-
التّنصير حركة سياسيّة استعماريّة بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصّليبيّة لنشر النّصرانيّة بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامّة، وبين المسلمين بخاصة لإحكام السّيطرة على هذه الشعوب .
ويساعدهم في ذلك انتشار الفقر والجهل والمرض في معظم بلدان العالم الإسلاميّ، والنفوذ الغربيّ في كثير من بلدان المسلمين، وضعف بعض حكّام المسلمين الذين يسكتون عنهم أو ييسرون لهم السّبل رغبًا ورهبًا .
ويرى بابا الفاتيكان (بعد سقوط الشيوعيّة) أنّ من مصلحة الكنيسة ومصلحة رجال السياسة توجيهَ عموم الشعب المسيحيّ نحو خصم جديد تخيفه به وتجنّده ضده، والإسلام هو الذي يمكن أنْ يقوم بهذا الدور في المقام الأول.
ويقوم البابا بمغادرة مقره بمعدل أربع رِحلات دوليّة لكسب الصّراع مع الأيديولوجيّات العالميّة وعلى رأسها الإسلام ، وتوجد بلايين الدولارات تحت تصرّفه للإنفاق منها على إرسال المنصّرين، وإجراء البحوث، وعقد المؤتمرات، والتّخطيط لتنصير أبناء العالم الثالث،وتنظيم وتنفيذ ومتابعة النشاط التنصيريّ في كل أحاء العالم، وتقويم نتائجه أوّلا بأوّل .
والآن وبعد مرور قرون عديدة على بزوغ فجر الإسلام، تُنظّم حملة كبرى من الجمعيات التّنصيرية، حُشِد لها مليون منصّر بدعم من الفاتيكان للحدّ من انتشار الإسلام في العالم، وتشويه صورة الرّسول الكريم صلى الله عليه و وسلم، وللعودة بالبشريّة إلى المسيحيّة. ونشرت صحيفة (فليت إم زونتاج) الألمانيّة في 30 مايو الماضي تقريراً عن منظّمة رابطة الرّهبان لتنصير الشّعوب سلّطت فيه الضّوء على جهود المنظمة في نشر الدين المسيحيّ ومعتقداته حول العالم
ما موقفك من هذه الحركات التنصيريّة؟ وهل تعتقد بأنّ أحداث 11 سبتمبر هو ما جعل الفاتيكان يكشف عن وجهه في ذلك؟ أم أنّ أحداث العنف الحاصلة هي التي شجّعته على هذا العمل؟ وما هي – برأيك- الوسائل التي تقترحها للذبّ عن رسول الله، والدّفاع عنه، ونُصرته؟