أحمد قائد الأسودي
من حقي أن ابدي دهشتي الشديدة وفرحي العظيم.. لما رأيت وسمعت فقد دعيت لأول مرة في حياتي إلى مؤتمر عالمي إسلامي احتشد فيها علماء الإسلام ومفكريه و ناشطيه من كل الأطياف الإسلامية على اختلاف انتماءاتهم المكانية والفكرية واجتهاداتهم ..كان لقاءا بين علماء المسلمين ومفكريه ودعاته ووعاظه من جميع قارات العالم كان في يوم (الأربعاء 22/3/2006). الجميع أتوا بصفاتهم الشعبية ولا مكان فيه للحكوماتية..جميعهم اجتمعوا في مملكة عربية إسلامية صغيرة جدا فقيرة.. حسب معرفتي..مقارنة بجيرانها. لقد استضافت مملكة البحرين علماء المسلمين ومفكيريهم في قارات العالم الست..
ذلك البلد أصغير الذي استضاف قبل أيام قليلة أعظم مشروع إسلامي مصرفي سيكون هو الأكبر في العالم برأسمال سيتجاوز العشرة مليارات دولار..ماذا وراء هذا البلد الصغير الفقير(مقارنة بجيرانه)...؟؟..إنه يقفز هذه القفزات الكبرى إسلاميا وعالميا فهو يستضيف أعظم مؤتمر إسلامي عالمي نخبوي شعبي ويستضيف مصرفا إسلاميا سيكون هو الأعظم كمؤسسة اقتصادية مصرفية .. على مستوى العالم الإسلامي وكل ذلك يتم في فترة قصيرة.
يتم كل ذلك في أعظم الظروف صعوبة وأشدها على المسلمين حكاما ومحكومين وأقليات وأفراد أينما وجدوا.. و في أعقد المشكلات التي تطوق المسلمين في كل مكان في العالم..في ظرف الحرب فيه على الإسلام والمسلمين على أشدها من طغاة العالم.. إنه بكل صراحة بلد صغير المساحة والسكان والثروة ولكنه حقا عظيم الرجال عالي الهمم تميز به أبنائه وملكهم و ترجمتها قراراتهم ومواقفهم هذه
إنه بلد يسجل (ملكه العربي المسلم) اليوم ملاحم تاريخية كبرى ولكن من نوع جديد ... هذه الأعمال التي رسمت بل حققت للأمة الإسلامية ولكل مسلم في العالم انتقالات حياتية وحضارية كبرى..انتقالات جديدة كبرى على المستوى الاقتصادي الإسلامي وانتقالات أخرى كبرى عديدة افرزها المؤتمر العالي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم..تجاوزت بكثير ما كان مرجوا منه.
المفاجأة الكبرى
لقد بدأ المؤتمر الإسلامي العالمي لنصرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..كما هو مقرر له لتكون المفاجئة الكبرى غير المحسوبة..مفاجأة ميلاد وجود إسلامي عالمي جديد على غير المألوف في الكيانات السائدة والمعروفة ..لقد بدأ مؤتمرا لينتهي إلى إعلان منظمة عالمية إسلامية أعضائها المؤسسين من المشاركين في المؤتمر القادمين من كل قارات العالم والجنسيات والقوميات ومن كل تلك الأطياف الفكرية والمذهبية التي يمثلها المسلمون في العالم..لقد رأيت في المؤتمر المجتهدين و العلماء والدعاة والوعاظ والمفكرين والسياسيين والحزبيين والاقتصاديين ورأيت السني وما يمثله من أطياف و رأيت الشيعي والصوفي..رأيت الجميع هناك يجمعهم شعار واحد هو (...ومن نفسي يا رسول الله )..وكان للمرأة وجودا مشهودا.. فلقد سمعنا ورأينا مشاركات نسائية قوية عملاقة.. مصرية ومغربية وسعودية وغيرهن..
منجزات ومحصلات
على مدى قرابة العشرون ساعة التي استغرقها المؤتمر.. كانت المنجزات كبيرة والمحصلات عظيمة .. فأكاد أقول انه في مملكة البحرين الصغيرة.. صيغت محصلات كبرى تفوق التصور لقد أنجز المؤتمر اكبر مما كان متوقعا في تصوري.. فلقد بارك الله بالوقت القصير وعظم الله تلك الجهود المبذولة من ذلك العدد القليل(اللجنة التحضيرية) جزا هم الله خيرا.. الذين أوكلت إليهم مهمة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه وإدارته.ولست هنا بصدد الإشارة إلى تلك المحصلات العديدة جميعها .. ولكني سوف اكتفي بالإشارة إلى بعض منها..مما رأيتها وعشتها خلال ساعات الصحوة ال35 التي قضيتها في مملكة البحرين...منها ساعات انتظار ساعة بدأ المؤتمر لوصولي قبل الموعد بساعات بسبب الطيران.. وساعات قضيتها مع زملاء من البحرين وأحبه جمعتني بهم الدراسة الجامعية قبل عقدين وأكثر لم أجدهم بعدها حتى يوم المؤتمر المبارك هذا
أنواع المحصلات
أ - محصلات محسوبة:
اشتملت التوصيات على كثير من المحصلات التي كانت متوقعة.
1 – كل ما ورد في محاور المؤتمر الذي تم إرساله للمشاركين.. تمت على نحو مرضي ورائع وانعكس ذلك فيما ورد في بنود التوصيات.
ب – محصلات غير محسوبة:
1- ا شتملت قرارات المؤتمر على تلك المحصلة التي لم تكن في جدول الأعمال ولم ترد ولم تشر إليها على نحو ما مباشر أو غير مباشر في المحاور التي أرسلت للمشاركين يتمثل أعظم المحصلات في قرار الإعلان عن إنشاء (المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم).
2- تلاحم الجميع وشيوع الألفة والمحبة و المحبة بين جميع الحاضرين على اختلاف انتماءاتهم و أطيافهم الفكرية و السياسية والمذهبية والجغرافية.
3- غياب الخلافات المعتادة المعقدة في لقاءات هذا النسيج المتنوع أطيافه وقناعاته وتصوراته الدينية والحياتية.
4 - التعارف بين المشاركين وتلاقي كثيرين ممن فرقتهم السنون من المتعارفين فقد كان المؤتمر لإحياء علاقات جديدة و إعادة الحياة إلى علاقات ربما كانت في حكم النسيان.
5 - التعرف على أحوال وتطورات الواقع المسلم في مختلف قارات العالم بالأخص تلك البقاع المنسية أو البعيدة من الإعلام الإسلامي والعربي في أوروبا وأفريقيا وغيرها.
6 - بعث حياة جديدة وحماسة عظيمة لدى كثير من المشاركين لمضاعفة القيام بواجب العمل الإسلامي و تجذ ير قيمه ومبادئه في السلوك و في النفس والواقع وتوسيع ساحته نشره لدى غير المسلمين.
7 - صيغة البيان الختامي على ذلك النحو الرائع المتماسك الحكيم المتوازن الذي عكس نضجا رفيع المستوى لدى هؤلاء المشاركين الذي تجسد فيه معاني وقيم و مبادئ الإسلام في التعامل مع المواقف الصعبة..وتقديم منطق ا لعقل والحكة والعدل على العاطفة..فلقد شاعت عبارات مثل ليسوا ساء ولا يجرمنكم شنئآن على أن لا تعدلوا..
8- إفساد ظن ما كان مروجا له من أنه سيكون موقفا متطرفا وشديدا وعنيفا فقد كان البيان عكس ما كان متوقعا لدى الكثيرين في الغرب والشرق من المرضى ومن الجهلة ومن يضمرون الشر للمسلمين.
9 - انتهاء المؤتمر في جو من المحبة والرضا لدى الجميع..وتجليات البركة والرحمة.
10 - تجليات ملامح إمكانية الوحدة بين المسلمين على نحو سريع فقابلية الوحدة بين شعوب المسلمين عالية جدا..أكدها المؤتمر في حواراته ومداخلاته و تلاحمه وأخيرا في إعلان منظمته العالمية الجديدة على ذلك النحو الإجماعي السريع.
آراء.. لتسريع التفعيل
ج - إذا كان هناك من اقتراحات و تصويبات لابد من الإشارة لتحقيق مزيد من الكمال لهذه الخطوة الجبارة..فأقول :
1 – مهم حشد اكبر عدد ممكن من المسلمين الجدد في أوروبا وأمريكا واستراليا وإفريقيا وغيرها ليكونوا أعضاء مؤسسين فذلك ملح جدا على أن يكونوا من الرجال والنساء علماء مفكرين تجار ساسة الخ..
2 – سرعة التحرك في أوساط المتعاطفين مع المسلمين من غير المسلمين والتواصل معهم وتمكينهم من المعلومة وتعريفهم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من خلال مواقعهم في الشبكة الإكترونية.
3 – سرعة إصدار نشرة تخص الأعضاء المؤسسين لإبقائهم على حماسهم وعلى تواصل وذلك بتمكينهم من المستجدات وما عليهم فعله وغير ذلك إلى جانب تفعيل كبير للموقع المنظمة وتحديثه على مدار أل 24 ساعة ومحاولة أن يكون إلى جانب اللغتين العربية و الإنجليزية اللغة الفرنسية والاسبانية..وتكليف أعضاء المؤتمر لتغطية هذه اللغات وغيرها كمشاركة طوعية.
4 – تعجيل التعميم على الأعضاء المؤسسين في كل بلد أن يشكلوا فيما بينهم مجلسا يختارون فيه رئسا ونائبا ومقررا وعضوا تنظم لقاءاتهم ومشاركاتهم و لتشكيل نواة للمنظمة العالمية لنصرة النبي..يرتبون فيما بينهم لقاءات نصف شهرية لتفعيل المنظمة في ساحتهم من ناحية ومن ناحية أخرى لمد اللجنة التحضيرية بالأفكار المساعدة التي تعجل باستكمال الوجود الرسمي للمنظمة وتسجيلها محليا ودوليا..و كذلك لإشاعة مزيد من الألفة و تجذ يرها وتعميمها بين مختلف الأطياف الإسلامية داخل كل بلد.
5 – إشراك عالمين من اليمن من علماء الزيد ية والشافعية من المرجعيات من المعروفين بالحكمة وعدم التعصب..
6 – البدء في تنشيط المنظمة في التواصل مع الأوروبيين والأمريكان وغير المسلمين في العالم..وذلك من خلال تحفيز الساحة الشبابية الإسلامية في العالم من اؤلئك الناشطين و الموهوبين في مجال الانترنت والبرمجة وغرف الدردشة والمواقع المختلفة ..و ذلك بالتواصل معهم و حثهم على إيصال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير المسلمين بصيغ قصيرة جدا واضحة جدا من خلال مدهم بمادة الرسالة المراد توصيلها إلى الملايين من غير المسلمين يوميا وعبر أدلة البحث.. وغيرها وهذا مجال واسع وفوري.وهناك طرق عديدة جدا.
7 – إشراك عدد من أبناء وبنات الحكام العرب والمسلمين في المنظمة
8 – إشراك شخصيات مثل د. محمد عبده يماني و مثل د. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وغيرهم ليكونوا إلى جانب المشير سوار الذهب
هذا ما لزم الإشارة إليه واشكر الذي كان سببا في حضوري هذا اللقاء الكبير المبارك والله اعلم وهو المستعان.
رئيس مركز القرن ال21 للتجديد والتنمية_ صنعاء _