خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـــ والموقف من الصحافة الدنمركية والنرويجية

-

الخطبة الأولى :

الحمد لله النصير الهاد ، الذي ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل المرسلين وأكرم العباد.. أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومن تبعهم إلى يوم التناد .

أما بعد: عباد الله ، اتقوا الله تعالى حقّ التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى،...قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) واعلموا أيها المسلمون أن الله تعالى هدانا بنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الضلالة ، وأخرجنا به من الظلمات إلى النور ، وأنار عقولنا بنور رسالته ، وكان من ربه بالمنزلة العليا التي تقاصرت العقول عن معرفتها والألسنة عن نعتها.

أيها المسلمون : إن لكل حادث حديثاً ، ولكل مقامٍ مقالاً ، ومقام اليوم مقامات كثيرة ، وأحداث اليوم أحداث عظيمة ، ولكن من أجلِّها خطباً علينا نحن المسلمين وأعظمها أثراً ، ماجُّدد به من النيل من رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ في بعض صحف ( الدنمارك ) و( النرويج ) في غضون الأشهر الماضية والمجاهرة بذلك ، والسخرية والاستهزاء ، و التنقص والتندر ، وجعله مصدر العنف والإرهاب في العالم . اتباعاً لما بدأه أسلافهم الأوائل من الكفار والمشركين أنه ( ساحر ) و ( مجنون ) و( كاهن ) و( كذاب ) و( صاحب نوايا خفية)... واتباعاً لما قاله المنافقون الأوائل من السخرية والاستهزاء بوصفه بالجبن والخور ، وابتغاء الدنيا . وكبر البطون ، والكذب والبهتان ونحو ذلك من الأوصاف القبيحة ، والسمات المشينة ، وهذا ديدنهم ، وطريقتهم على مـر التاريخ .

أيها المسلمون : هل نحن بحاجة إلى أن نتعرف على رسولنا وحبيبنا وقدوتنا وأسوتنا محمد عليه الصلاة والسلام ؟ بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .. وهل نحن بحاجة إلى تذكر صفاته وأخلاقه ؟ وسماته وخصائصه ؟

نـعـم ... نحن بحاجةٍ إلى هذا كله ... بحاجةٍ إلى تربية أنفسنا وأسرنا وأبناءنا وطلابنا وطالباتنا على حب محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى إتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم.

إن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لا تحصى فضائله ، ولا تعد مناقبه ... إنه منة الله على هذه الأمة ( لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم ..) امتدحه ربه ورفع منزلته فهو أول من تنشق عنه الأرض ,وأول من يدخل الجنة ,.. واختصه الله على إخوانه المرسلين بخصائص تفوق التعداد فله الوسيلة في الآخرة ، والفضيلة، والمقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون والآخرون , ولواء الحمد الذي تحته كل حمَّاد . وهو صاحب الكوثر في الجنة ،والحوض المورود في الموقف... وهـو صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة ، بل إنه آثر أهل الموقف على نفسه ، إذ جعل الله لكل نبي دعوة مستجابة ، فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا ، وادخـر هو صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعةً لأمته .بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .

ومن خصائصه أنه الرسول الخاتم والنبي الأعظم ، ومحل الاقتداء من سائر الناس حتى من الأنبياء والمرسلين ، فقد أخذ الله عز وجل الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عهده وبعث أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم . وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بُعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم . قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران : 81]) فكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ بحقٍ سيد ولد آدم ولا فخر .

ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أُرسل إلى الثقلين عامة، بينما يرسل كل نبي إلى قومه خاصة ، و معجزة كل نبي تصرمت وانقرضت ، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم باقية إلى يوم الدين. وخص الله تعالى كتاب نبينا بالبقاء وتكفل بحفظه ، وجعل القرآن مشتملاً على ما اشتمل عليه التوراة والإنجيل والزبور ومهيمناً عليهم ، وفضل عنهم بالمفصل.بينما لم يتكفل بحفظ الكتب السماوية السابقة.

رسولنا صلى الله عليه وسلم أرسله الله تعالى ( رحمة ً للعالمين ) بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ، فأمهل عصاة أمته ولم يعاجلهم إبقاءً عليهم ، بخلاف من تقدمه من الأنبياء فإنهم لما كُذبوا عُوجل مكذبهم.

أيها المسلمون : رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أعلا الناس خلقاً ، شهد الله له بذلك ( وإنك لعلى خلق عظيم ) / أعلاهم في حلمه وعفوه وصفحه وصبره وشكره ولينه في الله ، وأنه لم يغضب لنفسه ، وأنه جاء بإتمام مكارم الأخلاق ، وما نقل من خشوعه وخضوعه وتبتله وتواضعه في مأكله ، وملبسة ، ومشربه ، ومسكنه وجميل عشرته ، وكريم خليقته ، وحسن سجيته ، ونصحه لأمته وحرصه على إيمان عشيرته ، وقيامه بأعباء رسالته في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمته ، وما لقيه من أذى قومه وغيرهم في وطنه وغربته ... فأكثر من أن تحويها خطبةٌ أو خطب .. فضلاً عن أن يجمعها كتاب أو كتب .. فأي عبارة تحيط ببعض نواحي تلك العظمة النبوية، وأي كلمة تتسع لأقطار هذه العظمة التي شملت كل قطر، وأحاطت بكل عصر، وكُتب لها الخلود أبد الدهر، وأي خطبة تكشف لك عن أسرارها. بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام

أيها المسلمون :

إن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيع برفعة الله له , لن ينال الشانئ منه شيئاً .. قال تعالى في سورة الانشراح :( ورفعنا لك ذكرك ) قال مجاهد: لا يُذكر الله إلا ذُكِرَ معه , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله . نعم لقد رفع الله ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم فلا يُذْكرُ الله إلا ذكر معه كما في الأذان والتشهد والخطب والمجامع والأعياد، رغم أنوف الحاقدين والجاحدين ، والكافرين والمنافقين .

والله تعالى قد تولى الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ), وأعلن عصمته له من الناس ( والله يعصمك من الناس ) وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين ( إنا كفيناك المستهزئين ) على مدار التاريخ من قريش إلى يوم القيامة.

قال الإمام الشنقيطي رحمه الله: [ وذكر – الله – في مواضع أخرى أنه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب ( فسيكفيكهم الله ..) وقال ( أليس الله بكافٍ عبده ) ]. وقال ابن سعدي رحمه الله: [ وقد فعل تعالى , فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة .] ... بل هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر ملك الروم لما استقبله بالاحترام ،وأكرم رسولَ رسولِ الله ، ثبَّت الله ملكُه ، واستمر في الأجيال اللاحقة ، وأما كِسرى فمزَّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستهزأ برسول الله ، وسخر من حامله إليه ,فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يمزق الله ملكه, فقتله الله بعد قليل على يد ابنه ، ومزَّق مُلكَه كلَّ مُمَزَّق ، ولم يبق للأكاسرة ملكٌ من بعده.

وخلاصة القول : أن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه لا تكاد تحصى كثرةً أو فهماً وفقها ،...

إنها العَظَمة الماثلة في كل قلب، المستقرة في كل نفس، يستشعرها القريب والبعيد، ويعترف بها العدو والصديق، وتهتف بها أعواد المنابر، وتهتز لها ذوائب المنائر.

ألم تر أن الله خلَّد ذكـرهُ إذ قال في الخمسِ المؤذنُ: أشـــــهدُ

وشقّ له من اسمه ليجلَّه فذو العرش محمود وهذا محمـدُ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه البديع ( الصارم المسلول على من سب الرسول ) : (تقاصرت العقول والألسنة عن معرفة خصائصه وفضائله ، وصارت غايتها من ذلك بعد التناهي في العلم والبيان ... الرجوعُ إلى عيها وصمتها )

قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...بسم الله الرحمن الرحيم ... (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 128])) عزيز عليه ما عنتم : أي يشق عليه ما يشق عليكم ، ( حريص عليكم ) ، أي حريص على إيمانكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم .

أيها المسلمون : هذه إشارات اقتضاها الموقف عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وإلماحات عن شخصية الحبيب صلى الله ... لنعيها ونتذكرها ، ونتعلمها ونعمل بمقتضاها ... ولنتأسي ونهتدي بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب .. فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم ...

الخطبة الثانية :

الحمد لله ذي الطول والإنعام والفضلِ والإحسان، أنعم علينا ببعثة سيِّد الأنام، وجعلنا من أهل الإسلام، أحمده سبحانه وأشكره ، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، هدانا الله به من الضلالة، وبصّرنا به من العمى، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمّة، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيّها المسلمون، إن من أعظم ما يفتخر به المسلم إيمانه ومحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..ومن المتقرِّر أنَّ رسولَ الله محمّدًا خاتم الأنبياءِ وأفضلُ الرسل وأزكَى البشر، وأنَّ حرمتَه أعظم الحرمات، وأنَّ محبّتَه دينٌ وانتقاصَه كفر، ومن تعرّض له بسوءٍ استحق الوعيد الشديد في الدنيا والآخـرة، إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا [الأحزاب:57]. ومِن أعظم الأذَى الاستهزاءُ به والسّخرِيّة منه وتنقُّصُه بأيِّ أسلوبٍ وأيّ طريقَة.أو تنقص شريعته وهديه ، أو السخرية بما جاء به عليه الصلاة والسلام .

أيها المسلمون :

إن سبِّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس حدثا عابرا قامت به صحيفة سيئة الأخلاق نفثت به عن حقدها في عدد من أعدادها ، وليس هو همُّ حفنةٍ من أراذل الكفار مُلئت قلوبهم غيظا وحنقا على شخص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقاموا يمثلون ويرسمون فيسخرون .بل لو كان الأمر كذلك لكان مما يسعه الصدر ـ على عظمه ـ إذ أن مجاراة السفهاء أمر يترفع عنه العقلاء ... وهـو صلى الله عليه وسلم ،( سماء شاهقة )، ولا يضيره عليه الصلاة والسلام ــ كما قال أحد المفكرين ـــ لو تحولت أوروبا كلها إلى ( زبالين ) ، وحاولت أن تثير حوله ( الغبار) .فإن الغبار سيعود إلى حلوق الزبالين ، ولن يضر السحاب ، نبح الكلاب ..!! ولكن ... الأمر أعمق من هذا كله .. وما تخفي صدورهـم أكبر !!

أيها المسلمون : حقيق على كل مؤمن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويغار لدينه أن ينتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يقدم جهده للذب عنه صلى الله عليه وسلم ...والواجب من كل مسلم غيور واجبٌ عظيم ، يؤكده قوله عليه الصلاة والسلام (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) متفق عليه .

إن من أهـم واجبات تلك النصرة أن يتمثل الفرد المسلم في نفسه ومن يعول بمقتضيات الإيمان بشهادة أن محمدا رسول الله .. بتعميق تصديقه صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به، و طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه ، والرضى بحكمه ، والتسليم له التسليم الكامل ، والانقياد لسنته والاقتداء بها ، ونبذ ما سواها ، ومحبته صلى الله عليه وسلم فوق كل محبة ، حتى محبة الوالد والولد والنفس ،مما يترتب عليه تعظيمه ، وإجلاله ، وتوقيره ، ونصرته ، والدفاع عنه ، والتقيد بما جاء عنه .

أيها المسلمون : ليعلم كل مسلم ومسلمة أن سمعة الإسلام وسمعة النبي صلى الله عليه وسلم مسئولية كل أحد ، ذكوراً وإناثاً ، فينبغي على كل أحد أن يكون سفير خير ومنبر هدى في بيان حقيقة دين الإسلام ، وحقيقة دعوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .وأن يحث كل مسلم نفسه ومن يعول على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ونصرة الإسلام من خلال دراسة السيرة النبوية والتعايش معها والسير على خطى الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..

وإذا كان المسئولون في تلك الدولة أو الصحيفة غير مبالين بدعوات السلام وصيحات النكير التي وجهت إليهم ، مكتفين باعتذار خجول متأخر لا يشفي ولا يفي ... ، فإن من المفيد المجرب أن يتوجه الناس للمقاطعة الاقتصادية ، وذلك بمقاطعة كل سلعة منشأها الدنمارك أو النرويج، وهم يجدون بديلاً آخر ، حتى يكفوا عن هذه السخرية ويعتذروا منها علناً ، ويتعهدوا بعدم تكرارها معلنين ذلك للعالم أجمع ... شاكرين في الوقت ذاته كل من نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصةٍ بلاد المملكة العربية السعودية على ما قامت به من مقاطعة سياسية وجهود دبلوماسية تجاه هذا الحدث ، وكذا كل تاجر ورجل أعمال عرف أن المال زائل ، وأن المآثر باقية محمودة في الدنيا والآخرة.

ألا ليعزم كل مسلمٍ على أن يقوم بعمل يحرص من خلاله على إظهار عزة الإسلام وان يتم تبادل الأفكار المجدية في هذه القضية ... وإضافة أفكار جديدة والتواصي بها، وسيجد كل محب لرسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – معظِّم لجنابه مجالاً لإظهار حبه وغيرته وتعظيمه ، فهذا يأتي بفكرة، وذاك يكتب مقالة وآخر يترجم ، وآخر يرسل ، وآخر يمول في نفير عام لنصرة النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – .

أيها المسلمون :

ومن الواجبات الجماعية في قضية نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أن ندرك أنها قضية أمة وليست قضية فرد معين ، وقضية عقيدة وليست قضية جانبية، فينبغي أن تتواطأ وتتواصل الجهود الإعلامية والتربوية إضافةٍ إلى الجهود السياسية والاقتصادية وذلك واجب جميع المؤسسات الإسلامية في العالم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والذب عن دينه وعرضه الشريف ، وتعريف العالم بأن هذا الرسول رسول الإنسانية وهو رسول الرحمة والعدالة والصيانة والديانة والسلام والأمن والإيمان .

أيها المسلمون :

ونحن إذ نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نخلص النية لله ، فهذا الأمـر من أجل العبادات ففيه نحمي ديننا وعقيدتنا , ونؤكد شيئاً من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..

كذبتم وايم الله يبزى محمد ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمـــــــه حتى نصرع حولــه ونذهل عن أبنائنا والحلائل

بصّر الله الجميع بالحق ودلهم عليه، ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن...

اللهم إننا نبرأ إليك مما فعل أولائك.. ونفوض أمرنا إليك بأن تشفي صدورنا ممن آذى الله ورسوله والمؤمنين .. ويارب لا تعاقبنا بتقصيرنا في حق خليلك ورسولك محمد ، ووفقنا للإيمان به والعمل بما دلَّنا عليه ، وإلى الذود عنه وعن شريعته.وأن يجعلنا من المتبعين لسنته ، الناشرين لها ن المدافعين عنها .

وصل اللهم على نبينا محمد ،،،،،،،

1
3298
تعليقات (0)