الحياة
وصدر في ختام أعمال المؤتمر بيان استنكر الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأية صورة ومن أية جهة وفي أي بلد، ويطالب المسلمين بنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأثره العظيم في بناء الحضارة الإسلامية.
وأشاد المؤتمر بالوقفة الشجاعة للأمة المسلمة دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويوصيها بالاستمرار والثبات، مع توسيع دائرة النصرة عبر الوسائل السلمية المناسبة التي يقرها علماء الأمة وقادتها.
ونبّه المؤتمر إلى خطورة ردود الأفعال غير المنضبطة، وأوصى المسلمين بالابتعاد عما يسيء إلى صورة الإسلام الحضارية ونبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وطالب المؤتمر وزارات التربية والتعليم في العالم الإسلامي بوضع منهج للسيرة النبوية الشريفة، يدّرس في مراحل التعليم المختلفة لغرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الطلاب، وتربيتهم على اتباعه والتأسي به، كما طالب المؤتمر علماء الأمة والمنظمات الإسلامية بتبصير المسلمين بواجبهم تجاه نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، بما يشمل حبه واتباعه وطاعته والدفاع عن شخصه ونهجه، وتعريف الناس بسيرته وخلقه الذي أثنى عليه رب العالمين بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ويدعوهم إلى عقد الندوات والمحاضرات، وإصدار الكتب إسهاماً عملياً في نصرته التي أوجبها الله على كل مسلم، وإبراز حاجة البشرية إلى رسالته وعالمية هذه الرسالة.
ودعا المؤتمر المسلمين في أنحاء العالم إلى الثقة واليقين بوعد الله بحفظ الرسالة التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يوجب عليهم الغيرة بلا انفعال، وتحقيق النصرة بالطريقة التي أوصى بها الله في كتابه.
وفي مجال نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم في مجال الثقافة والإعلام، دعا المؤتمر المنظمات الإسلامية ووسائل الثقافة والإعلام إلى القيام بواجبها في نصرة نبي الأمة عليه السلام، وتحمل المسؤوليات في هذا الجانب بكل الأساليب الممكنة.
وطالب بتنشيط مهام الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام، ومساعدتها على إكمال مشاريعها التي تشمل إيجاد روابط واتحادات لرجال الصحافة والإعلام، ومؤسسات للتدريب على العمل الإعلامي، وتكليفها بالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية من خلال صيغ عملية للتعاون لتحقيق نصرة نبي الأمة عليه السلام، والدفاع عن رسالة الإسلام، وإنشاء مركز دولي للتأليف والترجمة يتولى التأليف والترجمة والتواصل مع الشخصيات في المجالات كافة، مع تزويده بما يحتاج إليه من وسائل، والتركيز على مخاطبة غير المسلمين عبر وسائل الإعلام بمواضيع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، مع مراعاة الضوابط الشرعية العلمية واللغوية، لأنها من أفضل ما تخاطب به العقول في هذا الزمان، مع إعداد كتب بلغات العالم المختلفة.
ودعا المؤتمر مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاون مع الرابطة والمنظمات الإسلامية في إنتاج برامج تلفزيونية مناسبة باللغات العالمية، لتعريف غير المسلمين بالإسلام ورسوله عليه السلام، وإنشاء عدد من المواقع على شبكة الإنترنت المخصصة للتعريف بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وبمبادئ رسالته في الأمن والسلام والتعاون والتعايش وحب الخير للناس باللغات العالمية كافة.
وفي موضوع نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم في مجالات العلاقات الدولية، ناشد المؤتمر قادة الدول الإسلامية وحكامها النظر بعين المصلحة العامة، والعمل صفاً واحداً من أجل نصرة الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.
ودعا المؤتمر إلى إنشاء هيئة استشارية من المتخصصين في القوانين والأنظمة العالمية تعمل في إطار رابطة العالم الإسلامي، مهمتها المتابعة القانونية للإساءات والتعرف على الوسائل القانونية لمنعها، بما فيها رفع دعاوى قضائية على كل من يسيء إلى الدين الإسلامي ومقدساته أمام المحاكم المختصة في بلده، وكذلك أمام المحاكم الدولية.
وفي موضوع نصرة نبي الأمة من خلال الحوار بين الحضارات، حث المؤتمر المنظمات الإسلامية التي تعنى بالحوار بين أتباع الحضارات والثقافات الإنسانية، على التعاون مع الهيئة العليا للتنسيق بين المنظمات الإسلامية، من أجل التنسيق بين الجهات المعنية في ما يخص نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الدين، وتنشيط الاتصال بين المنظمات الإسلامية والجهات السياسية والدينية والأكاديمية والثقافية في العالم، من أجل تعزيز حوار الحضارات ومواجهة حملات الإساءة إلى الأنبياء كافة.
ووجّه المؤتمر الشكر لرابطة العالم الإسلامي لإنشائها البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة، وطالبها بتطويره إلى هيئة عالمية للتعريف بالنبي عليه الصلاة والسلام.