-
تواصلت ردود الفعل العربية والإسلامية المنددة بتصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المسيئة إلى الإسلام.
فقد وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تصريحات البابا بشأن الإسلام بأنها قبيحة ومؤسفة وطالبه بالتراجع عنها.
كما خرج آلاف الأتراك في محافظة قونية في مظاهرات للتنديد بتصريحات البابا وطالبوه بالاعتذار رسميا قبل بدء زيارته المقررة إلى تركيا نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. لكن مراسلو وكالات الأنباء في أنقرة نقلوا عن مصادر في الخارجية التركية قولها إن تركيا لا تعتزم إلغاء أو تأجيل الزيارة.
من جهتها قررت الحكومة المغربية استدعاء سفيرها في الفاتيكان للتشاور, وجاء في بيان للخارجية المغربية أن هذه الخطوة تقررت "عقب التصريحات المسيئة إلى الإسلام والمسلمين التي أدلى بها البابا بجامعة راتيسبون بألمانيا".
وكانت وكالة الأنباء المغربية أفادت قبل ذلك بأن العاهل المغربي محمد السادس وجه رسالة احتجاج خطية إلى البابا. كما احتجت كل من القاهرة والكويت لدى سفيري الفاتيكان في البلدين.
وفي الرياض بعث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رسالة إلى وزير خارجية الفاتيكان تعرب فيها السعودية عن "استيائها وألمها لما تحدث به البابا" مطالبة بتوضيح لموقف الفاتيكان.
تسميم العلاقة
كما ندد المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بتصريحات البابا، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات "كذب" ويمكن أن تسمم العلاقة بين الديانتين.
أما الداعية الموريتاني الشيخ محمد الحسن بن الددو فقد اعتبر أن ما صدر عن البابا "دليل سافر على بسط الولايات المتحدة الأميركية لسيطرتها على المؤسسات الدينية الغربية بعد احتلالها للمؤسسات الدولية واستغلالها في حربها على المسلمين".
وربط الددو تلك التصريحات بما سبق أن أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش من أن الحرب على الإرهاب هي حرب صليبة وكذلك اقتران وصف الإسلامية بالفاشية في تصريحاته الأخيرة.
وطالب المسلمين بالضغط على الدول الغربية حتى تعلن رفضها لتلك التصريحات، وبقطع العلاقات مع الفاتيكان حتى يتراجع البابا ويعتذر اعتذارا صريحا عن تلك التصريحات.
وأكد الداعية الإسلامي عمرو خالد أن إساءة بابا الفاتيكان للإسلام لا تليق بدوره كرمز مسيحي، ويخالف دور القائد الديني الذي يجب أن يتحلى بصفات معينة تسعى للحوار وليس الصدام.
وشدد خالد على ضرورة أن يقدم البابا اعتذارا واضحا للمسلمين وأن يعقب ذلك السعي لإعداد قادة دينيين يستطيعون مد جسور الحوار الصحيح بين الأديان السماوية.
من جانبهم حرص مسيحيو الشرق الأوسط على اتخاذ موقف متميز عن البابا.
وأكدت الكنيسة القبطية المصرية التي يشكل أتباعها أكبر طائفة مسيحية في المنطقة "رفضها الكامل لأي مساس بالإسلام وأي إساءة إلى رموزه".
كما أدانت رابطة الكنائس المسيحية في الكويت "الإساءة إلى الأديان" مؤكدة "سماحة الإسلام ومحبة إخوته المسلمين".
أسف
وقد عبّر البابا عن أسفه الشديد لما قال إنه ما بدا للبعض إساءة للمسلمين عند تعرضه لجوانب في العقيدة الإسلامية بينها مفهوم الجهاد ومنزلة العقل خلال محاضرة ألقاها قبل أيام في ألمانيا.
وقال وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال تارتشيزيو بيرتوني، في بيان نشر على موقع الفاتيكان على الإنترنت، إن مقتطفات وردت في محاضرة البابا بدت للبعض هجوما على العقيدة الإسلامية وتم تفسيرها بطريقة لا تتوافق مع نواياه.
وشدد بيرتوني على احترام البابا بنديكت السادس عشر للإسلام والمسلمين وعلى موقفه الذي لا رجعة فيه من أهمية الحوار بين الأديان والثقافات. وكان سكرتير دولة الفاتيكان الجديد تارتشيتسيو برتوني قد قال في وقت سابق إن البابا لم يقصد الإساءة إلى الإسلام.
واعتبر الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي في الأردن زكي بني ارشيد أن الاعتذار هو خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية، وشدد على أنه لابد من رسائل تطمينية أخرى مرافقة للاعتذار.
وقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر عبد المنعم أبو الفتوح "إن ذلك ليس اعتذارا وإنه ليس هناك أي سوء فهم، وهذا تضليل فتصريحاته تضمنت إساءة واضحة وصريحة لأكثر من مليار مسلم".