حنيف مسلم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا, قيما لينذر بأسا شديدا
من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا,
وينذر الذين قالو اتخذ الله ولدا, مالهم به من علم ولا لآبآئهم كبرت كلمة تخرج من
أفواههم إن يقولون إلا كذبا: والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد
الخلق أجمعين القائل " والله ما يسمع بي أحد من هذه الأمتين يهوديا أو نصرانيا ثم
لم يؤمن بي إلا كان مصيره النار" أو كما قال علية الصلاة والسلام.
أما بعد, لقد كثر لغط أهل الكتاب في الآونة الأخيرة ووجدوا الفرصة السانحة للطعن في
دين الله وسبِّ نبيه صلى الله عليه وسلم ثم هاهم يجمعون أمرهم وشركائهم للتبشير
بزعـمهم في ديار الإسلام. لا يخفى الأمر على بر ولافاجر فيما آل إلية حال هذه الأمة
وما لاح من كيد أهل الكتاب في ايامنا هذه. قال تعالى" مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم
مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ
ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " وصدق ربنا إذ يقول" وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ
حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ
عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
والقائل " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ
مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن
وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " وقال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم " وَلَئِنِ
اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ
مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ".
قد مُلأ كتاب الله تعالى من التحذير من كيدهم وبيان عداوتهم وحسدهم لأهل الإيمان,
قال تعالى" وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
". يا إخوة الإيمان قد كثر الكلام في موضوع التنصيروالتبشير أو بالأحرى التضليل
والتنفير والتحذير منه, ولكن الأمر الذي قد قصر فيه المسلمون بعامة والدعاة وطلبة
العلم بخاصة هو العمل لصد هذه الهجمة على معاقل هذا الدين. قال تعالى: " ولتكن منكم
أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون". وقال
كذلك " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن
كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"
وقد حثـنا ربنا على إقران القول بالعمل حتى لا نكون في عداد المنافقين, الذين
يقولون ما لا يعملون " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا
تَفْعَلُونَ,كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ".
إخواني الباعث على كتابة هذة الوريقات أمور منها تطاول بعض قساوسة بل خنافس أهل
الكتاب على مقام النبوة بسبِّ خير البشرية محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم وما
ذلك إلا لجهلهم بمقامه صلى الله علية وسلم وعمي أبصارهم عن رؤية الحق الذي جاء به,
وحقدهم الدفين على هذا الدين, أما جهلهم فمن مناقشة المرء لبعض رؤوسهم مرة و السماع
المباشر منهم مرة أخرى, يتبين أنهم عن العلم به صلى الله عليه وسلم وصفاتة معزولون
ومن الإنصاف لبعيدون, أما عامة الناس منهم ورعاعهم فهم في منئى عن العلم والإلمام
حتى بأولويات دينهم (النصرانية) ناهيك عن الإسلام.
أما الأمر الآخر الذي دعاني إلى كتابة هذة الأسطر هو عمل القوم (النصارى) الدؤوب
للدعوة لدينهم الباطل وخاصة بين المسلمين, والمطالع الواعي على مقالات القوم
والمتابع لحصصهم التلفزيونية يرى حرصهم على الدعوة بين المسلمين وهم يركزون على
البلدان ذات الأغلبية المسلمة والفقيرة منها, والمسلمين المتواجدين في الغرب بخاصة,
حيث صرح أحدهم عن نيتهم في تنصير الجاليات المسلمة الكبيرة من الصوماليين
والبوسنيين والألبانيين في أمريكا, ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد, بل جاء كبيرهم
الذي علمهم الكفر, بيلي غراهام "belly Graham", هذا الرجل الضال الحقير"القائم على
الكنيسة المعمدانيه في أمريكا", هو الآن على رأس جماعة من المضلين جائوا بأموال
وعتاد إلى العراق مجمعي أمرهم وشركائهم ينوون تنصير المسلمين في أرض العراق " دار
السلام".
القسيس المذكورهو الذي بدأ حملة الشتم على دين الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم,
فسبَّ نبينا صلى الله عليه وسلم مسبة ما جرأ على التلفظ بها أحد من قبله. فتبعه
مجموعة من الرهبان والقساوسة وغوغاء النصارى في ذلك. وما ذلك إلا لقعود وتخاذل
المسلمين عن القيام بنصرة هذا الدين, وإلا ما تجرأ هذا الضال ومثله على التنقص وشتم
النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي بعد الغزو يدعوا إلى ضلالة في بلاد المسلمين.
ولكن الله كتب المذلة والخزي على من جهر بالعداوة والطعن في نبيه صلى الله عليه
وسلم حيث قال سبحانه " إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ", " إِلاَّ تَنصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ
مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ
تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ
هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". فهاهو الله سبحانه وتعالى قد كشف
عوارهم من قبل وما الفضائح الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية (اعتداء قساوسة الرب على
بنات وذكور الكنيسة القصر جنسيا) وغيرها عنا ببعيد. كما قال أحد السلف, إذا رأيت
الكفار يقذفون في نبينا فاعلم أن النصر آت وأن عقوبتهم عجلت لهم. فقد إضطرت الكنائس
الأمريكية مؤخرا تحت وطأة الصحافة والدعاوى القضائية لدفع 60% من أوقافهم والتبرعات
التي يجبونها لكتمان وتغطية فضائحهم "الجنسية", "وما يعلم جنود ربك إلا هو" , وهذا
مصداق لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ
الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ". والكنيسة الملكانية (الكاثوليكية) اليوم على
حافة الإفلاس. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
أهل الأسلام قد سمع الله منا الكثير ولكن أين العمل؟ أين أموال المسلمين في تنفيس
كرب إخوانهم, وأين طلبة العلم في تعليم الجاهل وإرشاد الضال. هذا نداء وصيحة لقوم
يؤمنون.
إخواني في الله إنه لعجب أن يدعوا صاحب الباطل لباطله وهو جاهل بما يدعو إليه,
وأعجب منه أن يقعد أهل الحق ولهم من الله الأيات والبرهان أنهم على المحجة البيضاء
ليلها كنهارها, ثم هم بعد ذلك يتثاقلون إلى الأرض من بعد ما عرفوا من الحق.
وفي المقابل ترى الجماعات من أهل الكتاب من قساوسة و أحداث لا علم لهم ولا تحصيل
يجوبون الأرض لإضلال ضعاف العقول والمعوزين من المسلمين " وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ
فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ
وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ", ويقول سبحانه كذلك " إِنَّ
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي
صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". وهذا مع أنهم من أجهل الناس إلى ما يدعون إليه وما
يصدون عنه, وإن سألتهم عن شيئ في كتابهم لا يكادون يردون وهم عن النقاش عاجزون, ومع
ذلك هم ينشطون في دعوتهم الباطلة, كما قال تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ
يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ".
يا أهل الإسلام, أهل الهدى والحق, قد يطول الكلام ولكن خلاصة ما أردت أن أقوله هو
أنه بعد الأحداث الأخيرة تزايد عداء أهل الكتاب وبغضهم " قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء
مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ
الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ". وبعد أجتياح العراق بانت نواياهم في السعي
لإجتـثاث هذا الدين من أرض الجزيرة وأرض الشام أرض المسيحيين الأولى زعموا.
فيا أهل الإسلام يا من تبغون الله وترجون الدار الآخرة فلنكن ممن ينافح عن هذا
الدين, ينفي عنه إنتحال المبطلين وتحريف الغالين وتأويل الضالين," يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
أَنصَارُ اللَّهِ".
فليكن هذا المقال بداية الأعمال, فالإيمان قول وعمل. هذه المقاله ليست بغرض تحميس
المسلمين وشحن عواطفهم إنما الأمر أعضم من ذلك وهو واجب المسلمين للتصدي لهذه
الحملة الصليبية المعاصره, بالحفاظ على عقائد الضعفاء من إخواننا. فمدخل الضالين
(النصارى) إما بشبهة يدخلونها على جاهل وهذه تحتاج إلى علم لدفعها, وهي مسؤولية
طلبة العلم والدعاة. أو جوعة يسدونها عن فقير يبغون دينه فيقذفونه في النار وهذه
تقع تبعتها على ذوي الأموال من المسلمين. ولا يتم ذلك بكتابة أسطر, أو بخطبة تهيج
عواطف المسلمين ثم لا شيئ بعدها. المطلوب من المسلمين عامة أن يسعو بمجهود شامل
وبعمل جماعي تتضافر فيه جهود أهل العلم, والدعاة, وطلبة العلم, وذوي الأموال من
المسلمين وعامتهم عن طريق الهيئات و الجمعيات الإسلامية الدعوية والخيرية. والأمر
يتطلب كذلك تخطيطا وتنسيقا للخروج بخطط عملية والمثابرة في ذلك السبيل للحفاظ على
حوزة هذا الدين وبيضة المسلمين. وفي حديث مسلم والترمذي, كنا عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم في صدر النهار, فجاءه أقوام حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء,
متقلدي السيوف, (وليس عليهم أزر ولا شيئ غيرها) عامتهم من مضر, بل كلهم من مضر,
فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من فاقة, فدخل, ثم خرج, فأمر
بلال فأذن ثم خطب, فحمد الله وأثنى عليه فقال: (أما بعد فإن الله أنزل في كتابه: يا
أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها, وبث منهما ...
الآيه) و الآية التي في الحشر: ( يا أيها الذين أمنوا اتقو الله ولتنظر نفس ما قدمت
لغد ... الآيه), تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة, تصدق رجل من ديناره, من
درهمه, من ثوبه, من صاع بره, ( من شعيره), من صاع ثمره حتى قال ( ولا يحقرن أحدكم
شيئا من الصدقه, ولو بشق تمرة, (فأبطؤو حتى بان في وجهه الغضب), قال فجاء رجل من
الأنصار بصرة من ورق (وفي رواية من ذهب) كادت كفه تعجز عنها, بل قد عجزت (فناولها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره), ( فقال: يا رسول الله هذه في سبيل
الله), (فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم), ( ثم قام أبو بكر فأعطى, ثم قام عمر
فأعطى, ثم قام المهاجرون والأنصار فأعطوا), ثم تتابع الناس في الصدقات, (فمن ذي
دينار, ومن ذي درهم, ومن ذي ومن ذي) حتى رأيت كومين من طعام وثياب, حتى رأيت وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة, فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها, ومثل أجر من عمل بها بعده من غير أن
ينقص من أجورهم شيئا, ومن سن سنة في الإسلام سيئة, كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل
بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئ, ( ثم تلا هذه الآيه: ونكتب ما قدموا و
آثارهم), (قال: قسمه بينهم).
فهل من المسلمين من يكون من السباقين بسنِّ سنة حسنة في الإسلام لدفع هذه الحملة
النصرانية المعاصرة يكن له أجرها وأجر من عمل بها إنشاء الله تعالى.
فهذا نداء ودعوة لذوي النفوذ والقدرة من الناشطين من أهل الدعوة لتحريك وقيادة
جموعا من الغيورين على هذا الدين في طول العالم الإسلامي وعرضه, فهناك طاقات كثيرة
معطلة تحتاج من يستثمرها لصالح هذا الدين لتفنيد شبهات الضالين ورد مكر
الكائدين........ والسلام
وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل