عبدالله القنبر - الأحساء
استضافت هيئة الإغاثة الاسلامية أمين عام المجلس الاسلامي الاعلى د. صالح بن حسين العايد حيث القى محاضرة بعنوان (حقوق غير المسلمين في الاسلام) بالغرفة التجارية الصناعية وقال ربما يظن ظان ان من غير المناسب ان يتحدث المسلم اليوم عن حقوق غير المسلمين في الاسلام أو كما قيل لي من قبل لِمَ لا تتحدث في حقوق المسلمين في بلاد غير المسلمين وربما يقول القائل ليتك تنظر وتفتح عينك اكثر لتشاهد ماذا يفعلون بنا فكيف تريدنا ان نعاملهم هذه المعاملة الحسنة لكنني اقول قبل كل شيء لدينا توجيه من المولى عز وجل لا يصح ان يغيب عنا لحظة واحدة حينما قال (ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) والشنآن هو قمة البغض. واوضح فضيلته ان غير المسلمين مصنفون صنفين صنف هم المواطنون وهؤلاء يسمونهم أهل الذمة وبعض طلاب العلم الذين عاشوا في الغرب أو تأثروا بالثقافة الغربية ربما ينفرون من هذا المصطلح أهل الذمة. يظن بعض الناس ان مصطلح اهل الذمة مصطلح سيئ وانما في الحقيقة ليس سيئا بل المراد هؤلاء اهل الذمة معناه الذين في ذمة الله وذمة رسوله. معنى ذلك ان نلت منا اقوى المواثيق بأن لن يصيبك منا سوء فقد اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبعثه الى البلدان واذا حاضرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابه فانكم ان تخفروا ذممكم وذمم اصحابكم اهون من ان تخفروا ذمة الله ورسوله. اذا أي ميثاق يعطى لأهل الذمة فإنه ميثاق غليظ لا يصح التهاون به لذلك كان من قول الامام الاوزاعي رحمه الله في كتابه له صالح بن علي بن عبدالله بن عباس عن اهل الذمة قال عنهم انهم ليسوا بعبيد يقصد اهل الذمة فتقوم من تحويلهم الى بلد في سعة لكنهم احرار أهل ذمة. اما الصنف الثاني هو المعاهدون او المستأمنون وهؤلاء الذين يأتون الى بلاد المسلمين بموجب عهود ومواثيق وعقود تضمن لهم سلامتهم وهذا الصنف معروف. ثم تحدث عن حقوق غير المسلمين لذا على المسلمين ان يعرفوا ما اوجبه الله عليهم اتجاه غير المسلمين فيعطوهم حقهم لا ينقصونه شيئاً اما غير السملمين حين نبلغهم ونطلعهم على حقوقهم فإننا نقول لهم هذه حقوقكم لا تطالبونا باكثر منها لماذا لانه بعد ارتفاع نغمة ما يسمى بحقوق الانسان ارتفعت اصوات غليظة بشعة تطالب بأن يعطى غير المسلمين حقوقا ليست لهم. على سبيل المثال في هولندا وقع 21 ألفاً من هولنديين وغيرهم وقعوا على وثيقة موجهة الى الحكومة السعودية يطالبونها بالسماح باقامة كنائس في السعودية وبالسماح لغير المسلمين باقامة شعائرهم علنا في كل وقت فهذا طلب غير مناسب. وليس هناك دين ولا نظام كرم الانسان انّى كان مسلما أو غير مسلم مثل الاسلام. ويكفى ذكر قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الصيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) كرمنا بني آدم فهم المسلمون وغير المسلمين، بل ان الله سخر ما في السموات والأرض اكراما للإنسان. ولقد أمر الله تعالى ان يتعارفوا وان اصلهم واحد. (ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير). ورسولنا صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع :(ياأيها الناس ان ربكم واحد وان اباكم واحد الا لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاعجمي على عربي ولا لأحمر على اسود ولا لأسود على أحمر الا بالتقوى). ومن حقوق غير المسلمين على المسلمين احترام مشاعرهم والمسلمون يعظمون الكتب السماوية على عكس غير المسلمين الذين يسخرون من كتاب الله. ولقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تكذيب كتب اهل الكتاب. كذلك يؤمن المسلمون بالرسل جميعا. وهذه تؤثر على غير المسلمين فحين نقول لغير المسلمين احبوا رسولنا كما نحب رسلكم. لذا فإن عدداً من غير المسلمين اسلموا لما وجدوه في القرآن من اكرام لعيسى بن مريم هم يحبون عيسى ومريم عليهما السلام لأن بعضهم لا يؤمن بأن عيسى ابن الله وان مريم ليست فوق امرأة حملت بكلمة الله فاذا وجدوا من يعز عيسى عليه السلام فإنهم لاشك يقبلون الاسلام. ومن صور اكرام غير المسلمين من قبل المسلمين ان المسلمين يعترفون بما لديهم من فضل واقوى شاهد ودليل لقد وجدت كلاما عظيما بعضهم ينسبونه للرسول صلى الله عليه وسلم والبعض ينسبه الى عمرو بن العاص (ضى الله عنه) فسواء كان حديثا أم كلاما لهذا الصحابي الجليل فإنه يدل على ما نقول. حين سئل عمرو بن العاص عن الروم قال: ان فيهم لخصالاً اربعاً انهم لأحلم الناس عند الفتنة واسرعهم افاقة بعد مصيبة واوشكهم كسرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وفاء.. الخ. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى جنازة حتى لغير المسلمين كان يقوم وذكر قصة على ذلك فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن الحقوق ايضا: * حق غير المسلمين على المسلمين في حفظ كرامتهم. * حق غير المسلمين على المسلمين في حرية المعتقد. فلا يكره غير المسلم على دخول الاسلام. ونفى فضيلته ما يشاع من حقد على السعودية انها ترغم غير المسلمين على الدخول في الاسلام. وذكر وصايا ابي بكر الصديق رضى الله عنه لاسامة بن زيد. لا تقتلن امراة ولا صبيا ولا كبيرا هرما وتقطع شجرا مثمرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا ولا تحرقن نخلا ولا تفروا ولا تجبنوا.. الخ الى ان قال وستمرون بقوم قد فرغوا انفسهم بالصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له. وذكر قصة كتاب له ترجم وقدم لأحد المسؤولين بالسفارة وبعد فترة قال لو نقلت كلام هذا الشيخ الى اسيادي في البيت الابيض لقالوا انني صبئت والعهود والمواثيق كثيرة. وتطرف المحاضر الى الكثير من الشواهد التي تؤكد على اهتمام المسلمين بغير المسلمين في شتى العصور والازمنة مطبقين وصايا الله ورسوله. واكد ان ذلك انعكس على تبادل الاحترام في بعض الازمنة على عكس ما يلاقيه المسلمون الآن في بعض المجتمعات الاوروبية والامريكية حيث ازالوا في اسبانيا حتى القبور. وذكر مثالا يجري في السودان وهو خوض حرب لتحكيم الشريعة مع الجميع فالشريعة تحكم على المسلمين اما غير المسلمين ليس شرطا ان تحكم بهم الشريعة ويجب ان يتنبه اليه. الحق الرابع حقهم في العدل وذكر امثلة على ذلك ومنها ما حدث في قصة الدرع بين الخليفة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه واليهودي عند شريح القاضي. والرسول حذر من ايذاء غير المسلمين بغير وجه حق. الحق الخامس: حقهم في حفظهم مالهم ودمهم وعرضهم فالاسلام يحفظهما لهم. وكف الاذى عنهم. الحق السادس: حماية غير المسلمين في اراضيها من أي عدو خارجي ارادهم بسوء لان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. الحق السابع: المعاملة الحسنة. وذكر آيات واحاديث تؤكد على ذلك. كذلك حقهم في التنقل في الفكر في الملكية. وان لا يستهلوا في اعمالهم الا برضاهم وعدم اجبارهم. الحق الثامن: حقهم في التكافل الاجتماعي. وذكر قصة لعمر بن الخطاب في هذا المجال حقهم في العمل والسكن والتعليم. ثم وجهت اسئلة من قبل الحضور اجاب عليها المحاضر وذكر ان ما قاله هو قد جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهي حقوق لا تتغير ثانية. اما ما يقال عن حقوق الانسان فهي حقوق وضيعة.