية وإن كانت تحت ظل جمعية أو منظمة أو هيئة!!
ولننظر ماذا تفعل الكنائس التي تجتمع سنويّا لتنسيق جهودها التنصيرية، وتخطيط وتنظيم عملها الكنسي! رغم ما لدي كل كنيسة من إمكانات هائلة وقدرات مادية وبشرية ضخمه تؤهل كل واحد منهم ان يعمل لوحده ، ومع ذلك يجتمعون سنويا لتنسيق وتنظيم الجهود وإعادة تقييم نشاطاتهم وبرامجهم والاستفادة من خبرات بعضهم البعض!.
وعن رأيه لما حدث حتى الآن فيقول : هناك في الغرب فئة من الحاقدون على رسولنا وكتاب الله وعلى دين الإسلام، ولكن هناك أيضاً الكثير من المحايدون الذين لديهم وجهة نظر موضوعية، وعلى استعداد لتقبل وجهة نظرنا الإسلامية، فليس الغرب كله واحد، فعلينا أن نكون جادّين وأن نستمر في دعوة الغرب للإسلام، وتعريفهم بمقدساتنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، باللغة والأسلوب المناسبين فهي من الحكمة في الدعوة التي أمرنا الله.
أسال الله جلت قدرته أن يعلي كلمته وأن يهدينا ويسددنا لنصرة دينه ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم.