عبدالله عبد الرحمن الجفري
* لعلنا نتذكر عبارة (غوستاف لوبون) عن الفتوحات العربية لنشر الإسلام, فقال: (لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب)!وهذه الحقيقة التاريخية التي لا جدال فيها: عكست سماحة الإسلام ورحابته, وأهدافه السامية العظيمة التي تتجافى مع أغراض الاستعمار والتوسع والتدمير والسيطرة... لأن الإسلام في جوهره ودعوته هو: دين العقل والإقناع وقدرة الفهم على استيعاب هذه الدعوة الحضارية الإنسانية!وفي البلاد العربية يتعايش العرب بسلام مع المسيحيين, لأنهم أخوة وأشقاء يشتركون في مصير واحد, وتضمهم أرض واحدة.. وكان التعايش الأنجح مع (الأرثوذكس).. أما (البروتستانت) فقد شغلوا بالسياسة وبهجمات الاستعمار.
***
* ولعلنا نذكر الحملة التي شنَّها (جين بيير بيرونسيل هيجو) المراسل السابق لصحيفة (لوموند) في الجزائر والقاهرة, وبادرت مصر إلى إبعاده في نهاية السبعينات.. وكان هؤلاء جميعاً ينفّذون مخططاً حاقداً ضد الدين الإسلامي, وفي نفس الوقت يخدمون نوايا التوسع في الأرض العربية: استعمارياً بواسطة زرع الفتنة البغيضة بين المسلم والمسيحي في هذا التآخي الباهر كمواطنين عرب, يتلاحمان معاً حين الدفاع عن الأرض والحرية والاستقلال!وأذكر كذلك: أنه بعد انتهاء الدورة الثالثة والعشرين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي التي عقدت في عام 81, اندلعت حملة بغيضة ضد الإسلام, وضد المملكة تشكك في تعاليم الإسلام الداعية إلى الرحمة والمحبة والعدالة والسلام!
***
* ولابد أن نتلفت إلى الفعل الإعلامي الذي يتوجب على المسلمين أن يواجهوا به هذه الحملات البغيضة, وهذه الموجات المتلاحقة الشرسة, وهي مواجهة تخدم بالضرورة الدفاع عن هدفين عظيمين في حياتنا:
* الهدف الأول: التصدي لحملة البغض ضد الإسلام .
* الهدف الآخر: كشف أغراض الحملة المتواصلة التي تريد أن تنال من وحدة الأمة الواحدة, وتماسك القُطْر الواحد عن طريق بث الفتنة بين مسلم ومسيحي لإثارة الخلافات والتمزّق.
* كيف يتأتَّى هذا الفعل الإعلامي العربي?!
لابد من تكوين جهاز قوي وفعّال من الدول الإسلامية والعربية, يبتعد عن البيروقراطية والروتين والخلافات العربية, ويتوجه نحو تفنيد هذه المزاعم, ودحض ذلك التشكيك, بخطة تنتصر على الحرب الإعلامية الصليبية, الصهيونية!!
* * *
* آخر الكلام:
* للشاعر اليمني الكبير/ عبدالعزيز المقالح:
- مكانك.. جوعك, زاد البطولة
وموتك: زيت العيون
وصوتك: من خلف أسلاكهم
يصنع الفجر.. يصنع حلم الرجوّ
ويكتب ما كان بالأمس ما في غد سيكون!!
صحيفة عكاظ السعودية