المصدر: جريدة الرياض
حرية الرأي يجب ألاّ تمس معتقدات الآخرين وكرامتهم
قدم سفير جمهورية النرويج لدى المملكة العربية السعودية يان بوجيه مارت اعتذار حكومة وشعب بلاده لعموم المسلمين في العالم بشأن الرسوم المسيئة لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة نرويجية، جاء ذلك خلال استقبال معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد للسفير النرويجي في مكتبه بالمجلس أمس.
وأبان مارت ان حكومة بلاده تتابع هذه القضية التي أثارت زوبعة كبيرة على المستوى الدولي باهتمام بالغ كون بلاده طرفاً في القضية لأن إحدى الصحف النرويجية قامت بنشر بعض الرسوم التي تسيء للرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وأشار يان مارت إلى ان حكومة وشعب بلاده يستنكرون بشدة هذه الإساءة التي لا يرضى بها الجميع، مؤكداً ان بلاده تحترم الأديان والشعوب، موضحاً في الوقت نفسه ان النرويج تحتضن أكثر من (80) ألف مسلم، مؤكداً ان بلاده اهتمت ببياني الاستنكار اللذين صدرا من مجلسي الوزراء والشورى السعوديين بخصوص هذا الموضوع، وقال ان بلاده سارعت بإصدار بيان لتوضيح موقف النرويج وانزعاجها من الصحف التي نشرت هذه الرسوم المسيئة مبيناً ان حكومة وشعب النرويج يشعرون بالأسى حيال ذلك، كما أكد ان السفارة النرويجية أصدرت كذلك بياناً يستنكر ويرفض هذه الإساءات ويشجبها بشدة.
وشدد السفير النرويجي على ان بلاده تتمتع بحرية الرأي الا ان هذه الحرية يجب ان لا تمس معتقدات الآخرين وكرامتهم.
وأوضح ان الجماعة الإسلامية بالنرويج اجتمعت مع ممثلي الكنائس بالنرويج، وقد أبدى ممثلو الكنائس استنكارهم لما قامت به الصحيفة النرويجية، وأشار إلى ان رئيس تحرير الصحيفة التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم قدم اعتذاره لعموم المسلمين بشأن التصرف الذي قامت به صحيفته. ونوه بسماحة الدين الإسلامي، وقال نحن الذين نعيش في بلدان إسلامية نلمس ونشعر بعظمة الإسلام والمسلمين وتسامحهم مع غير المسلمين. ومن جهته، استغرب معالي الشيخ صالح بن حميد ما صدر من بعض الصحف النرويجية والدنماركية وقيامها بنشر رسوم تسيء للرسوم محمد عليه الصلاة والسلام وتمس مشاعر عموم المسلمين مؤكداً معاليه ان هذا التصرف يرفضه كل حكماء وعقلاء العالم لأن هذه الإساءات تؤجج الفتن وتزيد من التنافر بين الشعوب والأديان، منوهاً في الوقت نفسه بموقف الحكومة النرويجية، وكذلك أشاد معاليه باعتذار الصحيفة النرويجية عما بدرمنها، مبيناً معاليه ان ذلك التوجه يدل على تفهم وتعقل وحرص على الصداقة بين الشعوب.
وأكد معالي الدكتور ابن حميد ان حرية الرأي يقر بها الجميع، موضحاً معاليه ان الإسلام أول من نادي بها وليس من حرية التعبير الاستهزاء بالناس والسخرية منهم فكيف إذا كان الاستهزاء بأعظم رجل في التاريخ وأفضل من مشى على الثرى. وأضاف معاليه ان ما قامت به الصحيفتان الدنماركية والنرويجية بعيد كل البعد عن حرية الرأي لأنها نالت وسخرت من المسلمين في أعظم شخص بالنسبة لهم ولذا نستغرب من يبرر ذلك بحرية الرأي.
واستنكر معاليه بما بدر تجاه سفارات الدانمارك والنرويج في بعض البلدان العربية والإسلامية مؤكداً معاليه ان إعادة نشر الرسوم المسيئة في بعض الصحف الأوروبية أمر لا يساعد على احتواء المشكلة، مطالباً معاليه الحكماء والعقلاء بالتدخل لإنهاء هذه القضية التي لا تخدم مصالح الشعوب.
كما تناول معاليه مع السفير النرويجي العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين في شتى المجالات وخاصة على الصعيد البرلماني.
وحضر اللقاء عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الدكتور بندر العيبان، ومدير عام مكتب معالي الرئيس الدكتور مهنا المهنا، ومدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام الأستاذ عبدالرحمن الصغير.
تاريخ النشر في الموقع: 14/01/1427 هـ الموافق 02/12/2006 م