التاريخ الهجري

-
في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبعد مضى سنوات والعرب تؤرخ بلأحداث العظام , فيقولون ذلك عام الفيل ، وولد فلان بعد عام الفجار بسنة ، وهي أحداث لا تتفق وعظمة الإسلام , ولا تصلح أن تكون تاريخ أمة عظمت فتوحها ، ومست الحاجة لضبط شئونها وأعمالها , فيجمع عمر بعض الصحابة يستشيرهم : أي الأحداث أولى أن يكون مبدأ التاريخ الإسلامي , ولادة النبي صلى الله عليه وسلم أم وفاته أم نزول الوحي في غار حراء ؟ ويقترح علي رضي الله عنه أن يكون الهجرة , فهي مبدأ نجاح الدعوة وانتشار الإسلام ومحق الشرك , فكان كما قال , وكانت الهجرة في الربيع الأول , وكان هذا التشاور في السنة السابعة عشرة , فأضافوا الأشهر السابقة على ربيع حتى يبدءوا بما اعتادوا به بدء السنة وهو المحرم , وجرى الأمر على ذلك .

ثم تتابعت السنون , وتتابع هلال المحرم على المسلمين , بالسعود مرة , وبالنحس أخرى , وبالنعيم أحياناً , وبالبؤس أحياناً , ورآهم في عزهم , ورآهم في ذلهم , ورآهم سادة , ورآهم عبيد , ورآهم يستيقظون وينامون ولا يموتون , وتتوالى عليهم الكوارث التي تبلى الحديد ولكن لايبلون , وتتعاقب عليهم سِنُو الضعف حتى يُشرفوا على الموت ثم يشفَون, حتى يندمج فيهم عاداهم , وينصرهم من الحال من ناوأهم , ويدخل في دينهم من حارب دينهم , وييأس من تنصيرهم من حاول تنصيرهم , ومن تجريدهم من عزتهم من حاول أن يلبس عزتهم , فكانوا كالمطّاط يضغطون فلا يتشكلون إلا ريثما ينفرون ثم يستردون مكانتهم , ويعودون إلى عزتهم .

وهاهم بدأو ينتبهون من نوم طويل , فيدركون موقفهم ويألمون له , ويشعرون بالمرض بعد أن فقدوا الحس به , ويبحثون عن الدواء , ويحاولون أن يعودوا إلى مجدهم .

فعسى أن يكون ماحدث ويحدث لهذة الأمة سبباً ,ليزدادون فيه علماً بإدراك موقفهم , ويزدادون همة في إصلاح ما ورثوا من آبائهم , ويزدادون خلقاً فيوحدون كلمتهم ويعلو شأنهم , وتأخذهم العزة فيأبون إلا أن يقفوا مع أرقى الأمم على قدم المساواة , فيتحررون كما تحرروا , ويبنون كما بنوا , وإذا سيموا خسفاً قالوأ : " لا " بملء فيهم , ثم تدوّي كلمتهم في العالم كما دوّت من قبل , ويعتز بهم العلم والخلق والحق كما اعتزت بهم من قبل .

اللهم حقق آمالنا .

1
2393
تعليقات (0)