مليون ضد محمد, الفاتيكان تسعى لوقف انتشار الإسلام حول العالم

-

منظمة معروفة .. بالكاد تساهم بربع التكلفة
صحيفة : فليت إم زونتاج الألمانية
التاريخ : 30 مايو 2004م

يقيم رؤساء المؤسسة الكبرى للكنيسة الكاثوليكية القديمة في روما بالقرب من السلم الأسباني ويحاطون بعدد ضخم من مطاعم الوجبات السريعة ويسير القساوسة نحو مقار عملهم ليس فقط وسط أفواج السائحين ، بل يجب أيضًا أن يمروا على أفخر وأغلى بوتيكات الملابس الداخلية. لذلك فإن كل العاملين يعرفون أن عملهم على قدر كبير من الأهمية فهم يعملون لصالح واحدة من أكثر منظمات الفاتيكان نفوذًا ، وفى نفس الوقت فهي منظمة غير معروفة.

هي منظمة "رابطة الرهبان لتنصير الشعوب" والتي أسسها البابا بيوس بين عامي 1566- 1572م، وهي منبثقة عن "رابطة الرهبان" وهى تحاول منذ إنشائها ودون أن تحظى باهتمام الرأي العام العالمي تحاول نشر المعتقدات المسيحية حول العالم. والاعتبارات الجيوستراتيجية لا تعني لهم الكثير، ولم يتحدث أي من وزراء خارجية أي دولة مع ممثلي هذه الرابطة وهذا كله كان حتى أمس فقط .

أما اليوم فتسعى العديد من المصالح الحكومية لعمل إحصائيات لتوضيح مدى انتشار المسيحية والإسلام بدقة شديدة. وهذه الرابطة هي المؤسسة الوحيدة في العالم التي تتصدى بفاعلية للصراع بين الديانة المسيحية والإسلامية، فهي لا تبحث العلاقة بين المسلمين والمسيحيين باعتبارها مؤسسة ثقافية أو بحثية ، بل تعمل بصورة عملية بجيش يضم أكثر من مليون شخص للحد من انتشار الإسلام في العالم، وعلى تشويه صورة النبي محمد، ونعته بأبشع الصفات ، وتسعى أيضًا لإعادة البشر في كل أنحاء العالم للمسيحية السلمية التي لا يحمل دعاتها السلاح بل ويأمرون أتباعهم بحب أعدائهم .

وهذا الصراع لا يخلو بدون شك من العنصر العسكري؛ فالكاردينال "كريشينسيو زيبه" رئيس هؤلاء المبشرين الفاعلين يسمي العاملين معه بـ " قواتى " ، وذلك ليس من قبيل الصدفة كما أن العدد عنصر مهم في هذه الحرب حول العقيدة على مستوى العال . ورابطة الرهبان لتنصير العالم موجودة وحدها في 40 % من العالم المسيحي، ومعترف بها من 1081 أسقفية من ضمنها المسماه "مناطق الصمت" وهى كل مناطق العالم التي يحظر فيها الكنيسة الكاثوليكية واقعيًا كما في الصين والسعودية وفيتنام واليمن وكمبوديا .

ورابطة الرهبان تضم جيشًا قوامه 85 ألف قسيس و 450 ألف جمعية دينية وقدمت الرابطة أكثر من مليون مدرس تعليم مسيحي وتخرجوا في القسم المحارب للرابطة وهم يجوبون كل مكان في العالم من قرية لقرية، ومن مدينة لمدينة لإقناع المترددين في الإيمان بالعقيدة المسيحية .

وأكبر عدد من المدرسين متزوجون وهم مسيحيون يبحثون عن القوت ويعملون على إقناع الناس بصحة العقيدة الكاثوليكية ويتقاضون بدلات تبدأ من 30 دولار شهريًا .

وتضم الرابطة أيضًا 42 ألف مدرسة و 1600 مستشفى و 6 آلاف مؤسسة مساعدة و780 ملجأ لمرضى السرطان و 12 ألف مؤسسة اجتماعية وخيرية حول العالم.

أما عن تمويل هذا الجهاز العملاق فمن الصعب تقديره فالكاردينال الحالي زيبه يرفض ذكر الرقم الصحيح ولكنه يقول أننا نحتاج الكثير جدًا من المال .

ولأنه لا توجد ديمقراطية أو شركات مساهمة في الفاتيكان، فدولة الكنيسة ليست ملزمة بنشر الميزانيات فهي تقدر فقط ما يتكلفه جهاز الرابطة والرقم الوحيد المؤكد يظهر في يوم الإرسالية في يوم الأحد قبل الأخير من شهر أكتوبر حيث تصل تكلفتها عالميا إلى حوالي 200 مليون دولار لعمل زيبه ، ويسمح للنفقات أن يصل إجمالها إلى ما يزيد على 500 مليون دولار . وذلك من أجل أن تسعى الرابطة لنشر العقيدة المسيحية حول العالم ولمواجهة الديانات العدوانية.

ولم تنجح الكنيسة الكاثوليكية في طلبها بالمحافظة على مبدأ المعاملة بالمثل فبمساندة المملكة العربية السعودية سمح في روما ببناء أكبر مسجد في أوروبا وحظر على المساجين المسيحيين في السعودية قراءة الإنجيل والاحتفال بالصلاة مع أحد القساوسة الكاثوليك . وقد أحرزت الفاتيكان تقدمًا ملحوظًا في الصراع حول المستقبل الديني للعالم فبين الـ 6.2 مليار من سكان الأرض هناك 1.7 مليار كاثوليكي بنسبة 17,2 ويبدو هذا النجاح أكثر وضوحًا في القارة الأمريكية حيث تصل نسبة الكاثوليك هناك إلى 62,3 وكذلك عبر المحيطات كان النجاح ملحوظا حيث عاد 29 % منهم للمسيحية، وفى أوروبا النسبة الأقل ما تزال 39,9 % من الكاثوليك، وفى أفريقيا وصل عددهم إلى 137 مليون أو 16,6 % من إجمالي السكان بنسبة متصاعدة.

ومن السيئ أنه في قارة المسيح ابن الناصرة هناك فقط 2,9 % من الآسيويين كاثوليك بإجمالي 110 مليون شخص .

ولأن الصراع المسيحي الإسلامي ازداد حول العالم بعد أحداث 11 سبتمبر فقد أصبح الصراع على كل شخص مؤمن وأصبح رؤساء الرابطة على استعداد للتحمل، وأصبح هناك مبدأ في الفاتيكان ألا يسافر رجال الكنيسة إلى أي دولة لا يتم فيها إظهار الصليب علانية حتى الكاردينال "زيبه" قبل وصوله لمطار قطر لافتتاح إحدى المدارس قام بتخبئة صليبه. وبدعم من الكنيسة الكاثوليكية يتم في هذه المدرسة التدريس ل ـ 4000 طالب أقل من ثلثهم مسيحيون .

حيث خلصت الرابطة إلى أنه في المدارس المسيحية التي يدرس بها المسلمون تكون هناك أفكار أقل سوءًا عن المسيحيين ويكون هناك تسامح ، وتسعى الكنيسة الكاثوليكية في كل مكان بقارة آسيا بهذه الخطة أن تمنع بقدر الإمكان نشر الإسلام على حساب المسيحية ، وأن تقلل من انتشاره في كل منزل وفى كل شارع ؛ لذلك تمول الكنيسة الكاثوليكية في الهند التي يقل بها عدد الكاثوليك عن 2 % حيث يتم توجيه أكثر من 28 % من النفقات الاجتماعية للمستشفيات والمدارس للمحتاجين .

وقد نجحت المدرسة العاملة هناك خاصة في المناطق الجنوبية المسيحية في الهند التي بها 1 من كل طالبين مسلم.

والمدارس الحكومية الجيدة لا تمنح هذا المستوى ، فالمسلمون الأثرياء يدفعون مبالغ طائلة لإلحاق أبنائهم بالمدارس المسيحية وبالطبع تظل الصلة بالمسيحيين حتى تتحول الأسرة بأكملها للمسيحية.

وهذا النظام يعمل بنجاح حتى أن حكومة الهند اتخذت قرارًا بفرض عقوبة الحبس في العديد من المدن الهندية على الذي يرتد عن دينها ، وهذا القانون لم ينجح من الناحية العملية فالعديد من الأشخاص الذين عادوا في الحقيقة للمسيحية يحتفظون بديانتهم الرسمية الإسلامية أو الهندوسية.

وبنجاح منقطع النظير استطاع أيضًا مسيحيو الكلدان في العراق بمساعدة الرابطة في تنصير القبائل ففي العراق يعيش 27 ألف كاثوليكي ملزمين باقتسام الطعام والدواء مع جيرانهم المسلمين.

وتؤكد ورقة الخطة للرابطة أن الكاردينال زيبه ورجاله مهمون جدًا حيث يساهمون في حصول العديد من العراقيين على المساعدات في كراتين مطبوع عليها علامة الصليب .

وفى أسوأ منطقة صراع في قطاع غزة حقق الكاثوليك نجاحًا استراتيجيًا ، فمعاناة الفلسطينيين والمسلمين حول العالم يستخدمها المتطرفون المسلمون ومنهم أسامة بن لادن الذي يدعو لعمل قوة مضادة ، وفى نفس الوقت يرى أن هذا الصراع هو سبب معاناة المسلمين .

واستطاع بطريرك الكاثوليك في القدس المسيحي الفلسطيني ميتشل صباح أن يوضح في العالم العربي أن هذه الدعاوى ليست صحيحة لأن هناك بالفعل 200 ألف فلسطيني مسيحي بنسبة 8 .6 % من السكان، وهذه الرسالة تنشرها الرابطة وهي أنه في بيت لحم تعيش أسر مسيحية منذ أكثر من 800 سنة ويحاول صباح أن يؤكد أنه في الشرق الأوسط يهود ومسلمون ومسيحيون بنفس العدد ، وهذه الاستراتيجية تجعل أرضية عمل الإرهابيين محل شك حتى أنها تسمي حماس في إحدى دعاواها بأنها أسوأ من القنبلة .

http://www.wams.de/data/2004/05/30/284942.html

1
2697
تعليقات (0)