دفاعاً عن محمد صلى الله عليه وسلم

-
 الحمد لله ذي القدرة القاهرة ، و الآيات الباهرة ، و الآلاء الظاهرة ، و النعم المتظاهرة ، حمدا يؤذن بمزيد نعمه ، و يكون حصنا مانعا من نقمه ، وصلى الله على خير الأولين و الآخرين ، من النبيين و الصديقين ، سيدنا محمد النبي ، و الرسول الأمي ، ذي الشرف العلي ، و الخلق السني ، و الكرم المرضي ، و على آله الكرام ، و أتباعه سرج الظلام ، ما امتد الدهر و تعاقبت الأيام .

و بعد فإن الله أمر بالتقوى ، في السر و الجهر ، و الخفاء و العلن ، لأنه سبحانه يسمع النجوى ، و يعلم السر و أخفى .

{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته … }

{ يا أيها الناس اتقوا ربكم … }

{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا … }

اللهم إنا نعوذ بك من أن قول كلمة لا ترضاها ، و نبرأ إليك من كل زلة غفل عنها القلب أو طاش بها الرأي ، و نضرع إليك أن تجعل حياتنا كلها و أوقاتنا كلها و أعمارنا كلها خدمة لك و لدينك ولكتابك .

وبعـــــد ،،،

 

أن تجيءَ متأخراً خيرٌ من ألا تجيء ...

كان هذا ما انقدح في ذهني وأنا أقلّب النظر في هذا الموضوع الخطير ..

كنت أمرُّ بحالةٍ غريبةٍ من الذهولِ الفكريّ ، والجمودِ الروحيِّ ، ألهتْني عن متابعةِ الحدثِ في وقتِهِ ، والتعليقِ عليه في إبّانِهِ ...

غيبوبةٌ هي إلا أنَّ صاحبها يتحرك ويمشي ويتكلمُ ويناقشُ !!!

وانفصالٌ عن الحياةِ تبقى معه الحياةُ !!!

موتٌ كلا موتٍ ، أو حياةٌ كلا حياةٍ ..

لا فرقَ .. فالأمرُ كما قالَ الشاعرُ :

نهضَ الموتى ! هوى من لم يمت !

كالنعاس الموت ؟ لا شيء ! خرافهْ !! [ البردوني ]

ولعلي لم أكنْ وحدي ..

فقد كان ثمّتَ ذهولٌ عميقٌ يلفُّ العالم الإسلاميّ من أقصاهُ إلى أقصاهُ !!

ذهولٌ بدتْ معه كل ردود الفعلِ مع كثرتها الظاهريّة أشبه بفرقعةٍ خافتةٍ في جوف قبوٍ هائلٍ مظلمٍ ...

ذهولٌ يشبهُ حالةَ بائسٍ مسكينٍ تخبّطه الضياعُ في متاهةٍ عقيمةٍ ، فآنسَ من جانب الجدارِ باباً ظنّ فيه نجاتَهُ ، فلما جاءهُ وجده أشدّ شيءٍ ظلمةً ووحشةً !! فانكفأ يلوكُ بين شدقيهِ عبارة ( إلى متى ) ؟!!

ثلاثةُ أشهرٍ وعشرونَ يوماً مرت منذ أن تجرأت صحيفةُ ( جيلاندز بوستن ) الدانمركيّة على الإساءةِ لنبيّنا صلى الله عليه وسلم أشرفِ مخلوقٍ ، وأطهرِ إنسانِ ، وأرفعَ من خطا على هذه البسيطةِ .

فهذه مئةٌ وعشرةُ أيامٍ ، أو ألفانِ وستمئةٍ وأربعون ساعةً تصرَّمتْ على هذه الفعلةِ الشنيعةِ ... ثم أجيءُ أنا اليومَ بعد كل هذا الوقت لأتكلم عنها !!

تبّاً !!!

أيُّ غفلةٍ هذه ؟

وتبّاً مرةً أخرى .. فأنا لم أكن الغافلَ وحدي ..

كانت عيناي طوال هذا الوقتِ تعبرُ الوجوهَ ، وأذناي تلتقطُ الكلماتِ ، وبصري يلتهم السطورَ .. فلم أر سوى نَأَماتٍ هنا وهناك تنادي بصوتٍ مخنوقٍ يوشك أن يضيعَ وسط هدير الحياةِ الداوي !!

في عامِ اثنين وتسعمئةٍ وألفٍ للميلادِ تجرأ السياسيّ والمؤرخُ الفرنسيُّ هانوتو على القولِ بأنّه لا دواءَ للتعصّب الإسلاميِّ إلا نسفُ قبر النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم .. يومها مادتِ الدّنيا ، وارتجّتِ الأرضُ ، وكان الأمر على ما وصف أحمد محرّم :

غضب الحماةُ لدينِ أحمدَ غضبةً

نُصِرَ الإله بها وعزَّ المصحفُ

هاج الحماةُ فهاجَ كلُّ مشيعٍ

عجلِ الوقائعِ بالفوارسِ يعصفُ

ضجت شعوب المسلمين وراعهم

ظلمُ الألى لولا السياسةُ أنصفوا

[ ديوان محرم 53 ]

واضطرَّ هذا الوقح لأن يرجع عن رأيه في خطابٍِ رسميٍّ ألقاهُ من بعدُ .

وها نحنُ اليومَ نرى التطاولَ على ذاتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا على قبرِهِ فحسبُ ، فما الذي حدث ؟

لم تتراجعِ الدانمارك .. بل أقدمت مجلة نرويجيةٌ على إعادة نشر الصورِ ذاتِها بعد مئةِ يومٍ .. في يوم عيد الأضحى !!!! مشفوعاً بتعليقٍ لرئيس التحرير يقول فيه : " إنّ حرية التعبير في منطقتنا مهدّدةٌ من دين ليس غريباً عليه اللجوء الى العنف" .

ألم أقلْ لكم : إنّها حالةُ ذهولٍ غريبةٍ لم أكنْ فيها وحدي !!!

دعوني بعد موجةِ الارتباكِ هذه ألملم أطرافَ الموضوعِ وأروي لكم الحكايةَ من أولها ...

" في الثلاثين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي – الموافق للسادس والعشرين من شعبان من هذا العام الهجريّ - نشرت صحيفة «يولاندز بوسطن» ، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك، اثني عشرَ رسماً ساخراً ( كاريكاتورياً ) للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، أقلُّ ما توصفُ بها أنها بذيئةٌ ومنحطة إلى أبعد الحدود ، ومع الرسوم نشرت الصحيفة تعليقاً لرئيس تحريرها عبر فيه عن دهشته واستنكاره إزاء القداسة التي يحيط بها المسلمون نبيهم، الأمر الذي اعتبره ضرباً من «الهراء الكامن وراء جنون العظمة»، ودعا الرجل في تعليقه إلى ممارسة الجرأة في كسر ذلك «التابو»، عن طريق فضح ما أسماه «التاريخ المظلم» لنبيِّ الإسلام – أظلمَ الله عينيكَ يادعيّ -، وتقديمِهِ إلى الرأي العام في صورته الحقيقية التي عبرت عنها الرسوم المنشورة " [ من مقال فهمي هويدي في الشرق الأوسط 18/12/1426 ] .

أحد هذه الرسومُ – وقد رأيتُها بنفسي - يظهرُ فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه عمامةٌ ملفوفةٌ حول قنبلةٍ مشتعلة الفتيل !!

والآخرُ صُوّر فيها النبيّ صلى الله عليه وسلم رجلاً بربرياً يحمل خنجراً ضخماً ووراءه امرأتان تلفعتا بالسوادِ في إشارةٍ بذيئةٍ لساديّةٍ مقيتةٍ !!

ويظهرُ صلى الله عليه وسلم في الرسمِ الثالثِ راعياً بليداً وراءه غنمةٌ واحدةٌ لا يحسن تدبير أمرها !!

وحين قدّم المسلمون في الدانمارك مواطنين ومقيمين ودبلوماسيين احتجاجاً إلى رئيس الوزراء "رفض مقابلتهم بدوره، وأبلغهم من مكتبه بأن الأمر يتعلق بحرية التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة ! وقيل لهم إن بوسعهم اللجوء إلى القضاء إذا أرادوا!!" [ مقالة هويدي ] .

كتب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي خطابات عديدة لحكومة الدانمارك وللاتحاد الأوروبي ، وكان الجوابُ ولا سيما من الجانب الدانماركي أن " قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدنماركية!!! الأمر الذي اعتبر رفضاً لاتخاذ موقف إزاء الحملة" .

أسفر اجتماع القمةِ الأخيرِ في مكةَ عن توصيةٍ تشير إلى " القلق إزاء الحملات الإعلامية المسيئة إلى الإسلام ونبي المسلمين" ، وقررت منظمة المؤتمر الإسلامي " إعلان مقاطعتها لمشروع دنماركي، يتمثل في إقامة معرض كبير تحت عنوان ( انطباعات عن الشرق الأوسط ) .

تحركت وفود شعبية من الدانمارك وطافت بلدان العالم الإسلاميّ ، أصدر الأزهر وغيره من المؤسسات الإسلامية الكبرى بيانات ( تدين ) ما حدث .

وفي النهايةِ كان غايةُ ما تفضل به رئيس الحكومة الدانماركية أن أشار في كلام مقتضب إلى أن حكومته تدين أيّ تصرف يسيء إلى مشاعر جماعة من الناس !! [ سياق الأحداث مستفادٌ من مقالة أ.هويدي ] .

وهكذا بكل استخفاف ظنّ حضرتُهُ أن الموضوعَ قد سُوِّيَ !!

وأنّ الجرح الغائر الذي فتقته مجلةُ ( جيلاندز بوستن ) ،ونكأته مجلة ( ماغازينت ) قد شُفي !!

ونسي أو تناسى أن هذه الرسومات ما هي إلا جزء من ( الحملة الدانماركية ) ضد الإسلام ، " بدءاً من تصريحِ الملكةِ بأن الإسلام يمثل تهديداً على المستويين العالمي والمحلي وحثها حكومتها على (عدم إظهار التسامح تجاه الأقلية المسلمة)، وانتهاءً وبالحملة العامة في الصحف ومحطة التلفاز الرسمية التي أعلنت الحرب ضد الإسلام والمسلمين ، ومروراً بمواقع الإنترنت التي يطلقها دانمركيون أفراداً ومؤسساتٍ خاصةً تحذر من السائقين المسلمين لأنهم (إرهابيون وقتلة) ! و بقول نائب دانماركيّ : إن الإسلام منذ بداياته كان عبارة عن شبكة إرهابية!! .

 بأبي أنت وأمي يارسول الله .. يا أشرف الخلائقِ ..

ما أهونَ من ينالُ منك وما أشرفكَ أنتَ ..

أتهجوه ولست له بكفءٍ ؟

فشرُّكما لخيركما الفداءُ

يامن هو أولى بنا منّا ..

( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) [ الأحزاب : 6 ]

يامن جعلك الله خاتم النبيين ..

( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ولَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) [ الأحزاب : 40 ]

يامن جعلك الله أسوة للعالمين ..

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )[ الأحزاب : 21 ]

يا من بعثك ربك رحمةً للبشرِ أجمعين ..

( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ ويَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأَغْلالَ الَتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ ونَصَرُوهُ واتَّبَعُوا النُّورَ الَذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ )[ الأعراف : 157 ] .

يامن توعّد اللهُ من آذاك بالعذاب الأليم ..

( والَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ التوبة : 61 ]

يامن أُمِرْنا بتقديم حبّه على كل محبوبٍ ..

( قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ ) [ التوبة : 24 ] ..

( ثلاثٌ من كن فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) [ الشيخان ]

ألم تقل لنا يا أحبَّ الناسِ :

( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) .

ألم تقل :

( أحبّوا الله لما يَغذوكم من نعمه ، وأحبوني لحبّ الله إياي ) [ الترمذي ، وقال : حسن غريب ] .

صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهدى ..

يانوراً أشرقَ ذاتَ مساءْ !

يانبعاً باغت عطشَ الصحراءِ ..

فأيقظها خفقُ حياةٍ أنطقَ صمتَ الأحشاءْ !

يا أملاً كحّل عين الفجرِ فرأرأ مبهوراً

يبصرُ كيف الليلُ يجرُّ ثيابَ الخزيِ يفرُّ بلا إبطاءْ !

يا أحمدُ ..

يا خفقةَ روحٍ في زمنٍ نسيَ الإنسانُ به معنى الإنسانْ !

يا نفحةَ عطرٍ ..

تحملُ طُهرَ الوحيِ إلى كل مكانْ !

" يا أكرم نورٍ

كل النور تألق منه وجاب الكون على كفيه

يا أكرم نورٍ

خف إليه الروحُ القدسُ وكبر شوقاً بين يديه

يا أكرم نورٍ

شرب الكون رحيق العزة لما سار على شطّيه

رفض الظلمَ

وأوقد ناراً لا تتحرك من جنبيه

رفض صلاة الأوابين لغير الله

رفض خشوع الكذابين بغير شفاه

رفض خفوت المغلوبين

رفض سكوت المسلوبين

ومضى يسحق كل ظلام عبر الكونَ ومرَّ عليه"

[ ديوان محمود حسن اسماعيل 4/4910 ]

" صلى عليك الله ما صحب الدجى

حادٍ وحنّت في الفلا وجناءُ

بك بشر الله السماء فزينت

وتضوعت مسكاً بك الغبراءُ

المصلحون أصابعٌ جمعت يداً هي أنت

بل أنت اليد البيضاءُ "

صلى عليك الله يارسول الله ..

أنت من جئت لتخرج الناس من الظلمات إلى النورِ (( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد )) [ إبراهيم : 1 ]

أنت من بعثك الله شهيداً على أمةٍ هي شاهدةٌ على العالمِ كلِّهِ (( وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) [ البقرة : 143 ]

أنت من شهد لك مولاك بالصدقِ والأمانة والرشاد (( ما ضل صاحبكم وما غوى ، وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى )) [ النجم 2ـ 4 ] .

أنت من أُخبرت بك الرسل والأنبياءُ وأخذ عليهم الميثاق بتصديقِهِ (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنّه )) [ آل عمران 81 ]

أنت من أرسلك الله للبشر أجمعين .. بل للثقلين الجن والإنس ما صلحت بهم الحياةُ ، وامتدّ بهم البقاء على هذه الأرض (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) [ سبأ : 28 ] ، (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) [ الأعراف : 158 ] .

أنت من كان يذوبُ حسرةً على كفر الكافرين ، ويتألم لإعراضهم وهم لا يشعرون (( فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )) [ الكهف : 6 ] . (( لعلك باخعٌ نفسك ألا يكونوا مؤمنين )) [ الشعراء : 3 ] .

اللهم صل وسلم على نبيك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين .

هذا هو نبينا نحبُّهُ كأنفسِنا .. بل فوق أنفسنا .. فقد جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن هشامٍ قال عمر : يارسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي . فقال : ( لا ، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ) ، فقال عمر : فأنت الآن والله أحبّ إليّ من نفسي ! فقال : ( الآن يا عمر  ) .

هذا هو نبيّنا الذي تطاول عليه الأرذلونَ جهلاً أو حماقةً أو صلفاً ..

إنّهم أسلافُ من قبلهم .. أسلافُ الذين قال الله عنهم : (( وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن كافرون )) [ الأنبياء : 36 ] . وقال عنهم : (( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا ، إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا )) [ الفرقان : 41 ، 42 ] .

وسبحان الله .. ما أصدق هذا التعبير وأدله على ما نحن فيه الآن : (( إن يتخذونك إلا هزوا )) .

أيها السادةُ ...

أنا أعلمُ أن الغيظ الآن يغلي في قلوبكم كما يغلي في قلبي !!

وأعلمُ أنّ شعوراً حارقاً يجري في أوردتكم كما يجري في أوردتي !!

وأعلمُ كذلك مقدار الوجعِ الذي ينطوي عليه كل قلبِ صادقٍ منكم !!

أعلمُ ذلك لأنني أعلمُ مكانةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قلوبكم ..

لكنني سأطلبُ منكم ـ مكرهاً ـ أن تضعوا هذه المشاعر كلها في ثلاجةٍ لبعضِ الوقتِ ، لبعضِ الوقتِ فقط !!

واعذروني على هذا الطلبِ المجنونِ فقد بدأت الحديثَ ذاهلاً .. وسأبقى فيما يبدو ذاهلاً !!

لكنني أريدُ أن نفيقَ قليلاً من هولِ الصدمةِ ـ وما أهولها ـ لندرسَ بعض آثارِها ، ونقتبسَ بعضَ عبرها .

هل سمعتُمْ من قبلُ عن قانون ( معاداة السامية ) ؟

إنه القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي قبل انتخابه الثاني عام 2004م بضغطٍ من اللوبي اليهوديّ ، ويقضي بوجوب منعِ كل نشاطٍ معادٍ للساميّةِ ، والسامية هنا : اليهودُ أو الصهيونية أو إسرائيل !! بموجبِ هذا القانون تصبحُ الدولُ كلها ملزمةً برصدِ أي نشاطٍ تشمّ منه رائحة المعاداة للسامية ومن ثمّ تقديم صاحبِهِ ( للعدالةِ ) لينال جزاءه ! وسيكونُ من معايير الولايات المتحدة في تعاملها مع دول العالم مدى التزامها بهذا القانون الغريب !! وبالمختصر المفيد تتحول أمريكا بموجب هذا القانون إلى شرطي عالميّ لإسرائيل !

وأقرأ عليكم هذا النصّ من تقرير معاداة السامية المنشور في الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية[بقليل من التصرف في عبارة الترجمة] : " اللاسامية هي : بُغض اليهود- كأفراد أوكمجموعة- بشكل يمكن عزوه إلى (بغض) الديانة اليهودية أو الإثنية اليهودية ... فتصوير إسرائيل على أنها شبه شيطان والحط من قدر الزعماء الإسرائيليين وتشويه سمعتهم، أحياناً من خلال مقارنتهم بالزعماء النازيين، ومن خلال استخدام الرموز النازية لتصويرهم بشكل كاريكاتوري، يشير إلى وجود تعصب ضد السامية لا إلى انتقاد صحيح مشروع لسياسة تتعلق بقضية مثيرة للجدل "

http://jerusalem.usconsulate.gov/jerusalem-r/anti_semitism.html

هل فغرتم أفواهكم عجباً ؟!!

افغروها زيادةً وأنتم تقرؤون الفقرة التالية من التقرير عن معاداة السامية في المملكة بلدِ الحرمينِ الشريفين :

" كانت هناك حوادث متكررة قام فيها الخطباء في الجوامع، الذين تدفع الحكومة مرتباتهم، باستخدام عبارات شديدة المعاداة لليهود في خطبهم. وفي حين أن وتيرة تكرر هذه التعابير تقلصت منذ هجمات أيار/مايو، 2003، في الرياض، إلا أنه استمر وقوع حوادث ابتهل فيها خطباء الجوامع من أجل موتِ اليهود، بما في ذلك الجامع الكبير في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة " .

http://jerusalem.usconsulate.gov/jerusalem-r/anti_semitism.html

حسناً أعلمُ يقيناً هذا القانون سارٍ تماماً في الدانمارك والنرويجِ وفي أوروبا كلها .. دون أن يكون في تطبيقه تأثير على " حرية التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة " كما قال رئيس الوزراء الدانماركي جواباً على احتجاجات المحتجين على الإساءةِ لنبيّنا صلى الله عليه وسلم !!

مزيداً من الدهشةِ أيها السادة ..

أعودُ بكم إلى الوراء ، إلى أكثر من ستين سنةً مضت .. حين حاول مؤرخٌ وصحفيٌّ حاولا بكل حياديةٍ مهنية وأدبٍ خطابيّ أن يقدما للعالم الدليل الواضح على بطلانِ خرافة المحرقة النازية لليهودِ .. ما الذي حصل لهما ؟ أما الأول فقد اختفى كتابه واختفى هو كلياً من الحياة العامةِ ودفنه النسيان حياً !! وأما الآخرُ فقد جُرَّ جراً وضُرب ضرباً مبرحاً وهو يتناول إفطاره في أحدِ المطاعم الشهيرة في لندن . [ مقدمة هيكل لكتاب روجيه جارودي : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ص : 7 ، 8 ] .

وأوشكَ حزبٌ كاملٌ أن يخرج من الحياة السياسية الألمانية لأنّه قبل في عضويتِهِ رجلاً قال : "إن الأساليب التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تشبه الأساليب النازية‏" أما رئيس الحزبِ المسكينِ فقد خسر كل فرصةٍ له في تولي منصبٍ وزاريٍّ حتى لو فاز حزبُهُ .

ويكتبُ جارودي المفكر الفرنسي المسلم المشهورُ في صدرِ كتابه عن أساطير إسرائيل : " بعد ما يربو على نصف قرن صدرت خلاله مؤلفاتي عن كبريات دور النشر الفرنسية أجدني مضطرا اليوم لأن أصدر هذا الكتاب على نفقتي لأنني أقدمت على انتهاك حرمة أحد المقدسات : ألا وهو انتقاد السياسة الإسرائيلية " [ ص : 13 ] .

وبعد هذا كله لن تتعجب إذا علمتَ أن أشدَّ الأوروبيين عداوةً لطغيانِ إسرائيلَ وفي أكثر الدول الغربية ديمقراطية يُضطرُّ لأن يلامس بشفتيه أذنَ صاحبِهِ إذا أراد أن يبوح ببعض أفكارِهِ !!

هكذا إذنْ أفلح اليهودُ في جعل رموزهم ومقدّساتهم وحتى أساطيرهم تحت حمايةٍ عالميّةٍ رهيبةٍ لا يجرؤ أحد على مسّها إلا بعد تفكير طويل .. طويلٍ جداً .

سامحوني إذا أثقلت عليكم بالأسماء الأعجميةِ والحكايات وخرجت بكم عن نفس الخطبة المعتاد .. فأنا فعلاً أكادُ أجنُّ من هذه الهيبةِ التي فرضها اليهودُ لهم ولكل ما يتعلق بهم ، على حين أننا اليوم نئن من الطعنِ في أشرفِ البشرِ أجمعينَ ولا يكادُ يستمع إلينا أحدٌ !!

لذلك قلت لكم : لنضع مشاعرنا بعض الوقت في ثلاجةٍ في محاولةٍ للفهمِ .

إنَّ ما يزدادُ عندي رسوخاً على مرّ الأيامِ أنَّ ( القوةَ ) هي التي صنعتْ لليهودِ كل هذا . القوةُ أيها السادة .

وحتى لا يطير بها فرِحٌ عجلانُ يبغي الوقعيةَ ، أو متهيّجٌ متميّزٌ غيظاً يبغي الإذن بالفتكِ أبين أن مقصودي بالقوةِ هنا ( القوةَ الشاملةَ ) .. الحضورَ العالمي الفاعل .. صناعةَ الحياةِ .

دائماً نتهمُ أمريكا بأنها تقف مع اليهودِ .. لكننا لم نسأل أنفسنا قطُّ كيف استطاع اليهودُ أن يجعلوا أمريكا تقف معهم ؟

كيف حولوا هذا الوحش الجبارَ ليكون أداة طيعةً في أيديهم ؟

هنا سر اللُّعبة اليهوديةِ التي أُديرتْ بنجاحٍ وكفاءةٍ .

استطاعَ اليهودُ أن يمسكوا بزمامِ التجارةِ والصناعةِ والإعلامِ والسياسةِ فصنعوا ما صنعوا . ولو ذهبتُ أحدثكم هنا عن نفوذ اليهودِ في هذه المجالات وما يمتلكونه لأمسى المساءُ وما انتهينا . لقد خرج اليهودُ بعد الحرب العالميةِ محطّمين منبوذين مكسورين ولكنهم واجهوا واقعهم ، تحملوا ، صبروا ، تشتتوا ، تمرّسوا .. فصنعوا ما صنعوا .

أجل بصرك الآن في الواقع الحضاري للأمةِ ماذا ترى ؟

كيف نريدُ لأمّةٍ لا تمسكُ بأي مفصل من مفاصل الحضارةِ أن تفرض احترامها على الآخرين ؟

صدقوني .. حتى الجهادُ وحده لن يحلَّ المشكلةَ ..

أن يتناثر شهداؤنا في كل أرضٍ بعد إثخانٍ في العدوِّ لا يعني أننا ربحنا كل شيءٍ .. وإن كنّا ربحنا أشياءً .

إننا نخوضُ مع عدونا معركة الحياةِ تماماً كما نخوض معه معركةَ الموتِ ! وحينما يتناسقُ نغمُ صناعِ الموتِ الكريم مع نغم صناعِ الحياةِ الكريمةِ نستطيعُ أن نقولَ : لا ، فيلتفت العالمُ مضطراً باحثاً عن سبيلٍ لإرضائنا !

هذا أولُ درسٍ عميقٍ يجبُ أن نتعلّمه مما جرى .

وبنهايتِهِ يتوجّبُ عليَّ أن أقفَ فقد امتدَّ بي الحديثُ ...  

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

ـ الحمدلةُ .

أيها الأحبةُ .. ر غمَ كل ما أسلفتُ إلا أنني أبشركم ببشارةٍ ربانيّةٍ كريمة .. هي قوله تعالى : ( إنَّ شانئك هو الأبتر ) . قال ابن كثير : أي إن مبغضك يامحمد ، ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هو الأقل الأذل المنقطع [ 4/563 ] .. إنها شهادةُ حمايةٍ ربانيةٍ ، وانتقام من الله لكل من آذى نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد.
ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا :حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتحِ إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " اهـ .

وقد شاهدنا أثر هذه الحمايةِ الربانيةِ في السيرة النبوية ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا ترونَ كيف يَصْرِفُ الله عنِّي شَتْمَ قريشٍ ولعنَهم، يشتمون مُذَمَّمَاً، ويلعنون مُذَمَّمَاً، وأنا مُحَمَّدٌ!). فنَزَّه الله اسمَه ونَعْتَه عن الأذى، وصرف ذلك إلى من هو مُذَمَّم، وإن كان المؤذِي إنما قصد عينه". ومن شاهد الرسوم المقصودةَ أدرك أنها لا تمتُّ لنبيّنا صلى الله عليه وسلم بشيء لا شكلاً ولا سمتاً ولا هيئةً ولا رمزاً . فكان ذلك كشتم المشركين لمذمَّمٍ ، أذىً أصابَ غير المراد !!

أيها الأحبةُ ...

لستُ متوجّهاً هنا إلى التفصيل في بيانِ عظمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلمَ ، وانتفاءِ تلك التهم الحقيرةِ عنه لأنني أخاطب مسلمين يعرفون قدر نبيّهم صلى الله عليه وسلم ويدركون جوانبَ عظمتِهِ وإنسانيّتِهِ .. ويفهمون جيداً مقدار ما أحدثه عليه الصلاة والسلام في حياة البشرية من تغييرٍ ..

ولكنني أتساءلُ .. إلى أي مدى أفلحنا في نقل هذه الصورةِ العظيمة لنبيّنا صلى الله عليه وسلم إلى العالم ؟

إنني – رغم كل ما أسلفتُ – أومنُ أن البشرَ لا يكونون شيئاً واحداً ، وأن هذا المزيج البشريّ المعقّد في الدانمارك وغيرها من دول العالم لا يمكنُ أن يكون كلُّه مطبقاً على تعمد الإساءة ( يخرجُ الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ).. لا شكّ أن هناك عقولاً مضللة تحتاج فقط إلى من يبصّرُها .. وقد قال سبحانه : (( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) [ سبأ : 28 ]

ومشكلتنا أننا لم نكن في كثير من الأحيانِ سفراءَ خير لديننا ونبيّنا .. حملنا صورةً مشوهةً عبر مسلكين متباينين مسلك الشهوانيين الذين لا يرى منهم الآخرُ إلا العربدةَ والفجور والكذب والغش والخداع .. ومسلك المغالين الذي لا يرى منهم الآخرُ إلا التفجير والتدمير والترويع أو على أقل تقدير العبوس المطلقَ والفظاظةَ !!

وبين هذين خسرنا قلوباً كان يمكنُ أن تكون مسلمةً .. أو على الأقل نصيرةً للإسلامِ .

فهل نجدد هنا النظر بشيء من التأمل لقوله تعالى : (( ولا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [ الأنعام : 108 ] ؟

أرجو ألا يسردَ لي أحدٌ قائمةً طويلةً بجرائم الآخر .. فنحن نعلمُها جميعاً لكننا نبحثُ هنا عما يجب أن نفعله نحن لا عما يجبُ أن يفعله غيرنا .

وما دمنا في سياق الواجب الذاتي فلنختم حديثنا بتركيز معانيه ؟

ما واجبك أيها المسلم ؟

أولا : التحرق والتألمُ لما أصاب نبيّك صلى الله عليه وسلم من عدوانٍ مقيتٍ . فإنه لا خير في قلبٍ لا يتألم لنبيه صلى الله عليه وسلم .

ثانيا : الدعاءُ على الظالمين المعتدينَ .

ثالثا : الإسهامُ في تحريك القضيةِ بكتابةٍ في صحيفة أو موقعٍ ، أو بنشر رسالة جوالٍ ، أو بإلقاءِ كلمةٍ في جامعٍ أو مجلسٍ خاص أو عام ، أو على الأقل بتحديث أولادكَ بما فعله أولئك المجرمونَ .

رابعاً : استغلال الفرصةِ لتربيةِ الأبناء والتلاميذ بل والمجتمع على حب النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وتذكرِ كيفية حب الصحابة له وافتدائهم إياه بأرواحهم رضي الله عنه .

خامساً : المقاطعةُ .. ببساطةٍ شديدةٍ اترك كل شيء يسعك تركُهُ مما أنتج في ذينك البلدينِ .. حتى يعتذرا .. ولك سندٌ شرعيٌّ من فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثمّ سندٌ سياسيٌّ من فعل منظمة المؤتمر الإسلاميّ .. لن أسمي شيئاً من المنتجاتِ خشية الخطأ .. ولكن بلد المنشأ لكل منتجٍ معروفٌ .. احتسب ما وسعك والله يأجرك .

سادساً : الاجتهادُ في مراسلةِ الخارجية الدانماركية والنرويجية، والجهات المسؤولة في الاتحاد الأوروبي ، وكذا الصحافة الدانماركية والنرويجية . وستجدُ عبر الشبكة العنكبوتية طرقاً عديدةً لذلك بعضها لا يكلفك أكثر من ضغطة زر .

وسامحوني على الإطالة .. لكن أقلُّ ما نفعلُهُ دفاعاً عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن نتكلم ونسمعَ .. وأملي ألا يكون هذا نهاية المطافِ .

خطبة جمعة بمسجد محمد الفاتح
أعدها
أبو البراء عادل باناعمة
20/12/1426هـ

1
3379
تعليقات (0)