أ.د. عبدالمعطي الدالاتي
لن أشرح العنوان ، أخاف على إشراقه أن يُمَس !
لن أُشرِّحَهُ ، أغار على جماله أن يُنتقص ..
وأعترف أني – في نفسي – قد حاولت ، واستنجدت بمفردات اللغة فما نجحت ، فيا عجز القلم ، ويا عجمة البيان !
وإذا ما عجزت عن بلوغ النجم في ذراه ، فلن أعجز عن الإشارة إلى النجم في سُراه ، ورُبَّ كلمة يبارك الله بها فنقرأ فيها فحوى كتاب ، وكم بارك الله بالسطور التي لا تُرى !
أخي الذي تقرأ معي هذه الكلمات ، ألست معي في أن من ربح محمداً ربح كل خير وحق وجمال ؟ وظفر بكون معنوي كامل قائم بهذا الإنسان الأعظم صلى الله عليه وسلم ؟ ومن شك فليدرس حياته كلها – أقول كلها – بقلب منصف ، وعقل مفتوح فلن يبصر فيها إلا ما تهوى العلا ، ولن يجد فيها إلا كرائم المعاني ، وطهر السيرة والسريرة .
أرأيت العطر ! ألا يغنيك استنشاقه في لحظة عن وصفه في كتاب !؟ فإنك ما إن تقرأ كلامه صلى الله عليه وسلم حتى يتصل بك تيار الروح العظيمة التي أودعت بعض عظمتها في أحاديثها ، فإذا بالقلب يزكو والنفس تطيب ، وإذا بأنوار النبوة تمحو عن النفس حجاب الظلمات ! هكذا يخترق كلام النبوة حجب النفس بعد أن اخترق حجب الزمان .
محظوظون أولئك الذين استطاعوا الرقي إلى عالم النبي ، لأنهم سيشعرون في حضرة عظمته أنهم عظماء ، فالحياة في ظلال الرسول حياة … وإذا كانت حياة الجسم في الروح … فإن حياة الروح في قلب الحبيب المصطفى …
لتحميل الملف كاملً