الجنرال الأمريكي يعتذر عن تصريحاته حول الاسلام

-
اعرب الجنرال الأمريكي وليام بويكن، الذي ادلى بتصريحات نظر إليها على انها متعصبة ومعادية للإسلام، عن اعتذاره لكل من اعتبر تلك التصريحات اساءة لمشاعره، وقال إنه ليس متعصبا او متطرفا.

وجاء اعتذار الجنرال بويكن، نائب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات والمجهود الحربي، في اول بيان صدر منه حاول فيه شرح التصريحات التي أدلى بها في تجمعات كنسية أخيرا والتي صور فيها معركة الولايات المتحدة مع الراديكاليين الإسلاميين وكأنها صراع مع الشيطان.

هذا موقع حساس من مواقع اتخاذ القرار، ومن المُغضب جدا أن يُسمح لشخص له هذه الآراء المتطرفة المنغلقة والمتعصبة بأن يحتل مثل هذا الموقع البارز في جيشنا

النائب الديموقراطي جون كونيرز

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية قد قالوا إن بويكن لا يعتزم الإستقالة من منصبه، وأنه يرى أن تصريحاته أخذت خارج سياقها المراد لها.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين، مشترطا عدم نشر اسمه، إن الجنرال بويكن "قرر التخفيف من حدة الأمور، رغم شعوره بأن تصريحاته فهمت خارج سياقها".

وكان الجنرال بويكن، الذي تحدث أمام عدد من التجمعات المسيحية، قال أمام احدها إن الارهابيين يكرهون أمريكا لأنها أمة مسيحية، كما قال إن الله هو الذي اختار جورج بوش ليكون رئيسا للولايات المتحدة.

كما قال إن المسلمين يعبدون "وثنا" وليس "إلها حقيقيا"، لكن رامسفلد رفض انتقاده لتصريحاته تلك، واكتفى بالاشادة بسجله العسكري الذي وصفه بأنه "حافل بالانجازات".

وطالب عضو ديمقراطي بارز في مجلس النواب الأمريكي، هو النائب جون كونيرز من ولاية مشيغان، وزير الدفاع دونالد رامسفلد باتخاذ إجراء تأديبي ضد بويكن، حيث بعث برسالة اليه يقول فيها: "انا ادعوك إلى نقله أو توبيخه، لا يمكن أن يكون لدينا متطرف كهذا يتحدث بالنيابة عن أمتنا وعن قواتنا المسلحة".

وأضاف أن "هذا موقع حساس من مواقع اتخاذ القرار، ومن المُغضب جدا أن يُسمح لشخص له هذه الآراء المتطرفة المنغلقة والمتعصبة بأن يحتل مثل هذا الموقع البارز في جيشنا".

إلا أن رامسفلد رفض انتقاد تصريحات بويكن، واكتفى بالاشادة بسجل انجازاته، أما الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة الأمريكية فقد قال انه لا يعتقد ان بويكن قد انتهك أو خرق أي قواعد في حدود وظيفته.

وقد أثارت تصريحات بويكن موجة غضب وانتقاد من بعض جماعات حقوق الانسان والجماعات الدينية.

إذ طالب تحالف الاديان، وهو منظمة في واشنطن تعمل في مجال توطيد التسامح بين الأديان، بنقل بويكن من موقعه.

تساؤل

وتساءل جون بيترسون المتحدث باسم الجماعة عن سبب امتناع رامسفلد ومايرز عن توبيخ بويكن، وقال إن "الجيش واحد من أكثر الجماعات تعددية دينية في البلاد، وميثاق الأخلاق العسكرية يتحدث عن الحساسية والممارسات العقائدية التي تحترم غيرها من الكيانات الدينية. وتصريحاته تأتي على النقيض منها تماما".

وأضاف بيترسون قائلا: "لو كان من تفوه بتصريحات مماثلة عن المسيحيين الانجيليين ضابط مسلم لكانت الادارة كلها قد انقضّت عليه".

كما أغضبت تعليقات الجنرال الأمريكي مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية، الذي نوه بآية قرآنية تتحدث عن ان المسلمين يشاركون المسيحيين واليهود في الايمان بإله واحد.

وقال المدير التنفيذي للمجلس نهاد عواد إن "وضع رجل صاحب وجهات نظر متطرفة على هذا النحو في موقع حساس من مواقع صنع السياسات يرسل اشارات ورسائل خاطئة إلى العالم الاسلامي، المتشكك أصلا من دوافع ونوايا أمريكا".

لكن صحيفة التايمز البريطانية نقلت عن الجنرال الأمريكي قوله، في احدى تعليقاته أمام الملأ، إن المسلمين الضالعين في الارهاب لا يمثلون الدين الاسلامي، وهو ما يتوافق مع الموقف المعلن للإدارة الأمريكية.

يشار إلى أن للجنرال بويكن سجلا عسكريا طويلا ومتميزا، حيث شارك في عمليات سرية مهمة في الماضي.

فقد شارك في مهمة القوات الخاصة الامريكية لانقاذ الرهائن الامريكيين في ايران عام 1980 والتي فشلت فشلا ذريعا.

كما تولى عمليات البحث عن امبراطور المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار عام 1992، وقاد الحملة الامريكية في الصومال عام 1993

1
1231
تعليقات (0)