التَّصدِّي!!

علي بن ابراهيم النملة
اطلعت على البيان الختامي لمؤتمر اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم الثالث, الذي عقد في أزهر البقاع في لبنان بتاريخ 26-27/7/1424هـ الموافق 23-24/9/2003م, وقد ظهر هذا البيان صديً لما ألقي في هذا المؤتمر من محاضرات قادها نخبة من أتباع سيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام, وكل يفخر بأنه من أتباع الحبيب, فكان هناك طرح حول حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله لخليل الميس, وحق النبي صلى الله عليه وسلم علينا في هذا الوقت لحاتم العوني {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}: حاجتنا للرسالة المحمدية لمروان قباني, ومواقف دعوية من السيرة النبوية لسليمان الحرش, والنساء في حياته -صلى الله عليه وسلم- لفالح الصغيّر, والجانب الإنساني في حياته -صلى الله عليه وسلم- لراتب النابلسي, وكيف نقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للأمم لفالح الصغير, وشهادة أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم- له لأسامة الرفاعي, وقواعد في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لراتب النابلسي, وعلاقة الرسالة المحمدية بالرسالات السابقة لحسن دلة, وواجب النصرة: الأسباب والوسائل لحاتم العوني, وكل هؤلاء من المشايخ والعلماء.

وفي ضوء هذه الطروحات الثلاث عشرة التي تصدى ثمانية من علماء الأمة ومشايخها ظهرت اثنتا عشرة توصية تترجم ما طرح من موضوعات لنصرة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام, منها:

  • أن سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- إمام المرسلين وخاتم النبيين, وسيد الخلق أجمعين.
  • أن حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله هي: (طاعته فيما أمر, وتصديقه فيما أخبر, واجتناب ما نهى عنه وزجر, وألا يعبد الله تعالى إلا بما شرع, وأن يحبّ ويجلّ ويوقَّر.
  • أن تثبيت الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبنا, وقلوب عموم المسلمين, إنما يتم بنشر سننه بين الناس, وحفظها والتفقه فيها وتعليمها, والعمل بها, ورد الشبهات المثارة حولها, وذلك كله بعد الشهادتين.
  • أن الله تعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمةً للناس, مما يجعل الحاجة ملحة في هذا العصر إلى الحكم الإلهي ذي النهج المحمدي الذي يكفل للناس حقوقهم الدينية والدنيوية, والرحمة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام تشمل الأفراد والمجتمعات في كل مكان وزمان.
  • أن ما جاء به خاتم الأنبياء وسيد المرسلين إنما هو دين تشهد له الفطرة والعقل الصحيح, وبهذا فهو يصل إلى القلوب إذا وفق إلى من يملك أدوات إيصاله إليها, ويصل الى العقول بالطرق العلمية الصحيحة المقنعة.
  • أن سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بشقائق الرجال خيراً في أكثر من مقام, لاسيما في خطبة الوداع, وجزء من ديننا الحنيف قد نقل إلينا عن طريق شقائق الرجال, أمهات المؤمنين وزوجات الصحابة, -عليهن رضوان الله تعالى- ومن هذا المنطلق ينظر الإسلام إلى المرأة وحقوقها, فمهمة الدعوة إلى هذا الدين شاملة للرجال والنساء.
  • أن أخلاق الحبيب عليه الصلاة والسلام تجسِّد بإنسانيته من حيث تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع الكبير والصغير, والقريب والبعيد, والعدو والصديق, والرجل والمرأة, بل ومخلوقات الله الأخرى كالشجر والطير والحيوان بعامة, وهو -عليه السلام- أسوة حسنة لمن كان يرجو الله تعالى واليوم الآخر.
  • أن سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد تعرضت للتشويه من قبل بعض الغربيين من المستشرقين والإعلاميين, حيث تسخَّر كثير من قنوات الاتصالات بتشويه صورته بأبي هو وأمي, مما يستدعي التصدي لذلك بالسلاح نفسه, وباللغة نفسها مع العدل في ذلك كله رغم الشنآن. فالإسلام انتشر -كذلك- بالإعلام حسب مفهومات العصور للإعلام, ناهيكم عن رد الشبهات وإنصاف السيرة العطرة.
  • أن من وسائل التصدي لهذه الحملات هو تمثل سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, واحياؤها عبر الوسائل المتاحة.
  • ينبغي عدم إغفال الشهادات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه, فضلاً عن أقرب الناس إليه ومحبيه والمؤمنين به, وينبغي تتبّع هذه الشهادات وإبرازها للناس كافة.
  • التوكيد على أن أصول الرسالات واحدة, قامت على أساس التوحيد والإيمان بالرسل -عليهم السلام- وأنها (بشرت) برسالة سيد المرسلين عليه السلام وأمرت باتباعه والتصديق به وتحري دعوته, فاتسمت هذه الرسالة بهذه الخصوصية والفضل والتمام والنسخ لما قبلها من الرسالات.
  • أن الدفاع عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يستلزم وقفة موحدة تلتقي على ذلك, حيث يوفر أعداء المصطفى هذه الفرصة لمحبيه ومتبعيه فينبغي عدم تفويتها.

وكانت تلك أبرز توصيات هذا اللقاء الذي ينتظر تكراره في زمان اخر ومكان آخر ومشاركين آخرين من علماء الأمة ومثقفيها ودعاتها ومفكريها, إذ لا تزال الأمة بخير مادام هناك من يقف لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم, فكان الله في عون القائمين على هذه اللجنة العالمية العلمية. وكان الله في عون الجميع.

1
1630
تعليقات (0)