غاولديز فوشيه Gwladys Fouché – صحيفة الغارديان البريطانية
الصحيفة الدنمركية اليومية التي نشرت رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد والتي سببت عاصفة من الاحتجاجات في كافة أنحاء العالم الإسلامي، تبين اليوم أنه سبق لها أن رفضت نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للسيد المسيح.
وكانت الصحيفة الدنمركية قد رفضت قبل ثلاث سنوات رسوم كاريكاتيرية للسيد المسيح على أساس أن ذلك قد يكون أمراً عدائياً بالنسبة للقراء، وأنها ليست مضحكة.
ففي إبريل 2003، أرسل الرسام الدنمركي، كريستوفر زيللر Christoffer Zieler إلى صحيفة يلاندز بوستن سلسة من الرسوم الكاريكاتيرية غير المرغوب فيها للسيد المسيح تتناول موضوع إحياء المسيح.
رداً على ذلك تلقى زيللر Zieler رسالة الكترونية من جينس كيسر Jens Kaiser محرر الأحد بالصحيفة يقول فيها "لا أعتقد أن قراء صحيفة يلاندز بوستن سيرحبون بهذه الرسوم. وفي الواقع، أعتقد أنها ستثير ضجة، ولذلك لن أستعملها".
قال الرسام "أعتقد أن هذه الرسوم الكاريكاتيرية هي مجرد نكتة بريئة من النوع الذي يستمتع به جدي المسيحي".
وقال " لقد عرضت هذه الرسوم الكاريكاتيرية على عدد من القساوسة، وقالوا لي أنها مضحكة".
ولكن رئيس تحرير صحيفة يلاندز بوستن، السيد كيسر Kaiser قال "إنه من السخف إثارة هذه القضية الآن. ولا علاقة لها بالرسوم الكاريكاتيرية عن محمد".
"بالنسبة لمسألة الرسوم الكاريكاتيرية عن محمد نحن الذين طلبنا من الرسامين أن يرسموها. وأنا لم أطلب هذه الرسوم الكاريكاتيرية. وهذا هو الفرق".
"الرسام كان يعتقد أن رسومه كانت مضحكة. غير أنني لم أكن أظن ذلك. لأنها كانت ستثير غضب بعض القراء، ليس الكثير منهم، ولكن بعضهم".
أحمد عقاري، المتحدث باسم اللجنة الأوربية لنصرة النبي محمد ومقرها في الدنمرك، وهي المظلة التي تنضوي تحتها 27 منظمة إسلامية تقوم بحملة لإجبار الصحيفة على تقديم اعتذار كامل عن هذا الموضوع، قال هذا القرار ينم عن "ازدواجية في المعايير".
وأضاف قائلاً "كيف يمكن لصحيفة يلاندز بوستن أن تميز بين الحالتين؟ يجب أن يفهموا ذلك."
وفي ذات الوقت، رئيس تحرير إحدى الصحف الماليزية استقال خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن قامت صحيفته بنشر واحد من الرسوم الكاريكاتيرية التي أثارت عاصفة من الاحتجاجات في كافة أنحاء العالم الإسلامي.
وكانت صحيفة صنداي تريبيون Sunday Tribune الماليزية، ومقرها في ولاية سرواك البعيدة في جزيرة بورنيو، قد نشرت يوم السبت واحداً من الرسوم الكاريكاتيرية الدنمركية. ومن غير الواضح أي الرسوم الاثنا عشر قامت الصحيفة بنشره. والرسم الكاريكاتيري الذي نشر في صفحة 12 بالصحيفة، كان مصاحباً لمقال عن ضعف تأثير هذه المشكلة في ماليزيا، ذلك البلد ذو الغالبية المسلمة.
اعتذرت الصحيفة يوم الأحد في صفحتها الأولى، وعبرت عن أسفها العميق لهذا النشر غير المخول.
وقال بيان الصحيفة "لقد كشف التحقيق الذي أجريناه أن المحرر المناوب الذي كان مسؤولاً عن نفس الموضوع، قام بنشره من تلقاء نفسه دون أن يحصل على تخويل بذلك، وبدون الالتزام بالإجراءات الواجب إتباعها في نشر هذا النوع من الأخبار".
وحسب البيان فإن رئيس التحرير الذي لم يُكشف عن اسمه، أبدى أسفه عن خطئه، واعتذر، وقدم استقالته.
6 فبراير 2006
أصل المقال:
http://www.guardian.co.uk/international/story/0,,1703501,00.html