البابا يحاول تهدئة أزمة تصريحاته

www.iraq4allnews.dk

روما، إيطاليا (CNN) -- قال البابا بنديكيت السادس عشر الأحد في ساحة القديس بطرس إنّ "ما نقله كان اقتباسا لا يعبّر بأي طريقة عن أفكاره الخاصة" وذلك في محاولة لاحتواء الأزمة التي فجرتها مقتطفات من محاضرة ألقاها في ألمانيا الثلاثاء قوبلت بغضب وإستياء شديدين في العالم الإسلامي.

وقال البابا أمام الآلاف من المسيحيين الذين حضروا القداس إنّه سيتعرّض إلى محاضرته في ألمانيا الأربعاء.

وأوضح أنّ خطابه في ألمانيا كان دعوة لحوار صريح وليس انتقاصا من أي دين، معربا عن الأمل في أن "يهدّئ" التوضيح الموقف.

وأعرب البابا السبت عن "أسفه العميق على ردة الفعل" عن تصريحه، إلا أنه لم يقدم اعتذاراً بدعوى الالتباس في "فهم المعنى الحقيقي" لكلمته، في الوقت الذي تتوالى فيه الانتقادات من إيران وأفغانستان وباكستان ومصر وتركيا.

ومن المقرر أن يزور البابا تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني.

وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان البابا بتقديم اعتذار قائلاً "عليه الاعتذار عن تصريحاته القبيحة والمؤسفة."

وبدوره قال إمام جامعة "جورج تاون" يحي هندي "أنا قلق بشدة من يكون ذلك خطوة للوراء وربما يشل الجسور التي مدت.. لا أريد لذلك أن يحدث.. لم أتوقع ذلك مطلقاً من رمز لاهوتي وقيادي محنك أكن له كل الاحترام."

في الغضون، أكدت وزارة الخارجية المغربية لشبكة CNN أنها استدعت رئيس بعثتها الدبلوماسية لدى الفاتيكان لإجراء مشاورات.

وأوضحت الوزارة أن الملك الحسن السادس بعث برسالة إلى البابا يدين فيها "تصريحاته المهينة."

وطالب رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي بابا الفاتيكان بتقديم اعتذار وسحب تصريحه الأخير.

وقال بدوي الذي يرأس منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي يشارك حالياً في قمة دول عدم الانحياز بكوبا: "يجب ألا يستخف البابا بامتداد الغضب الذي خلفه تصريحه"، وتابع قائلاً: "يجب على الفاتيكان تحمل مسؤولياته الكاملة في هذا الصدد، واتخاذ الخطوات الضرورية لتصحيح ذلك الخطأ".

بدورها استدعت وزارة الخارجية المصرية رئيس بعثة الفاتيكان بالقاهرة، السبت للإعراب عن "أسف مصر البالغ."

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية قالت السفيرة وفاء بسيم مساعد وزير الخارجية التي استدعت رئيس بعثة الفاتيكان بناء على تعليمات وزير الخارجية المصري أن "هناك ضرورة لقيام البابا شخصيا بالتحرك سريعا لاحتواء الموقف وتدارك تداعياته الخطيرة خاصة وأن رسالة البابا هي في المقام الأول رسالة سلام وحوار واحترام لكافة الأديان."

وكانت الحكومة الباكستانية استدعت الجمعة، سفير الفاتيكان لدى إسلام أباد، كما أدان البرلمان الباكستاني بالإجماع تصريحات البابا، وطالب باعتذار صريح عن الإساءة التي ألحقتها بالإسلام.

كذلك ندد الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد على حسيني بتصريحات البابا، معتبرا بأنها ذات طابع سياسي وتتعارض مع المفاهيم العالية والمعنوية للأديان الإلهية.

ودعا حسيني البابا إلى إعادة النظر في تصريحاته وتصحيحها للحفاظ على القيم ومقدسات الأديان الأخرى وذلك للحد من إثارة المشاعر الدينية للمسلمين والتمهيد من اجل إزالة القلق وإحلال السلام والتضامن بين الأديان الإلهية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية.

كما شجب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية إسماعيل هنية أيضا تصريحات البابا واعتبرها مسيئة للإسلام.

الفاتيكان: البابا آسف لإساءة فهم كلماته

وقال الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، الناطق باسم الفاتيكان، في بيان السبت: "يشعر البابا بالأسف البالغ لأن بعض فقرات كلمته ربما بدا مسيئاً لمشاعر المؤمنين بالإسلام."

وأوضح بيرتوني أن استشهاد البابا بمقتطفات من الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني في القرن الرابع عشر لا يعني ببساطة "فكر الحبر الأعظم يماثل معتقد الإمبراطور."

واقتبس الباب خلال كلمته تصريح مانويل الثاني الذي جاء فيه "أعلمني بالجديد الذي جاء به محمد وستجد فقط كل ما هو شرير وغير إنساني، مثل أمره بنشر عقيدته بحد السيف."

وكان مدير مكتب الصحافة بالفاتيكان، قد أعلن في وقت سابق، أنه "فيما يتعلق بردود فعل بعض الجهات الإسلامية حول بعض العبارات في خطاب البابا في جامعة ريجينسبورغ بألمانيا، لا بد من الإشارة ـ وكما يبدو من قراءة يقظة للنص ـ إلى أن البابا يرفض بشكل جذري وواضح الدافع الديني للعنف."

وجاء في البيان، الذي نشر على موقع "إذاعة الفاتيكان" على شبكة الانترنت: "لم يكن في نية البابا أن يقدم اجتهاداً عميقاً حول الجهاد والفكر الإسلامي، أو أن يسيء إلى مشاعر المؤمنين المسلمين."

وكانت محاضرة ألقاها البابا بنديكيت السادس عشر، في إحدى الجامعات بولاية بافاريا في جنوب ألمانيا، مسقط رأسه، والتي ربط فيها بين الإسلام والعنف، قد أثارت ردود فعل غاضبة في مختلف الدول العربية والإسلامية.

وأعرب المسلمون في شتى أنحاء العالم عن أسفهم لتصريحات البابا، وقالوا إنه يجب على البابا أن يعتذر بشكل شخصي، كي يبدد الانطباع بأنه انضم إلى حملة ضد الإسلام.

تنديد شعبي في العالم الإسلامي

كما شهدت العديد من الدول الإسلامية، ومنها مصر والهند وإندونيسيا، مظاهرات عارمة للتنديد بتصريحات البابا، ودعا المتظاهرون إلى طرد سفراء الفاتيكان من مختلف الدول الإسلامية.

وفي بيروت سير الجيش اللبناني دوريات في المناطق المختلطة، خوفاً من أي ردة فعل إسلامية ضد المواطنين المسيحيين على خلفية كلام البابا، في الوقت الذي طلب فيه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، توضيحاً من القائم بأعمال السفارة البابوية في بيروت، عن حقيقة تصريحات البابا.

صحيفة نيويورك تايمز تدعو البابا للاعتذار

إلى ذلك، دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بابا الفاتيكان بأن يقدم " اعتذاراً قوياً ومقنعاً"، عن التصريحات التي أدلى بها أثناء المحاضرة، وصف فيها الإسلام بأنه "شر وغير إنساني."

وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها السبت: "العالم يسمع بحرص الكلمات التي يقولها البابا، وأنه لأمر مأساوي وخطير، عندما يبذر أحدهم الألم، سواء كان بقصد أو بلامبالاة."

وأضافت القول: "إنه في حاجة أيضاً لتقديم اعتذار قوي ومقنع، يظهر أن الكلمات يمكن أيضاً أن تعالج الجروح."

وقالت الصحيفة "هذه لم تكن هي المرة الأولى، التي يزرع فيها البابا الخلافات بين المسلمين والمسيحيين"، حسبما نقلت رويترز.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى تصريحات سابقة لبنديكيت في العام 2004، حيث كان كبيراً لعلماء اللاهوت في الفاتيكان، رفض فيها انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، لأنها دولة مسلمة.

ألمانيا تدافع عن موقف البابا

وكانت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، قد تبنت موقفاً دفاعياً عن البابا بنيدكت السادس عشر، في وجه الادعاءات القائلة إنه انتقد الإسلام خلال زيارة لألمانيا هذا الأسبوع.

وقالت ميركل في تصريح لصحيفة "بيلد" الجمعة، إن من ينتقد البابا يسيء فهم الهدف من كلمته.

وأضافت أن الكلمة كانت دعوة إلى الحوار بين الأديان، وأن البابا شدد خلالها على تأييده لمثل هذا الحوار، الذي قالت إنها أيضاً تؤيده وتعتبره ضرورة ملحة.

وتابعت ميركل تقول: "إن الأمر الذي شدد عليه البابا كان نبذاً قاطعاً وحاسماً لجميع أشكال العنف، التي ترتكب باسم الدين."

وإلى ذلك هدد تنظيم عراقي، في بيان نشر على الإنترنت، باستهداف الفاتيكان بعملية انتحارية، وفق الأسوشيتد برس.

ولم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة وقاطعة عن بيان "جيش المجاهدين" وجاء فيه "نقسم بالله على أن نرسل إليكم أُناس يحبون الشهادة كما تحبون الحياة."

http://www.iraq4allnews.dk/index.php?sec=news&act=view_news&id=8259

1
4340
تعليقات (0)