-
الحمد لله القائل في محكم التنزيل :"لا يألونكم خبالاً
ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي
صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون"
أيها المسلمون:
أما وصل أسماعكم ردود حكام المسلمين المزلزلةَ على هذه
الإساءات؟ أما سمعتم قولَ شيخِ الأزهر الذي فاق في ردهِ
المخيفِ كلَّ التصورات؟!
فهؤلاء حكام السعودية حماة البيت العتيق، يدعون لمقاطعة
المنتجات الدنماركية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل
طلبوا السفير الدنمركي وأبلغوه الاستنكار والشديد
اللهجة،وحاكم مصر يحذر الغرب ناصحاً لهم من الدخول في
منطقة خطرة، أما شيخ الأزهر فيقول بعد أن التقى السفير
الدنمركي :" إن الإساءة إلى الأموات بصفة عامة تتنافى مع
المبادئ الإنسانية الكريمة، سواء كانت هذه الإساءة إلى
الأموات من الأنبياء أو الصالحين أو السياسيين وغيرهم
ممن فارقوا الحياة" وأضاف أنه يرفض الإساءة إلى الرسول
_صلى الله عليه وسلم_ ؛لأنه فارق الحياة، مؤكداً أن
الأمم العاقلة الرشيدة تحترم الذين انتهت آجالهم وماتوا!
فالرسول صلى الله عليه وسلم في نظره كغيره من الناس،
والمشكلة في كونه ميتاً!
فلا نقول إلا سحقا وبعداً لمن ارتضى لنفسه الذلة
والمهانة، ورضي بأن يكون للكافر عميلاً وناصحاً أميناً،
أو عالم سلطان باع دينه بدنيا غيره.
فأين كان هؤلاء عندما مزقت أمريكا المصحف؟
أين كانوا عندنا اغتصبت أمريكا النساء ؟
أين كانوا عندما تطاولوا على الإسلام وعلى الله عز وجل؟
فهل طلبوا السفير الأمريكي وقاطعوا المنتجات الأمريكية
؟!
وهل جرؤوا على طلب سفير بريطانيا أو فرنسا؟
وهل سيقاطعون كل هذه الدول التي اعتدت على الإسلام
والمسلمين؟
أم أن المسألة لعبة يلعبونها لا أكثر، فيريدون أن يبينوا
للمسلمين حرصهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
هو بريء منهم ومما يصنعون.
وهل لنا أن ننسى مواقفهم الهزيلة أمام الغرب الكافر؟
كلا والله ... كلا والله
و عذراً إليك رسول الله...
عذراً إليك بأبي أنت وأمي، فالحكام سكرى في ظلماتهم
يعمهون، متسلطون علينا أقزام عملاء لأعدائنا فكيف تراهم
يتحركون!
فلو كان للإسلام دولة وكيان يا رسول الله ... لما كان ما
كان.
ففرنسا المتبجحة على المسلمين بمنع الحجاب وبحريتها
العفنة اليوم، أرادت عرض مسرحية تسيء إليك يا خير خلق
الله، فما كان من خليفة المسلمين العثماني إلا أن هددها
باجتياحها إن عرضت المسرحية ومنعها بالقوة، قوة جيش
الخلافة، فخنعت واستكانت لتهديد خليفة المسلمين في أواخر
عهد الدولة العثمانية، عندما كانت تسمى بالرجل المريض.
وهل كان هذا سيحدث لو أنهم وجدوا صبيان المسلمين كما
كانوا أيام عمر الفاورق رضي الله عنه يا رسول الله ؟!
وإن كنا كذلك فهل تكفي مقاطعة البضائع الدنمركية
والفرنسية؟
وهل تكفي مقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية
والألمانية والسويسرية؟
هل هذا كافٍ لمعاقبة من فعل هذا برسول الله؟
فوالله لا يشفي الغليل إلا قطع رؤوس من سولت لهم
أنفسُهُم الاعتداء على الإسلام أو القرآن أو خير الأنام.
وهذا لا يكون إلا بإعلان الحرب الفعلية على هؤلاء ولا
يكون ذلك إلا بالعمل الجاد المخلص لإقامة كيان المسلمين
الذي يمثلهم ويذب عن أعراضهم ويحمي حماهم فلا يدوس الحمى
أحدٌ بعد ذلك أبداً.
فهذه الدول المحاربة فعلاً للإسلام والمسلمين يجب قطع
العلاقات معها وإعلان الحرب عليها حتى ننسيهم وساوس
الرأسمالية والحرية الشيطانية، حتى يدركوا حينها من
يتحدون ولمن يسيئون، وعلى من ينفثون سمومهم ويتجرؤون.
فإلى العمل مع العاملين لإقامة الخلافة التي فيها عزكم
وعز هذا الدين أيها المسلمون.
أيــشــتـــم " أحـــمـــد " يـــومـــاً وأنـــتـــم
عــلـــى قــيـــد الــحــيــاة بــكـــم دمـــــاءُ
ويــســخـــر حـــاقــــد مـنــكــم...وفــيــكــم
رجــــــال لــلــمــنــيـــة... ..لا نــــســــاءُ
وأنـــتــــم ألـــــــف مــلــيــون....أبــوكـــم
يـــهـــان فـــــلا يـــغــــاث ولا يـــجــــاءُ
بــجــيـــش لايـــهـــاب غـــمـــار حـــــرب
تــديـــن لــــه الـبــســيــطــة والــفــضـــاء
ألا اهـــتــــزت لــــــذاك الـــخـــطـــب أرض
وخــضــبـــت الاكـــــف لــــــه الـــدمــــاء
وهــــلاّ غــضــبـــة ..لـــلـــه.. عــظــمـــى
تــســـاوى الـــمـــوت فــيــهـــا والــبــقـــاءُ
فـــــلا طـــابــــت لـــحــــر.. ذات يــــــوم
حــيـــاة بـــعـــده........ فــيــهـــا يـــســـاءُ
لـــعـــرضِ مــحــمـــد ولـــنـــا... مـــقـــام
عـــلـــى أرض.. تــظــلــلــهــا الــســـمـــاءُ
أيـــحـــزن" أحـــمــــد" كــــــلا وربــــــي
لأجـــــل " مــحــمـــد" طـــــاب الــفـــنـــاءُ
"فـــــإن أبـــــي ووالـــدتــــي وعـــرضــــي
لـــعـــرض "مــحــمـــد" مــنــهـــم فـــــداءُ"
وإني داع لكم فأمنوا يرحمكم الله .
اللهم إنتقم ممن أساء لنبيك، اللهم انتقم ممن أساء
لنبيك، اللهم انتقم ممن أساء لنبيك، الله اخذل من خذله
وانصر من نصره وقو من يريد الثأر له بقوة من عندك.
اللهم إنا نسألك بجلالك وعظمتك أن تستخدمنا في طاعتك وأن
تجعل لنا سهماً في إقامة دولتك، وأن تهراق دماؤنا في
سبيل إعلاء دينك.
اللهم استخلفنا في أرضك، ومكنن لنا ديننا الذي ارتضيت
لنا واجعلنا من الذين إن مكنتهم في الأرض أقاموا الصلاة
وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا
في الله حق جهاده.
اللهم يا أرحم الراحمين، اجمع على الحق كلمة المسلمين،
وألف بين قلوب عبادك المؤمنين.. اللهم أصلح ذات بينهم،
وانزع الغل والحسد والبغضاء من قلوبهم... اللهم واحقن
دماءهم وآمن روعاتهم ومكنا من الثأر ممن ظلمهم وبغى عليهم.
اللهم عليك بأعدائك أعداء الإسلام من الانجليز واليهود والأمريكان، ومن لف لفهم، اللهم عليك بهم وبمن حالفهم وناصرهممن حكام العرب والمسلمين.
اللهم وحد بلاد المسلمين في دولة واحدة، وراياتهم في
راية واحدة، واجعل جيشهم واحداً وحاكمهم واحداً يطبق
فينا شرعك وتمن عليه بنصرك.
اللهم إنا مغلوبون فانتصر لنا يا أرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.