ماذا يقول الغرب عن محمد صلى الله عليه وسلم؟

أحمد ديدات

الداعية : أحمد ديدات
مقدمة :

ماذا يقولون عن الإسلام والقرآن ؟ من هم وماذا يقولون إنهم الغرب الكافر وماذا يقولون عن الشرق الإسلامي والمنابع ؟ ..... ماذا يقولون ؟ !!!!

إنه سؤال يحتاج إلى جواب وأن نضع عليه علاماة استفهام وطابوراً من علامات التعجب .

لو سألت مسلماً عما يقوله هؤلاء يظن أحد شئين إما يقولون حقاً يريدون به باطلاً أو يقولون باطلاً يظللون به حقاً ويظهرون بوضوح عن حقدهم الدفين على هذا الدين وصدق الله إذ يقول :

(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى) البقرة .

إنهم يكرهون هذ الدين ويرجون الا تقوم له شوكة ولا يرفع له ذكر إنهم يريدون تدميره بكل الوسائل والأساليب والحيل الماكرة مهما تكن وبأبهظ الأثمان المهم في النهاية أن يحققوا انتصاراً ولو بسيطاً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي أصبحت اليوم غثاء كغثاء السيل يجرفها التيار كيف يشاء وحيث شاء كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها قالوا أو من قلة نحن يارسول الله قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) أي لا قيمة لكم .

وقبل كتابة هذا الكتاب سألت نفسي ماذا يقولون لعلهم يقولون خيراً فإن عددا قليلاً من العلماء المنصفين والبارزين في المسيحية يقولون كلمة حق وينصفون هذا الدين الذي حاول الأعداء تمزيقه من مئات السنين وإلى الآن ولكنهم إذا ما قالوا مقولتهم هذه إما يريدون بها حقا وتكون صادقة كما في بعض تصريحاتهم .

أو يقولون صدقاً يريدون به باطلاً بقصد التنفير من هذه الأمة وزيادة روح الحقد والعداء على أبنائها وحملة لوائها وبذلك يحمل الغرب شحنة حقد وعداء على أبنائها وعلى الإسلام والمسلمين لهذه الأسباب .. ولسوف نستعرض سوياً عزيزى القارىء كلا النوعين في تلك التصريحات المادحة في أمة محمد ورسولها العظيم كما نستعرض للتصريحات الشامته في هذه الأمة والحاقدة عليها في ثنايا هذه المقدمة .

ولقد قرأت تصريحات عديدة لعلماء بارزين في المسيحية اعترفوا بعظمة هذا الدين الالهي القويم وبعظمة رسوله وصدقه وزعامته وقيادته للبشرية حيث إنهم صرحوا بأنه القائد الأوحد العظيم الذي إذا بعث في هذا القرن قرن الظلم والفساد والطغيان والجور بكافة صوره والإستبداد والنظم الدكتاتورية والعلمانية . فلو ظهرمحمد صلوات الله وسلامه عليه لقاد البشرية Mankind وحل مشاكلها العويصة ووصل بالبشرية إلى بر الأمان . كيف لا وهو القائد الملهم والنبي المرسل من عند الجبار .

نعم لقد صدق في مقولته هذه محمد صلى الله عليه وسلم نعم القائد ونعم المعلم والمربي الذي أخرج الله على يديه الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ظلم الأديان الباطلة والمزيفة إلى نور الإيمان وعدله ولقد نقل الشيخ ديدات بعض التصريحات التي قالوها عن نبي الإسلام فقال ( إنه بالنسبة لكل مسلم يعيش على كوكبنا مهما اختلف مستواه الثقافي أو موقعه الجغرافي أو انتماؤه السياسي فإن محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم خلق الله على الاطلاق الذي أرسله ربه ليكون رحمة للعالمين أن أكثر من الف مليون مسلم لا يحتاجون إلى أبحاث أو بيانات أو فحوص للوصول لهذه النتيجة ولكن ماذا عن غير المسلمين ؟

فإنه لمن المدهش للنظر عبر القرون المختلفة أن كثيراُ من كبار المفكرين من غير المسلمين قد وضعوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أعظم مكانة معترفين بأنه الأعظم .

ويقول ميشيل هارت عن سبب اختياره أعظم العظماء في التاريخ أن سبب هذا الاختيار هو الامتزاج بين الدين والدنيا الذي ليس له نظير هو الذي جعلني أؤمن بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم الشخصيات أثراً في التاريخ الإنساني كله .

وقال عن رسولنا الكريم القس د. سميث أنه رأس الدولة ورأس الكنيسة ( على حد تعبيره)

في آن واحد لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد لقد كان البابا بغيرمظاهر البابوية والقيصر بغير الحرس القيصري وبغير جيش يحيط به بل وبغير حراسة أو قوة شرطة بدون ثروة أو جباية إذا جاز لرجل الحق في أن يقول أويحكم بالشرعية الالهية فهو محمد لأنه كان يحمل بين جنبيه كل القوى بدون دعاماتها المادية إنه لم يعنى بارتداء ثياب القوة إن بساطة حياته الخاصة كانت مطابقة لبساطة حياته العامة) ا.هـ .

وقال آني بيسانت ( إنه لمن المستحيل على أي واحد يدرس حياة الترف وأخلاق وسلوك نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش وكيف تعاليمه الا أن يحترم ويبجل هذا النبي القدير كواحد من أرفع الرسل سموا وشأنا ومهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه إنني كلما أعدت قراءة مسيرته كلما ازددت إعجاباً وإزددت توقيراً لهذا المعلم العربي القدير ) .

وتقول دائرة المعارف البريطانية التي يعدها أفراد من غير المسلمين أن ( محمد هو أعظم الأنبياء من الشخصيات الدينية نجاحا ) .

ويقول برنارد شو عن محمد صلى الله عليه وسلم ( لقد درسته واعجبت به وفي رأيي أنه أبعد ما يكون في وصفه ضد المسيح يجب أن نطلق عليه منقذ الانسانية ) وفي ثنايا هذا الكتاب سنتعرف على ماذا يقولون عن محمد والقرآن تفصيلاً إن شاء الله .

وكما سبق أن قلت لك عزيزي القارئ عندما استعرضت الهدف من قولهم على الإسلام سواء حقا أم باطلاً ويكون في أغلب الاحيان باطلاً ونادراً ما يكون حقاً ففي معظم أوقاتهم يحذرون الغرب من عظمة الاسلام بقصد التشهير به لخوفهم منه فهو دين لو طبق لساد ولحكم شرع الله على جميع الخلائق .

فهم عندما يقولون هذه الكلمات على الإسلام إنما هي نابعة من خوفهم وخشيتهم على امبراطورياتهم وعروشهم التي لو عاد الإسلام إلى القلوب لفتح عليهم بلادهم ولدك امبراطورياتهم وداس على حضارتهم المادية فهم متأكدون اذا ماأتيحت الفرصة لابناء الإسلام من تجميع الصفوف وتوحيد الكلمة واعداد العدة والرجوع إلى القرآن الكريم وتطبيقه فيسود الإسلام العالم ويبزغ على أوربا من جديد لينغص عليها حياتها وفكرها وعقيدتها الوثنية وتعود أمجاد الأندلس .

فتخوفهم من الإسلام بجعلهم يبرزون هذا في شعاراتهم فيقول القس لورانس براون وهو يبدي تخوفه من الإسلام ( كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة لكننا لمن نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف كانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي والخطر الياباني الأصفر والخطر البلشفي الشيوعي لكنه تبين أن اليهود هم أصدقاؤنا والبلاشفة الشيعيون حلفاؤنا أما اليابانيون فإن دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وفي قدراته على التوسع والإخضاع وفي حيويته ( المذهلة ) أ . هـ .

نعم إن الإسلام إذا دخل القلوب جمع الشتات المتبعثر هنا وهناك ووحد الصفوف وساد العالم وحتماً سيسود مادامت هناك قوة ووحدة لأنه دين ودولة فهم يفهمون ذلك جيداً ويحذرون منه خشية أن يؤرق مضاجعهم وينغص عليهم نومهم ويبعث إليهم من جديد وتعود الأندلس الغائبة وتفتح روما والقسطنطينية وتبدد أحلام السلاطين والقياصرة .

ونجد أن كل قوى الشيطان مجتمعه وقوى البغي والعدوان والكفرة كل هذه القوى تجتمع لمقاومة هذا الدين الناشئ (الآن) لمقاومته في كل مكان حتى لا يشب وينمو ويترعرع ويسود العالم إنهم جميعاً وإن كانوا فيما بينهم أعداء إنهم أصدقاء متكاتفين في مواجة هذا الخطر الجسيم عليهم الكامن في الإسلام والقرآن الذي إن بقي في صدور الرجال آمنوا به وطبقوا حدوده وأقاموا دولته دولة القرآن لتأثر به الغرب الكافر وهز عروشهم ودمر مملكتهم فلقد قالوا قولتهم الشهيرة على القرآن التي يستشف منها مدى الحقد الدفين على الإسلام .

يقول المستشرق جلاد ستون ( مادام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلا تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان ) .

هذا محور تفكيرهم اللهم إجعل كيدهم في نحورهم واجعل تخطيطهم تدميرهم .

ولقد قال رئيس البرلمان الانجليزي ( إذا أردتم أن تسودوا العالم فعليكم بهذا ( وهو يمسك المصحف بيده ) فثار الناس ظناً منهم أنه يقصد أتباعهم فقال يا أيها الحمقى لا أقول عليكم بهذا فاتبعوه ولكن عليكم بهذا فانزعوه من قلوب الرجال ) .

ولقد تآمر اعداء أمتنا الإسلامية على القرآن الكريم فابعدوا الناس عنه وجعلوهم بعيدين عن دينهم كما قال أحد المبشرين في مصر في عام 1913 في جتماعه بالمبشرين ان مهمتهم الأساسية هي ذبذبة المسلمين عن دينهم وقال بالحرف الواحد ( نحن لا نريد المسلمين ان يكونوا نصارى فإن في هذا عزاً لهم ولكن نريدهم أن يكونوا مذبذبين لا إلى هولاء أي إلى المسلمين ينتمون ولا إلى هولاء اي حتى إلى النصارى ينتمون ولكنهم أجساد بلا قلوب فارغة ويشبه هذا صورة المنافقين حيث قيل فيهم وإن تنظر إليهم تعجبك أجسامهم كأنهم خشب مسندة .

إن المبشرين الذين يجوبون في أنحاء العالم اليوم بما لديهم من امكانيات مادية هائلة هدفهم تحويل المسلمين عن دينهم وزعزعة عقيدتهم واثارة الشبهات والشكوك والدعوة إلى العقائد الباطلة كالباطنية والقرامطة وغيرها من الفرق الضالة التي اذا انتشرت فسوف تفسد على المسلمين دينهم وعقائدهم .

لقد أصبح من بين المسلمين فريقاً منهم يتكلمون بألسنتهم من بني جلدتهم اليوم يتكلمون بألسنة هؤلاء المستشرقين لأنهم صنعوا على أيديهم وتتلمذوا عليهم ونهلوا من نهلهم الملئ بالحقد على القرآن والسنة ويلاحظ أن ما يصنعه هؤلاء الداعين إلى الضلال من بين المسلمين أخطر على المسلمين من المبشرين والنصارى لأن المبشرين النصارى قطرهم معروف وهؤلاءالمسلمين يتظاهرون بالإسلام ولأنهم يدافعون عنه فلا يستطيع كشفهم وكشف زيفهم وضلالهم إلا ذوى الألباب والعقول السليمة وأرباب العلم من المسلمين أما عامة المسلمين فإنه يخفى عليهم حال هؤلاء فغالباً يقعوا في شراك الفخاخ المنصوبة ويبتعدون عن دينهم ولايدرون ولقد صدق الرسول عندما قال فيما معناه ( أنه سيكون هناك دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها) .

وقال فيما معناه ( أنه سيكون عناك دعاة فتعرفون وتنكرون فمن عرف وأنكر فقد برئ ومن تابع فقد ضل وغوى ) نعوذ بالله من الخذلان .

وقال عليه الصلاة والسلام : ( ستتبعون سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى أنهم إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه فقال الصحابة اليهود والنصارى قال عليه الصلاة والسلام : فمن أي فمن غيرهم ؟ )

إن كثيراً من المسلمين تابع النصارى ورضى بما أثاروه من شبهات وزيغ وضلال ودخلوا وراءهم كل طريق انحراف وزيغ حتى أصبح الجميع في الهاوية فلا تخرج موضة في الغرب الكافر إلا وأصبحت صيحة في بلاد المسلمين " لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم والوكيل " .

إننا لم نتبع سنن هؤلاء النصارى والغرب في العلم والتكنولوجيا لنكون مثلهم ولكن استوردنا الرذيلة والفساد والإنحلال والخلاعة وتركنا لهم العلم فهل تستيقظوا أيها المسلمون وتفيقوا من غفلتكم وسباتكم العميق . والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وسلام على المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

1
164
تعليقات (0)