www.afaqtv.net
ومن المقرر أن يلقي البابا عظته المعتادة في ميدان القديس بطرس على مشارف روما في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينتش وسط إجراءات أمنية مشددة.
ورجحت مصادر في الفاتيكان أن يتحدث البابا عن موضوع العلاقة بين الإسلام والعنف ويوضح تصريحاته المثيرة للجدل الأخيرة بدلا من التراجع عنها.
وكان البابا قد عبر أمس عن أسفه الشديد لما قال إنه ما بدا للبعض إساءة إلى المسلمين عند تعرضه لجوانب في العقيدة الإسلامية بينها مفهوم الجهاد ومنزلة العقل في الإسلام خلال محاضرة ألقاها في ألمانيا.
وقال وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال تارتشيسيو بيرتوني، في بيان نشر على موقع الفاتيكان على الإنترنت، إن مقتطفات وردت في محاضرة البابا بدت للبعض هجوما على العقيدة الإسلامية وفسرت بطريقة لا تتوافق مع نواياه.
وشدد بيرتوني على احترام البابا بنديكت السادس عشر للإسلام والمسلمين وعلى موقفه الذي لا رجعة فيه من أهمية الحوار بين الأديان والثقافات. وكان سكرتير دولة الفاتيكان الجديد تارتشيسيو بيرتوني قد قال في وقت سابق إن البابا لم يقصد الإساءة إلى الإسلام.
احتجاجات متصاعدة
وواصلت الدول والجماعات والشخصيات الإسلامية الإعراب عن غضبها من تصريحات تشعر أنها صورت الإسلام كدين ملطخ بالعنف.
وقال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان إن تعليقات البابا قبيحة ومؤسفة وطالبه بالتراجع عنها. كما خرج آلاف الأتراك في محافظة قونية في مظاهرات للتنديد بتصريحات البابا وطالبوه بالاعتذار رسميا قبل بدء زيارته المقررة إلى تركيا نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. لكن مراسل الجزيرة في أنقرة نقل عن مصادر في الخارجية التركية قولها إن تركيا لا تعتزم إلغاء أو تأجيل الزيارة.
كما أدانت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها محمد علي حسيني تصريحات البابا، وطالبته بالتراجع عنها.
أما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فقد ندد بالبابا علنا، وطالبه بالاعتذار عن تصريحاته، في حين احتجت كل من القاهرة والكويت لدى سفيري الفاتيكان في البلدين وأعربتا عن أسفهما البالغ حيال هذه التصريحات. كما سحب المغرب سفيره لدى الفاتيكان واصفا تصريحات البابا بأنها مسيئة إلى الإسلام والمسلمين.
وتعرضت خمس كنائس منها كنيسة كاثوليكية واحدة لهجمات في الضفة الغربية دون وقوع إصابات، فيما هدد تنظيم "جيش المجاهدين" المسلح في العراق في بيان نشر على الإنترنت باستهداف روما والفاتيكان ردا على تصريحات البابا.
وفي الرياض بعث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رسالة إلى وزير خارجية الفاتيكان تعرب فيها السعودية عن "استيائها وألمها لما تحدث به البابا" مطالبة بتوضيح لموقف الفاتيكان.
علماء ومفكرون
أما عالم الدين السعودي سلمان العودة فتساءل "كيف يلمح بابا الفاتيكان إلى أن المسلمين هم صانعو الإرهاب في العالم، بينما أتباع المسيحية هم الذين اعتدوا على كل بلدان العالم الإسلامي، فمن الذي غزا أفغانستان ومن الذي احتل العراق ومن الذي قال إنها حرب صليبية؟".
من جهته وصف المفكر الإسلامي فهمي هويدي تصريحات البابا بأنها متطرفة، وقال للجزيرة إن البابا يرى أن الإيمان الكاثوليكي هو الإيمان الصحيح وهذا نوع من أنواع التكفير.
وأكد الداعية الإسلامي عمرو خالد في تصريح للجزيرة أن إساءة بابا الفاتيكان إلى الإسلام لا تليق بدوره كرمز مسيحي، ويخالف دور القائد الديني الذي يجب أن يتحلى بصفات معينة تسعى للحوار وليس الصدام. وشدد خالد على ضرورة أن يقدم البابا اعتذارا واضحا للمسلمين وأن يعقب ذلك السعي لإعداد قادة دينيين يستطيعون مد جسور الحوار الصحيح بين الأديان السماوية.
أما الداعية الموريتاني الشيخ محمد الحسن بن الددو فقد اعتبر أن ما صدر عن البابا "دليل سافر على بسط الولايات المتحدة الأميركية لسيطرتها على المؤسسات الدينية الغربية بعد احتلالها للمؤسسات الدولية واستغلالها في حربها على المسلمين".
وفي واشنطن طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بابا الفاتيكان بالاعتذار عن تصريحاته، كما طالب في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه بعقد لقاء مع ممثل الفاتيكان بالعاصمة الأميركية لمناقشة هذه التصريحات
http://www.afaqtv.net/htm/news/details.asp?ID=4059