كلمات البابا

نيويورك تايمز
افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز – السبت 16-9-2006

إن العالم اليوم يعمه غضب ديني أكثر من اللازم. ولذلك فمن المزعج جداً أن يقوم البابا بنديكت السادس عشر بالإساءة إلى المسلمين، باقتباس نص يعود إلى القرن الرابع عشر يصف الإسلام "بالشر وعدم الإنسانية".

وفي أكثر الأجزاء استفزازاً في حديثه هذا الأسبوع عن "الدين والعقل"، أعاد البابا رواية حوار دار بين إمبراطور مسيحي بيزنطي، و"عالِم" فارسي مسلم حوالي عام 1391م. واقتبس البابا قول الإمبراطور "قل لي ما هو الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يدعو إليه، بحد السيف".

زعماء المسلمين في كافة أنحاء العالم طالبوا بالاعتذار وهددوا باستدعاء سفراؤهم من الفاتيكان، محذرين من أن كلمات البابا ستؤدي بشكل خطير إلى تقوية النظرة الخاطئة والمتحيزة ضد الإسلام. إن الحرب المقدسة –أو الجهاد- في نظر الكثير من المسلمين تعتبر كفاحاً مقدساً، وليست دعوة إلى العنف. وهم يدينون استغلاله من قبل المتطرفين الذين يستغلون الجهاد لتبرير القتل والإرهاب.

وقد أصدر الفاتيكان بياناً يقول فيه أن بندكت لم يقصد الإساءة، بل هو في الواقع يؤيد الحوار. غير أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها البابا نزاعاً بين المسيحيين والمسلمين.

ففي عام 2004، عندما كان كبير علماء اللاهوت في الفاتيكان، اعترض علناً على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، لأن تركيا دولة إسلامية وكانت في "تنافر دائم مع أوربا".

والبابا ذو المذهب المحافظ، خوفه الأعظم من فقدان الهوية الكاثوليكية، نقطة لا يمكن القفز فوقها إلى التسامح وحوار الأديان.

إن العالم يستمع بكل حذر إلى كلمات كل من يشغل كرسي البابوية. وإنه لأمر مأساوي وخطير أن يتسبب في الألم، سواء كان ذلك عن قصد، أو بلامبالاة. يجب عليه تقديم اعتذار عميق ومقنع، لكي يثبت أن الكلمات يمكن أن تشفي الجراح هي الأخرى.

المصدر: http://www.islamdaily.org/AR/Contents.aspx?AID=4835

1
4345
تعليقات (0)