رسالة حب لخير البرية

سحر الرملاوي
قال تعالى: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} ولقد أوجزت السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن.

والحقيقة أن مرور اكثر من ألف وأربعمائة عام على ولادته وبعثته صلى الله عليه وسلم يعتبر المصداقية الأولى لهذا الوصف الخالد لخلقه صلى الله عليه وسلم، فمازال كل إنسان يجد في جوانب حياته وسلوكه صلى الله عليه وسلم ما يتوافق وحاجاته ويرضي رغباته ويستجيب لمتطلباته، ومن العجيب أننا كلما تقدمت بنا الحياة وعناصرها ومهما تشعبت بنا الدروب نجد أنفسنا دوما أمام توجيهات نبوية تكاد تنطبق على العصر وكأنها له دون غيره.. بل إن العلم الحديث كان في خدمة هذه الأحاديث والتوجيهات النبوية ومازال يخرج علينا كل يوم بما يثبت صحة ما ذهب إليه رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه، وإن كنا لسنا بحاجة لإثبات علم كي نتبع ونلتزم المنهج والطريقة، وكي نحبه صلى الله عليه وسلم..

فعندما تضيق الصدور - وما اكثر أسباب الضيق في عصرنا الحالي - نسمعه صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا بها يابلال فنفزع إلى الصلاة راحة وسكينة وجمعاً لشتات نفس مرهقة .

وحين نغضب - وما اكثر الدوافع - نسمعه يوصينا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع.»

وحين نتعامل مع آبائنا « فيهما فجاهد..»، أو أولادنا «أدبوهم لسبع وعلموهم لسبع وصاحبوهم لسبع»، أو جيراننا «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه» أو في العمل :«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». و غيرها كثير .. توصيات وأوامر ونواه إذا حرص الإنسان على اتباعها فلا مرض ولا سقم ولا ضيق ولا فشل.

و سبحان الله لابد في كل زمن أن تصحو السنة وتبدو جلية في كل منحى من مناحي حياتنا فإذا أردنا التداوي وجدناه طبيبنا وإذا أردنا التعلم وجدناه معلمنا وإذا أردنا التأدب وجدناه مؤدبنا.. سلوكيات المشي والأكل والنوم والعلاقة بين الأزواج وحتى آداب الخلاء، وتناول الطعام ونظافة البدن وآداب الطريق ،و هو الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه القائل: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء» علم الآباء كيف يحبون بناتهم ويلاعبون أحفادهم ويتواصون بخدمهم ويلاطفون زوجاتهم.

صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله، الله نشهد انك تركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدك إلا هالك.

{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمهً إنك أنت الوهاب}.

صحيفة الرياض السعودية

1
4164
تعليقات (0)