تفسير الأديب محمد بن عاشور

محمد بن عاشور

عشرون عاما من العمل لإنجاز هذا التفسير ...

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى قيام الساعة آمين .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..

إن هذا التفسير الذي أخصكم به تطلب 20 عشرين سنة كاملة من العمل والتفرغ والتدقيق

أنقر هنا للكشف

   

والمراجعة لخدمة كتاب الله العزيز بما يستحق من جهد وعلم وإمكان على كل الأصعدة .. وإني إذ أبعث به إليكم لأرجو أن يجد لديكم القبول والانتشار على كافة الأصعدة المسموعة والمرئية والمكتوبة وبكل وسيلة عصرية تبلغه إلى المؤمنين والمؤمنات في أصقاع الأرض بما يخدم كتاب الله العزيز الحكيم وإعلاء لكلمة الله اللطيف الخبير .. وتنويرا للحق .. وخدمة للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في كل مكان وزمان إلى قيام الساعة ..

إن هذا التصنيف لم يكن ليمر دون متاعب جمة .. ودون تضحيات جسيمة على المستوى الفردي والعائلي .. وإن تفرغي لـه كان على حساب صحتي وزوجتي وأولادي وبناتي وأحفادي وأجواري وأصهاري .. لأن الكتابة تتطلب الصمت والإنزواء والتركيز .. وليس من السهولة أن يتوفر ذلك زمن الضجيج والمتاعب .. ولن يجد أي مؤمن صعوبة في المستقبل في فهم القرآن الكريم عالما كان أو تلميذا أو طالبا .. فقد حرصت على الشرح والبيان لكل كلمة ولكل معنى ولكل آية ولكل سورة .. تحبيبا للقرآن الكريم وتقريبا لـه إلى النفوس والعقول .. حتى يكون شرحه شرحا عصريا متطورا على الدوام .. وبما يتماشى وافهام الشباب – خاصة- التائق دوما نحو الأكمل والأوفق بلا انتهاء .. وحرصت على تقديمه بعيدا عن كل اختلاف أو نزاع أو تردد .. رؤية شاملة متكاملة للقرآن الكريم متمسكا بالجذور والأصول والقواعد الرئيسة في الدين - قرآنا وسنة مطهرة - والشرح اللغوي والبلاغي .. منطلقا من القواعـد الرئيسة للدين والشريعة معتمدا على أفضل المراجع في هذا المضمار ..

لقد كتبت التفسير ثلاث مرات وفي كل مرة أجدني مضطرا للتراجع لثقل المهمة .. وعظم المسؤولية .. واتخذت في المرة الأولى أسلوب الإستطراد الذي ما كان ليقنعني زمن التطور الذي نعيشه .. وانطلقت من جديد بطريقة ثانية مختلفة تعتمد التحليل مع ذكر المراجع والحواشي .. فوجدت العمل مثقلا بالتفاصيل التي لا تغني شيئا والتي تنفر القارئ من المتابعة .. وكتبته ثالثة باتباع نسق متراوح بين الأقدمين والمحدثين في المقامة والسجع فوجدت العمل مليئا كلفا وتعقيدات ما أنزل الله بها من سلطان .. فانكفأت على نفسي .. وكتبت آلاف الصفحات .. وأعدت الكتابة أولى وثانية وثالثة إلى أن استقر بي المقام في هذا العمل الذي قسمته في حلقات سهلة القراءة والسماع .. صالحة لكل وسيلة إعلام .. مرئية كانت أو مسموعة .. أو مكتوبة .. صالحة لكل كتاب أو مجلة أو جريدة .. أو في قرص .. صالحة لتكون مع كل مؤمن في حله وترحاله .. لتكون معه في الكمبيوتر .. وفي التلفزيون وفي الإذاعة .. وفي الكتاب .. وفي كل وسيلة تبلغه المعلومة بكل يسر ومحبة .. أهدي هذا العمل إلى روح أبوي وإلى زوجتي وأبنائي وأحفادي وكل أهلي وأصهاري وأجواري وأصدقائي وإلى كل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة من آدم عليه السلام إلى قيام الساعة التي لا شك فيها إطلاقا .. والله أسأل أن يغفر لي ولهم إنه نعم المولى وهو الغفور الودود .. وصلى الله على محمد وآله وصحبه دنيا وآخرة آمين وسلام على المرسلين والحمد لله عدد خلقه وزنة عرشه وله العتبى حتى يرضى .. والسلام عليكم ورحمة الله ..

المؤلف والأديب التونسي : محمد بن عاشور

عضو الأمانة العامة للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
5 نهج عزيز الخوجة 8090 قليبية ولاية نابل الجمهورية التونسية
الهاتف : 0021621366664

1
3059
تعليقات (0)