مقاطعة الشعوب

فائق منيف

شعر\ فائق منيف

صمَتَ الكلامُ وثارت الأفكارُ

وتزاحمت في الخاطرِ الأشعارُ

ما كان ينقصُ دولةٌ مغمورةٌ

حتى تنوءَ بجرمِها الأبقارُ

كان الهدوءُ ينامُ في أحضانها

فغدا يدمّر صرحَها الإعصار

قد كان يسقط - دون سهوٍٍ- اسمُها

فغدت تردّد حمقَها الأخبار

سخرت صحافتُها وكابر أهلُها

وتطاولوا في جرمِهم فانهاروا

شركاتهم صارت بدون عمالةٍ

وحسابهم خاناتهُ أصفار

قد أضرموا ناراً جوار حصادِهم

فأتت على قوتِ الغباءِ النار

أمنوا مقاطعةَ الشعوبِ وما دروا

أنّ الشعوبَ تجوعُ حينَ تثار

هي ثورةٌ شعبيةٌ سلميةٌ

لا الشجبُ يطفِئُها ولا الأعذار

هذا جواب الشعبِ رغم هوانِه

وغداً يجيبُ الواحدُ القهار

هذا انتقام المسلمين مخفَّـفٌ

أما انتقامُ الله فهو دمارُ

بأبي وأمي يا رسول الله إن

جارت بلادٌ أو طغتْ أمصار

وحّدت أمّتَنا .. جمعْت صفوفَنا

أيقظتنا فانزاح عنَّا العار

وتلاحمت أطرافُنا وتلملمتْ

وتكاتف الفجّارُ والأخيار

وتنافس الآلافُ في درب الهدى

وتسابقَ الفقراءُ والتجار

والكل أظهر حبَّه وولاءَه

فأفاق فينا النصرُ والأنصار

هبّوا كآسادٍ تُفكُّ قيودُها

فتلعثم الرهبان والأحبار

ما كان أجدرهم بصمتٍ مطبقٍ

حتى تغطّي العاهةَ الأستار

إن كان في سبِّ الرسولِ تحضّرٌ

فلتفتخرْ بقريشِها الكفار

حرية التعبيرِ ليست دميةً

يلهو بها الأوغادُ والأشرار

فليشتموا شمطائَهم ويهودَهم

علناً ؛ لنعلم أنهم أحرار

جبناءُ عند الغيرِ لكن عندنا

العارفون القادةُ الأطهار

يا دولة الأبقار سوف يقودكم

نحو الهلاكِ دجاجةٌ وحمار

وحضارة الفوضى ستقتل نفسها

حقداً ، وتذكر جورَها الآثار

ما طال ليلٌ واستبدّ ظلامه

إلا تلاه الصبحُ والأنوار

1
3371
تعليقات (0)