أينا أهان المرأة.. وأينا أكرمها؟!

أ0 مروة عبد الرحمن

في إحدى الصور التي نشروها لمن يزعمون أنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تقف امرأتان بلباس أسود.. وكأنهم يسخرون من التعدد ويسخرون من ثياب المرأة.. وكأن شريعة النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ هي من أهانت المرأة.. وهذا ديدنهم في كل حين.

والحقيقة التي لا مراء فيها أنه لا يوجد دين على وجه الأرض أكرم المرأة وحفظ لها حقوقها مثل الإسلام.. وفي هذا المقام سنعرض مقارنة صغيرة بين المرأة في الإسلام والمرأة عندهم ليحكم القارئ بعدها أينا أهان المرأة وأينا أكرمها... ومن أولى بالسخرية من الآخر.

المرأة هي سبب الخطيئة عندهم؟

عندهم أن خطيئة آدم ــ التي جاء المسيح ليكفر عنها بزعمهم ــ سببها حواء وليس آدم، وأن الحية (الشيطان) أغوت حواء، وحواء أغوت آدم بعد ذلك، لذا هي عندهم سبب كل الشرور.

وهذا كلام يعتقدون به، وهم يقرونه ويرددونه في كل حين.

ولكن في الإسلام كلاهما أخطأ، يقول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (الأعراف: 22 ).. بينما نجد في آخر الآية (وعصى آدم ربه).. فالمرأة في القرآن أكرم وأكثر حياءً من أن تُذكر بمعصية فعلتها.

وبناءً على هذا المعتقد الخاطئ الذي دخل إليهم على يد (بولس) اتخذوا ضد المرأة أحكاماً قاسية مهينة منها:

- أن المرأة مخلوق درجة ثانية... خلقت من أجل الرجل.

وعندنا (إنما النساء شقائق الرجال) [ سنن أبي داود. كتاب الطهارة حديث 204].

وعندنا لم تخلق المرأة للرجل، ولم يخلق الرجل للمرأة، وإنما خلقا لعبادة الله وحده لا شريك له، وللمرأة ما ليس للرجل، وللرجل ما ليس للمرأة، تبعاً لاختلافهما في الصفات الجسمية والنفسية.. حِكْمَة العليم الخبير الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.

وعندهم ليس للمرأة أن تُعلم أو تتعلم.. كما تنطق بذلك رسائل (بولس).

وكما يوجد لديهم أمر صريح بقتل النساء والأطفال وشق بطون الحوامل، وقد ورد هذا في أكثر من موضع، والواقع والتاريخ يشهد على أن القوم ملتزمون بذلك.

ولعل ما حدث في بيت المقدس قديماً، وما حدث في البوسنة والهرسك، وما حدث ويحدث في (أبو غريب) فيه دليل على ذلك.

وأكبر مهانة للمرأة عندهم هي أنها لا تطلق إلا لعلة الزنا، ومن المسلمات العقلية أنه أحياناً تستحيل العلاقة بين الرجل والمرأة، فقد لا تتوافق الطباع، وقد يكون بأحدهما من الصفات ما لا يقبله الآخر بحال، فتستحيل الحياة الزوجية، وهنا يأبون كل الحلول لفسخ عقد الزواج إلا الزنا، فترضى المرأة بكل شيء حتى لا تطلق أو كل حتى لا تتهم بعلة الزنا.

وفي الإسلام يقول الله تعالى: (....فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ...) (البقرة: من الآية 231).

والمرأة عندهم.. ليس لها حق الميراث، بل تُورث مثلها مثل قطعة الأثاث وهذا في كلا العهدين القديم والجديد. واقرأ إن شئت سفر التثنية [25: 5].

وفي الإسلام لها الحق الكامل في الميراث في مختلف حالاتها، سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً، يقول الله تبارك وتعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضً) [النساء: 7].

والمرأة بنظرهم حين الحيض تكون نجسة وكل من يمسها نجس، وكل ما تمسه يكون نجساً أيضاً. كأن الدورة الشهرية جرب يأتيها كل شهر فيعزلها في حجر محجور. لا تخرج ولا يدخل إليها. واقرأ إن شئت سفر اللاويين [15: 19].

بينما في الإسلام: (فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَاكِلُوهُنَّ وَيُشَارِبُوهُنَّ وَيُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ وَأَنْ يَصْنَعُوا بِهِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْجِمَاعَ) [سنن أبي داود كتاب الطهارة]

فقط حرم الجماع لما فيه من أذى قد يلحق بكل من الرجل وزوجته.

فأينا أهان المرآة وأينا أكرمها؟!

لا شك دين الله وأهواء البشر لا مقارنة بينهما، وإنما فقط أردنا أن نعطي القارئ لمحة سريعة عن حال المرأة عند من يسخرون من المرأة عندنا في الصور التي نشروها مع من زعموا أنه محمد - صلى الله عليه وسلم-.

والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.

http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&sectionid=1&id=10357

1
3768
تعليقات (0)