خميس قشة: هولندا- روتردام
انتفض العالم الحر في عديد من المناسبات و اشتدت الحملات الإعلامية لإدانة من يشككون في المحرقة ولزموا الصمت عندما، تعلق الأمر بشأن إسلامي حيث تتالت الإساءات للإسلام، في حملات إعلامية تصور المسلمين بأبشع الصفات وأقذرها، حتى وصلت إلى وصف نبينا محمد صلي الله عليه وسلم بأقبح الأوصاف هذا ما شاهدناه في هولندا منذ سنة ونصف في فلم "الخضوع" إخراج وإعداد المخرج الهولندي "ثيو فان خوخ" من تأليف وسناريو " أيان حرصي علي" نائبة في البرلمان الهولندي من اصل صومالي تهجمت فيه على المسلمين، وكان لعرض هذا الفلم وقع الصاعقة على المسلمين الذين يعيشون في هولندا (أكثر من مليون نسمة، يمثلون حوالي11% من السكان البالغ عددهم 15.4 مليون شخص)، ولا يخلوا الإعلام الهولندي يوميا من مقالات وتقارير ممنهجة تسئ للإسلام وتحقر أهله.
تلتها الرسوم الكاريكاتورية الاثني عشر الدنماركية البذيئة التي أهانت نبي الإسلام وسخرت منه وحطت من شأنه،والتي بررها رئيس الوزراء الدنماركي "أندروز فوغ راسموسن" معتبرا إياها من حرية التعبير عن الرأي، وسرت عدوى هذه الحملة كالنار في الهشيم في عديد من الصحف الأوروبية وأخرها بعض الصحف النرويجية التي أعادت نشر الرسوم، في حملة مستهترة بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، تكشف الحقد الفظيع المعادي والمحرض على العنصرية ضد المسلمين.
ولم نرى هذا العالم الديمقراطي المتحضر الذي يدعي العدل والمساواة والذي أصدر بالأمس القريب قانون "معاداة السامية" الذي يشمل مجرد التشكيك في ابادة اليهود (والذي نؤيده وندعو إلى أن يشمل كل الأديان والمعتقدات) يهمس بكلمة واحدة عدا بعض الأصوات الخافتة وكأن شيئا لم يكن متعللين بحرية الصحافة والحرية الفكرية بل ذهبوا لأكثر من ذلك في تكريم وتبجيل من أهانوا هذا الدين في عديد من البلدان الأوروبية تحت شعار تشجيع الإبداع ، حتى وصل الأمر ببعض المغمورين، الذين إما لدافع عدائي دفين للإسلام أو للبحث عن الشهرة والظهور إلى التسابق في الشتم والإساءة للإسلام، لذا فإننا نهيب بالحكومات، والجهات المعنية و الهيئات والمؤسسات الدينية، والثقافية، في العالم، بالمبادرة إلى استصدار قانون: معاداة الأديان و الكتب السماوية لضمان احترام الديانات المختلفة، وعدم جواز الإساءة إلى المقدسات تحت أي مبرر، و لردع المتعصبين والحاقدين من أصحاب هذا المخطط الذي تدعمه قوى مغرضة تروج لصدام الحضارات وتغذي العداوة والبغضاء بين الناس، وتذكي الصراعات الدينية، والعرقية.
إن سكوت العقلاء والمنصفين من المسؤولين الغربيين، عن هذه الإهانات وغض الطرف عن حقوق أكثر من 35 مليون مسلم جلهم من المواطنين الأوربيين تحيز واضح ضد هم، و تجاهل لعواطف ومشاعر المسلمين قاطبة الذين ُيطعن في عقيدتهم ونبيهم الذي يؤمنون به وبرسالته، يناقض مبادئ التسامح والحوار، و ثقافة الحب والعدل والسلام والتعايش الآمن بين المجتمعات، والحضارات، ويعتبر مصدرا لتغذية ظاهرة الإرهاب والعنف الذي يقوض السلم والاستقرار في هده المجتمعات .
و نحن إذ نشيد بموقف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشيخ الأزهر والأمين العام لجامعة الدول العربية، والدبلوماسيين العرب بالدنمارك ، وكل المؤسسات والجمعيات الحقوقية الحكومية والأهلية العربية والأوروبية التي استنكرت وأدانت هذا التعدي الصارخ.
فإننا باسم الأخوة وحق المسلم على المسلم في التآزر والتعاون نلتمس منهم ومن حكومات الدول الإسلامية و سفرائها أن أن يتخذوا خطوات عملية فاعلة تتجاوز حد لاستهجان والاستنكار وتعمل بشكل صريح وحازم، يرتقي إلى مستوي حجم الإساءة لشخص ولكرامة نبي الإسلام ، ويحفظ للأقلية المسلمة بأوروبة حق الحفاظ على مشاعرها واحترام مقدساتها في جو من التسامح والاحترام..
· مدير المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا
· روتردام هولندا بتاريخ السبت 21/01/2006 الموافق 21 ذو الحجة 1426