كارين لوندباك
قال رئيس وزراء الدانمرك اليوم الأحد أن حكومته لن تتخذ أية خطوات ضد الرسوم الكاريكاتيرية الاستهزائية بالرسول محمد بعد أن أغلقت ليبيا سفارتها في كوبنهاجن وسط تنامي غضب المسلمين من هذا الأمر.
وقال أنريس فوغ راسموسين رئيس وزراء الدانمرك أن صحيفة (يلاندس-بوستن) لم تتعمد إغاظة المسلمين عندما نشرت هذه الرسومات، وذلك في إشارة إلى افتتاحية الجريدة في موقعها الإلكتروني التي نشرت باللغتين الدانمركية والعربية.
ولكن بينما كان راسموسين يحاول تهدئة غضب المسلمين، قامت ليبيا يوم الأحد بإغلاق سفارتها في الدانمرك احتجاجا على الرسومات.
وكانت المملكة العربية السعودية قد استدعت سفيرها في بداية هذا الأسبوع من الدانمرك، كما دعا الزعماء الدينيون السعوديون إلى مقاطعة المنتجات الدانمركية.
وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها أن ليبيا قررت إغلاق سفارتها في كوبنهاجن، بسبب تمادي الإعلام الدانمركي في التطاول على النبي محمد وبسبب فشل المسئولين الدانمركيين في اتخاذ أي خطوات تجاه ما حدث.
وهددت ليبيا باتخاذ إجراءات اقتصادية غير محددة ضد الدانمرك.
وقال بيتر باور، المتحدث باسم مفوض التجارة في الإتحاد الأوروبي بيتر ماندلسو، أن المفوض التقى بوزير سعودي في أحد الاجتماعات في منتجعات دافوس الجبلية السويسرية، وطلب منه نقل خطورة هذه المسألة إلى حكومته. وقال أن أي مقاطعة للمنتجات الدنماركية ستعتبر مقاطعة للمنتجات الأوروبية.
احتجاجات
إن تصوير الأنبياء والسخرية منهم يعتبر كفراً في الإسلام.
ومنذ أن قامت صحيفة (يلاندز-بوستن) بنشر تلك الرسوم في سبتمبر، والحكومة الدانمركية ظلت تردد باستمرار بأنها تدافع عن حرية التعبير.
وقال فوغ راسموسين "من المستحيل على الحكومة أن تؤثر على الإعلام. وأن الحكومة الدانمركية والشعب الدنماركي لا يتحمل مسؤولية ما ينشر في وسائل الإعلام المستقلة".
الصحيفة الدنماركية لم تقدم اعتذاراً عن نشرها لهذه الرسوم التي أثارت غضب المسلمين في جميع أنحاء المعمورة.
وفي مظاهرة احتجاجية نظمت يوم الأحد في الضفة الغربية، هدد أعضاء كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، الدنماركيين وطلبوا منهم مغادرة المنطقة فوراً. على حد قول وكالة الأنباء الدنماركية (Ritzau).
وقالت الوكالة أن المتظاهرين قاموا بإحراق العلم الدنماركي ودعوا السلطات الفلسطينية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك.
وكتب كارستين جست، رئيس تحرير الصحيفة في افتتاحيتها "نحن آسفون لبلوغ الأمر لهذا المستوى، ونكرر مرة أخرى، أننا لم نقصد الإساءة لأي أحد، ونحن، كغيرنا من أفراد المجتمع الدنماركي نحترم حرية التدين".
وكان فوغ راسموسين يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي قال أنه راض عن التوضيح الذي نشرته الصحيفة وعن موقف الحكومة الدنماركية.
وقال كرزاي "لقد شرح رئيس الوزراء فوغ راسموسين موقف الدنمارك من تلك الرسومات، وأنا كمسلم أجد نفسي راضياً عن ذلك".
وتتمتع الحكومة الدنماركية بدعم شعبي كبير على موقفها من هذه الرسومات. فقد أشار استطلاع للرأي أن 79% من الدنماركيين يعتقدون أنه لا يجب على فوغ راسموسين أن يصدر اعتذاراً، كما أن 62% يقولون أن الصحيفة لا يجب عليها أن تقدم اعتذارا عن هذه الرسومات.
كوبنهاجن (رويترز)