محمد الطريري
لم يكن المؤتمر العالمي لنصرة نبينا المنعقد نهاية الأسبوع الماضي في البحرين، خارجاً عن نسق التفاعل الشعبي الذي عمّ العالم الإسلامي، وقا
د مقاطعة اقتصادية للمنتجات الدنماركية بعد نشر الرسوم المسيئة في صحيفة «يولاندز بوسطن» في 30 ايلول (سبتمبر) 2005.
وكان السؤال المطروح بإلحاح أثناء زخم المقاطعة والدعوات المصاحبة لها: إلى أين تسير هذه المقاطعة؟ ولم يكن يملك الإجابة على هذه التساؤل شخص بعينه أو جهة بعينها، في ظل اتساع نطاق المقاطعة، وتعدد الجهات المتبنية لآراء ومواقف حول القضية، وانحراف بعض ردود الأفعال إلى التعدي على الممتلكات العامة.
ولذا فقضية بهذا الحجم كانت بحاجة لعمل جماعي يرتب شتاتها، ويضع لها مسارات محددة وفاعلة في التعاطي الحضاري، ومن هنا كان تجمع 300 عالم وداعية من أنحاء العالم الإسلامي في مؤتمر البحرين، الذي كان أحد أهـم أهـدافـه «ترشـيـد ردود أفعال المسلمين حيال هذه الأزمة».
وفي هذا السياق اعتبر الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محمد علي تسخيري، أن الرد يجب أن يكون إنسانياً إسلامياً بعيداً من الإفراط والتطرف والعنف، كما حدث من بعض الأعمال الغريبة على الروح الإسلامية.
وأضاف «ان خير نصرة للرسول العظيم تكمن في العمل الجاد المنظم على تطبيق شرع الله في الأرض، وتحقيق الخصائص القرآنية لهذه الأمة، ومنها الوحدة، والوسطية، ونشر الدعوة، ومحو المفاسد الخلقية، والإعداد العلمي والاقتصادي، والإسهام الحضاري الرائد في المسيرة الإنسانية الصاعدة».
كما أكد الدكتور عبدالوهاب نور ولي عدم اللجوء إلى العنف وتحطيم السفارات وأعمال الشغب من أجل نصرة النبي، وممارسة الاحتجاجات في دول الغرب وفق قوانين هذه الدول، وعرض سماحة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية وفق أسس وضوابط منظَّمة من خلال مراكز البحوث ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات، إضافة إلى نشر مطويات ومجلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية بلغات مختلفة وعالمية تتحدث عن الإسلام وحقوق الإنسان في الإسلام. وحول المدى الزمني للمقاطعة الشعبية التي تعم دول العالم الإسلامي، أوضح الأستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور سعد العتيبي أن القانونيين الدوليين لم يحددوا للمقاطعة الشعبية مدّة زمنية معينة، وإنَّما اكتفوا ببيان أنَّ هذا الإجراء غالباً ما يكون لمدة زمنية مفتوحة، يفترض أن تنتهي بانتهاء الأسباب الباعثة على المقاطعة، كما بيّنوا أنَّ المقاطعة قد تكون صعبة في حال وجود وضع اقتصادي لا يسمح بممارستها.
مقاطعة المسلمين وغاندي
وأضاف «من الناحية التاريخية نجد أن المقاطعات الاقتصادية تفاوتت مددها، فمنها ما كان قصيراً ولم يتعد أشهراً معدودة، ومنها ما امتدّ لسنوات، كالمقاطعة الهندية الشعبية للبضـائع البريطانية التي نظمتها الحركة الوطنية الهندية بقيادة غاندي، واستمرت مدة 12 عاماً من عام 1920 إلى عام 1932، وكان لها أثر كبير ومدى واسع من حيث سعة انتشارها وقوة فاعليتها في التأثير في بريطانيا، كما أنَّ المقاطعة قد تتوقف لتوقف سببها أو لأمر آخر ثم تعود مرة أخرى، كما قام الصينيون بمقاطعة اليابان تسع مرات ما بين عامي 1908-1932».
وكان المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم قرر إنشاء «منظمة عالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لتكون الإطار الجامع والمنظم لاستمرار المؤتمر وتواصل أعماله، ويتبع المنظمة من خلال أمانتها المنبثقة من المؤتمر، مكتب للنصرة الاقتصادية، ومكتب للنصرة القانونية، ومكتب للتنسيق والاتصال، ومكتب علمي وإعلامي، إضافة لإنشاء صندوق عالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لتمويل مشاريع المنظمة وأنشطتها.
وعلى رغم أن هذه المنظمة لم تبدأ أعمالها بعد، إلا أن الأمانة العامة للمؤتمر قامت بإصدار بيان يرفع المقاطعة عن منتجات شركة ألبان دنماركية، كانت مشمولة بقرار المقاطعة الشعبية، إذ اعتبر البيان أن رفع المقاطعة عن الشركة يأتي «تثميناً لموقفها الشجاع الذي تضمن الشجب والإدانة للعمل الشائن الذي قامت به الصحيفة الدنماركية، ورفض أي أسباب أو مسوغات لذلك الفعل»، كما أشار إلى أن هذا القرار يأتي «تحفيزاً وتشجيعاً للشركات الأخرى لكي تقف مع قضية المسلمين العادلة».
وهنا هل تقود «المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، الرأي العام الإسلامي في قضية الرسوم المسيئة باعتبارها «مظلة جامعة للجهود المختلفة»، وتتمكن من توجيه الأدوات الاقتصادية والقانونية والثقافية كافة بحسب رؤيتها وأهدافها، أم تتحول إلى رقم إضافي في سلسلة المنظمات الأهلية؟
... ومواعظ عن سيرة النبي في مساجد الرياض
ينظم مركز الدعوة والارشاد في الرياض سلسلة من الكلمات التوجيهية في سيرة خير البرية محمد - صلى الله عليه وسلم - يلقيها عدد من المشايخ الدعاة وطلبة العلم في عدد من مساجد وجوامع العاصمة خلال شهر ربيع الاول الجاري. واشار بيان صادر عن المركز الى انه في اليوم الخامس من الشهر يلقي الدكتور حمد بن ابراهيم الحيدري كلمة عن مواقف مؤثرة في سيرة النبي في جامع والدة خالد البلطان في حي الواحة بعد صلاة العشاء، وفي اليوم الذي يليه يلقي الدكتور فهد بن سعد المقرن كلمة عن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم في جامع السالم في حي العليا بعد صلاة المغرب، وفي اليوم العاشر يلقي الدكتور سليمان بن قاسم العيد كلمة عن حكمته صلى الله عليه وسلم في الدعوة في مسجد فهد بن سعيدان في حي المحمدية الغربي بعد صلاة العشاء. وذكر البيان انه في اليوم الحادي عشر منه يلقي سامي بن خالد الحمود كلمة عن الدروس والعبر من هجرته صلى الله عليه وسلم في مسجد القرعاوي في حي الملك فهد بعد صلاة المغرب، وبعد صلاة العشاء من اليوم نفسه يلقي سعد بن عبدالله السبر كلمة بعنوان: «عرض النبي صلى الله عليه وسلم على القبائل» في جامع صلاح الدين في حي صلاح الدين، ويلقي خالد بن عبدالعزيز آل سليمان كلمة عن اشد يوم لقيه النبي صلى الله عليه وسلم من قومه في مسجد عبدالرحمن الفوزان في حي المغرزات.
وفي اليوم الثاني عشر منه يلقي عزام بن محمد الشويعر كلمة بعنوان «صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم» في جامع ابن جبرين في حي النزهة بعد صلاة المغرب، وبعد صلاة العشاء من اليوم نفسه يلقي الدكتور حمد بن ابراهيم الحيدري كلمة عن شفقته صلى الله عليه وسلم على امته في جامع حمد بن سعيدان في حي المرسلات، وفي مسجد البر والاحسان في حي صلاح الدين يلقي سلطان بن عبدالرحمن المهوس كلمة بعنوان «علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم».
وفي اليوم الثالث عشر منه وبعد صلاة المغرب يلقي الدكتور العباس بن حسين الحازمي كلمة بعنوان «هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن» في مسجد ابن باز في حي المحمدية، وفي جامع زيد بن حارثة في حي الملك فهد يلقي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي كلمة في تفسير قوله تعالى: «انك لعلى خلق عظيم»، وفي جامع محمد بن عبدالوهاب في الحي نفسه يلقي محمد بن فهد الفريج كلمة عن منهجه صلى الله عليه وسلم في الدعوة الى التوحيد، وغيرها. ويأتي إلقاء تلك الكلمات الوعظية ضمن الجهود الدعوية للمركز بهدف تبصير الناس بامور دينهم.
صحيفة الحياة اللندنية
