الإسلام اليوم
في إطار تعاون موقع الإسلام اليوم مع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، في حملتها الموجهة ضد ما يتعرض له المصطفى صلى الله عليه وسلم من حملة تشويه يقوم بها الفاتيكان، كان لنا هذا اللقاء مع المشرف على موقع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء م/ سليمان بن حمد البطحي..
- ما هي الدّوافع وراء تزايد الحملة ضدّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الإعلام الغربّي بعد حادثة "11 سبتمبر"؟.
إنّ ما يحدث الآن هو من قبيل اقتناص الفرص، وهي تهدف إلى تشويه صورة الإسلام ونبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- في قلوب جميع البشر غير المسلمين.
- باعتقادك هل تقوم منظمات العالم الإسلامي بجهد كافٍ لصدّ الهجوم عن الإسلام ورسوله؟
بكل أسف لا؛ فالكل منشغل بإبعاد تهمة الإرهاب وتمويل الإرهاب عن نفسه، وبالتالي أصبح ذلك الأمر ليس من الأولويات، أضف إلى ذلك أنّ كل منظمة تعمل بمعزل عن الأخرى، ولا يوجد أي مستوى من التنسيق؛ فالجهود مبعثرة في الوقت الذي نحن بحاجة إلى جهد تكاملي يقوي الجميع.
- تقومون بجهد كبير في اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-... لماذا تمّ تأسيس هذه اللجنة في هذا الوقت بالذات؟ وهل هناك إيجابيات تحققت على يد هذه اللجنة؟
إنّ أي عمل يحتاج إلى تمويل ماديّ، والمال في هذه الأيام شحيح فالكل (حكاماً ومحكومين) أصبحوا يخافون من تهمة "الإرهاب".
على كل حال نحن في اللجنة نبذل ما نستطيع، وقد قمنا بتنفيذ عددٍ من البرامج العمليّة منذ تأسست اللجنة من عقد للمؤتمرات إلى طباعة الكتب و المطويّات والردّ على المشكّكين وغيره مما يمكنكم الاطّـلاع عليـه على موقـع اللجنـة (www.icsip.com) ، ولكن يبقى ما تحقق هو أدنى من مستوى الطموح، فلدينا برامج كثيرة جاهزة للتنفيذ، ولكنها تفتقر فقط إلى التمويل المادي.
- هل تعتقد فعلاً أنّ الفاتيكان هو من يقود الحملة التي سميت بـ (مليون ضد محمد ) في العالم الغربي؟ ولماذا في هذا الوقت ؟!
منظمة "رابطة الرّهبان لتنصير الشعوب" والتي أسّسها البابا "بيوس" بين عامي 1566-1572م، هي منبثقة عن "رابطة الرهبان" التابعة للفاتيكان وهي تحاول منذ إنشائها نشر المعتقدات المسيحيّة حول العالم، وأعتقد أنه بسبب إحساسهم بضعف الدعوة الإسلاميّة في هذه المرحلة التي تمر بها في ظل أحداث ما بعد 11 سبتمبر وتداعياته؛ أطلقت هذه المنظمة هذه الحملة.
- هل هناك آليّات وخُطُوات متّخذة لدى الفاتيكان لترويج هذه الحملة؟ وهل تقف وراءها قوى سياسيّة؟
المطّلع على ما يجري الآن في الساحة الدوليّة يرى أنه لا فصل بين الدين والسياسة، فجميع الحملات التنصيريّة تدعمها في الغالب – مباشرة أو بصورة غير مباشرة- القوى السياسيّة بطريقة أو بأخرى.
- تبدو العلاقة عكسيّة بين تمدّد العمل التنصيري، ومحاولات تقييد العمل الإسلامي في العالم... علاقة يعتريها الكثير من المتناقضات.. ماذا تقول في ذلك ؟!
هذا واقع نراه الآن، ولا تناقض فيه؛ ففي الوقت الذي تدعم الحكومات الغربية هذا المدّ التنصيري، وتقدم له جميع التسهيلات؛ نجدها في نفس الوقت تضغط على الحكومات العربية الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية (مهبط الوحي) لإيقاف أي أنشطة دعويّة تهدف إلى " نشر الكراهية وعدم التسامح" تحت حجة "محاربة الإرهاب".
- هل ترى أنّ العمل الإسلامي يستطيع خلال المرحلة القادمة أن يعاود نشاطه بنفس القوة.. ؟
هذا ما أتمناه وأرجوه، ورغم أني لست متفائلاً على المدى القريب، لكنّي أرى أنه إذا قام كل مسلم بدوره تجاه هذا الدين بتقديم زكاة إسلامية كما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: " بلغوا عني ولو آية" فسنستطيع -بإذن الله- أن نتجاوز ذلك كله، ولن يستطيع أحد أن يوقف انتشار هذا الدين مهما بذل هؤلاء من جهد ومال وعداء ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ...) [الأنفال:36].